لم أشفق على نفسى من الكتابه حول فنان مثلما أشفقت عليها حينما هممت بالكتابة عن الأستاذ عبدالكريم الكابلى. وأشفاقى على نفسى سببه أن الأنسان وبمجرد أن يذكر أسم (الكابلى) سوف يتحفز معجبوه مدافعين عن أى نقد أو أى نظرة سالبه نحوه، أعرف ذلك تماما، لكنى أمارس الصدق فى نقدى للأخرين وما أحسه نحوهم، ثم أعكس مايعن لى من خواطر تغشى مخيلة محب و متذوق للفن أكثر مما هى معرفة أو معائشة لصيقة، وأن كان الأمر مع الأستاذ / الكابلى يختلف قليلا عن باقى ألأساتذة الكبار الذين تشرفت بالكتابة عنهم، فقد شاركت فى حوار دار بينه وبين صحفى صديق كان معنا بالأمارات والح على كى أصطحبه للمشاركة فى ذلك الحوار. وقد خرجت بأنطباعات أضافت لى الكثير عما كنت أحمله من رؤى قبل أن أجالس فنانا قامه مثل (عبد الكريم الكابلى).
عندما دخلنا لذلك المكان الذى يجلس فيه الأستاذ / كابلى ، وخلال سلامى على شخصه مد يده جالسا فى شئ من (الفتر) غير المقصود أو المصطنع، فطافت على خيالى كثير من الصور، وشعرت بأنى أمام شخصية (أرستقراطية) منعمه.
يجب أن يكن لابسا كلاسيك (بدلة وكرفته) طول الوقت تشعر بأن الشخص الجالس أمامك لا ينام كالآخرين مرتديا (جلابية أو عراقى)، بل ينام بكل اناقته تلك وحتى النظارة تشعر بانها لا تفارق عينيه أو تشعر بانك امام خبير أجنبى صادفته فى بهو فندق خمسة نجوم، جاء داخلا لتوه بعد أن تضايق من شدة الحر، تشعر بانه يفطر (على الباسطرمه والمارتديلا والجبنه المضفرة وزيتون حيفا) لا (العصيدة وملاح التقلية او النعيمية أو الفول أو العيش بالدكوه) وتشعر بانه لا يستعمل يديه فى الأكل بل (الشوكة والسكينه) وانه (لم يتعب أو يعانى فى حياته ) وانه من من نو ع الناس الذين أدخلوا مفردات فى بيوتنا مثل (بابا وماما وخالو وجدو وعمتو) بدلا عن (أبوى وأمى وخالتى) - تذكرت شقيق صديقى (التاج محجوب ) لا عب الهلال السابق وأسمه ( أبراهيم الزومه) شايقى صعب، حاد الطبع لديه أبن سماه (محمد) ، لا يقبل أن يناديه أى شخص ب (حمادة) .
لكن حينما يتحدث (الكابلى) عن الأدب الشعبى والتراث، يمسح تلك الصورة وتشعر وكانك أمام شيخ الشكرية (أبو سن) او أمام ( ود ضحويه ) (البطحانى السرورابى) أو أمام (الطيب محمد الطيب )، عندما يتحدث (الكابلى) يسحرك بكلماته ولغته المنتقاة السهلة الصعبة فى نفس الوقت وتشعر بانه ماكان جائزا أن تجالسه، بل يجب أن يجالسه مفكرون وأدباء فى قامة، منصور خالد أو الطيب صالح أو حسن أبشر الطيب، أو حسن عباس صبحى. لاحظت أنه كثير السرحان والنسيان، وتلك عادة ملازمه لكثير من المبدعين والعباقره ، أو تشعر بأنه من ذلك النوع الذى يتحدث معك وباله مشغول شارد فى مكان آخر حتى أنى تدخلت كى أذكره باسم فنان مثل بلوم الغرب (عبدالرحمن عبدالله) .
وللكابلى مفردات معينه ومترادفات كثيرا ما يستعملها ومن ضمن تلك الكلمات ( احبابى ، الجمال ، شجن ، الوطن الحبيب ، بقدر.... الخ).
وفى موضوع يتعلق (بالكابلى) اسعدنى الحظ بصدفة رائعة فى ذات يوم وجدت نفسى فى سيارة (أجرة) من الخرطوم للمهدية وبجانبى الأستأذ الشاعر / صديق مدثر وأستاذى المرحوم / كرف.
لم أشعر بطول المسافة ولم يشعر الأستاذان بمن يجالسهما فى المقاعد الخلفية لم ينتبها لمكان تواجدهما وكانهما فى صالون أدبى دون جلساء آخرين، كان الأستاذ/ كرف، ينتقد القصيدة الرائعة (ضنين الوعد) التى اعدها أحدى الخمس اغنيات القمة فى الغناء السودانى- واذكر ان الأستاذ/ كرف ، علق على عبارة (يا ضنين الوعد) وكأن رائه ان يقال
( يا ضنينا بالوعد) ، وفند ذلك من ناحية نحوية وقال للأستاذ/ صديق مدثر، لقد اجاز النقاد أحداث فى اللغة لشاعر مثل ابى الطيب المتنبئ ، لكن ما يسمح به ويغض عنه الطرف لمن هو مثل (المتنبئ) لا يمكن أن يسمح به، لصديق مدثر!!
وانقضى ذلك المشوار كلمح البصر ونزل الأستاذ/ كرف، امام بيته فى شارع كررى بحى العمدة بام درمان.
والكابلى يا سادة باحث ودارس ومهتم كما ذكرت بالأدب الشعبى وما يحتويه من قيم وشمائل وأن كانت محاضراته فى ذلك الجانب كثيرا ما تتشابه وتتكرر، فقد حضـــرت له محاضرتين احداهما بالمجمع الثقافى فى (أبو ظبى) والثانية بقاعة افريقيا (بالشارقة) لم تختلف المحاضرة الاولى عن الثانية كثيرا، رغم أستمتاعى بحلو حديثه مهما تكرر وملاحظتى لأنبهار الحاضرين بكلماته المنسابه (كعسل النحل الأصلى).
تناول فى تلك المحاضرتين اغانى الحماسة مع شرح لبعض الكلمات مثل (العنز الفاردات) او (الخيل عركسن) ، أو(يوم شكرك) ، وتواضع السودانيين ، وهكذا.
واعطى نماذجا بمصاحبة العود لبعض أغانى التراث تلك.
ومعلوم أن الكابلى بدا مسيرته الغنائية بالنشيد الذى تغنى به أمام الرئيس المصرى جمال عبد الناصر، أبان زيارته للخرطوم، الذى كتبه الشاعر الفحل (أبو آمنه حامد) وقد تطرق مرة، لحجم الضغط والأصرار الذى مورس عليه كى يؤدي ذلك النشيد بنفسه حيث كانت أنطلاقة مسيرته كفنان اصبح (سفيرا للنوايا الحسنه).
الكابلى يا سادة حسب وجهة نظرى هو فنان المثقفين النخبه والصفوة أو (أرستقراطيو الفكر والأدب) ان جاز لى تسميتهم بذلك.
ولا أظن ان احدا من الأدباء والشعراء والمفكرين الكبار، من لا يأبه لغناء الكابلى، وهو كذلك فنان (كثير من مدعى الثقافه ) بوعى او لا وعى، وذلك حتى لا يتهموا بانهم غير مثقفين أو غير متعلمين، ويشبه فى ذلك حال المرحوم (مصطفى سيد أحمد) الذى احبه كثير من السودانيين الذين غنى نيابة عنهم ما تمنوا أن يغنوه ، لكن ما اضره تشبث بعض (انصاف المثقفين) به وسيعهم لأحتكاره والتحدث باسمه، رغم أنهم يناقضون مبادءه وما كان يتمسك به من مثل وقيم.
وجهة نظرى الشخصية فى (الكابلى) وما يتركه فنان مثله فى دواخلى ، هو اننى أطرب كثيرا جدا عندما أسمعه يتحدث و(يقعد الكلام) أكثر مما هو مغنى، واتمنى الا يصمت أو ينتهى لقاءا يشارك فيه بالحديث الى الأبد، واشعر ان محاوريه من مذيعين ومقدمى برامج يتعبون جدا فى مجاراته بل يجعل كل محاور صغير الحجم الى جانبه ولا أنسى يوما كانت تحاوره فيه مذيعة عربية شديدة الجمال، كاد الأعجاب أن يقفز من عينيها ويفضحها، وكانى بها تقول ( كيف يطوع هذا السودانى اللغة وتخرج الكلمات من بين شفتيه دررا ولالئ ، وشهدا وعسلا) ؟؟ فهو ساحر جزل الحديث ولا شك.
كذلك أطرب كثيرا لأغنياته المكتوبة بالعربية الفصحى مثل (تفشى الخبر، ضنين الوعد ، أكاد لا أصدق ، شذى زهر ، أمطرت لؤلؤا ، عصى الدمع) والأغنية الأخيرة هذه أشعر ان أداءه لها يتفوق على طريقة أداء كوكب الشرق (الست ام كلثوم) .
والكابلى فى أعتقادى الخاص افضل سفير للأغنية السودانية لدى العالم العربى.
وأطرب كثيرا لسماع اغانى الحماسة والتراث عنده، لكنى اشعر بان المغنى فنان آخر غير( الكابلى) عند سماعى لبعض الأغنيات خصوصا التى كتبها ولحنها وغناها بنفسه، حيث تجد فيها بعض الأضطراب والضعف مثل (زمان الناس) صحيح فيها شجن وهوى عند الكثيرين خاصة الماسكين على الجمر بأيديهم فى بلاد الغربة والمهجر وقد أصبحت مضرب مثل للغربة الصعبة ( زمان الناس هداوة بال وأنت زمانك الترحال)، الا انى اشعر بانها لا تتناسب مع قامة الكابلى ولو كتبها شاعر آخر لما جامله وغناها له، ففيها أبيات مثل (روم الأصلو ما بنطال) أو ( من ... لبيت المال)، أو ( زفه بى طبال) فنحن لم نعتاد الزفة فى أعراسنا الا مؤخرا، ونعرف (السيره)، السيرة مرقت عصر، سيرو قطع الجريد والكابلى نفسه يغنى (الشيخ سيرو) والزفه والطبال لا توجد بذلك المسمى الا عند جيراننا المصريين، تشعر بهذا الشعر وكأنه نوع من رص الكلمات للوصول لقافية واحدة عندما يقول (غريب والغربه أقسى نضال ) وتلك حقيقة ، لكنه يقول بعد ذلك ( غريب والغربه سترة حال) ، وذلك المعنى فيه نظر، فالغربه تمثل عندنا (بيع البيتزا ، وسواقة التاكسى، والقبول بوظائف لا يقبل بها الشخص فى وطنه، وهى الكفيل وغضبه ورضاءه وهى كلمة (الوافد) والمناداة بكلمة (يازول) دون أعتبار لعمر او مكانة أو منصب) وكثيرا ما حاولت ان أنبه الأصدقاء من الشباب العربى الخليجى، ان كلمة ( زول) هذه رغم اعتزازنا بها وتفسير العظيم الراحل / عبدالله الطيب، لها حيث أبان أنها كلمة عربية فصحى، وهى افضل كلمة ينادى به للأخرين فى العالم العربى مقارنة ب (ياوله عند المصريين أو يازلمى عند الشوام) رغم ذلك كنت أبين لهم فى لطف أن هذه الكلمة لا ننادى بها بعضنا البعض وفى كل وقت . لغة التخاطب السودانية مثل أخلاق هذا الشعب (حساسة جدا) ، فنحن ننادى الرجل الكبير (يا عم ) والشاعر والأديب والفنان نناديه (يا أستاذ) ، والطبيب وحامل الدرجات العليا (نناديه يا دكتور)، (زول) هذه يتنادى بها الأنداد او تنادى بها (الزوجة زوجها) فى الزمن السابق حياءا من ان تناديه بأسمه، أو ننادى بها شخص ما فى حالات (الغضب)، وتصرف منه غير مقبول.
وفى جانب الأغانى التى كتب كلماتها ولحنها وغناها الاستاذ / الكابلى بنفسه، اتفق تماما مع الأستاذ / وردى، فى وجهة نظره أن الفنان لا يمكن أن يبدع بنفس القدر كلمات من شعره والحانا وأداء، وان كان نقد الأستاذ/ وردى فيه نوع من الحده والعنف.
ومثل تلك الأغنيات وغيرها (الهابط) خصوصا منها ، تنزع هيبة تضعها لفنان فى حجم الكابلى وتسحب عنه ثوب (الأرستقراطية) الذى يناسبه، اللهم الا أذا كان الأنسان يريد ان يساير الزفة ويقبل كلما يؤديه فنان عبقرى مثل الكابلى على علاته.
وختاما يبقى (الكابلى) هو(الكابلى) الأديب والشاعر والباحث والدبلوماسى و(الأرستقراطى) والفنان، ورصيد من الأغنيات وحب من هنا وهناك بلا حدود.
وانقضى ذلك المشوار كلمح البصر ونزل الأستاذ/ كرف، امام بيته فى شارع كررى بحى العمدة بام درمان.
والكابلى يا سادة باحث ودارس ومهتم كما ذكرت بالأدب الشعبى وما يحتويه من قيم وشمائل وأن كانت محاضراته فى ذلك الجانب كثيرا ما تتشابه وتتكرر، فقد حضـــرت له محاضرتين احداهما بالمجمع الثقافى فى (أبو ظبى) والثانية بقاعة افريقيا (بالشارقة) لم تختلف المحاضرة الاولى عن الثانية كثيرا، رغم أستمتاعى بحلو حديثه مهما تكرر وملاحظتى لأنبهار الحاضرين بكلماته المنسابه (كعسل النحل الأصلى).
تناول فى تلك المحاضرتين اغانى الحماسة مع شرح لبعض الكلمات مثل (العنز الفاردات) او (الخيل عركسن) ، أو(يوم شكرك) ، وتواضع السودانيين ، وهكذا.
واعطى نماذجا بمصاحبة العود لبعض أغانى التراث تلك.
ومعلوم أن الكابلى بدا مسيرته الغنائية بالنشيد الذى تغنى به أمام الرئيس المصرى جمال عبد الناصر، أبان زيارته للخرطوم، الذى كتبه الشاعر الفحل (أبو آمنه حامد) وقد تطرق مرة، لحجم الضغط والأصرار الذى مورس عليه كى يؤدي ذلك النشيد بنفسه حيث كانت أنطلاقة مسيرته كفنان اصبح (سفيرا للنوايا الحسنه).
الكابلى يا سادة حسب وجهة نظرى هو فنان المثقفين النخبه والصفوة أو (أرستقراطيو الفكر والأدب) ان جاز لى تسميتهم بذلك.
ولا أظن ان احدا من الأدباء والشعراء والمفكرين الكبار، من لا يأبه لغناء الكابلى، وهو كذلك فنان (كثير من مدعى الثقافه ) بوعى او لا وعى، وذلك حتى لا يتهموا بانهم غير مثقفين أو غير متعلمين، ويشبه فى ذلك حال المرحوم (مصطفى سيد أحمد) الذى احبه كثير من السودانيين الذين غنى نيابة عنهم ما تمنوا أن يغنوه ، لكن ما اضره تشبث بعض (انصاف المثقفين) به وسيعهم لأحتكاره والتحدث باسمه، رغم أنهم يناقضون مبادءه وما كان يتمسك به من مثل وقيم.
وجهة نظرى الشخصية فى (الكابلى) وما يتركه فنان مثله فى دواخلى ، هو اننى أطرب كثيرا جدا عندما أسمعه يتحدث و(يقعد الكلام) أكثر مما هو مغنى، واتمنى الا يصمت أو ينتهى لقاءا يشارك فيه بالحديث الى الأبد، واشعر ان محاوريه من مذيعين ومقدمى برامج يتعبون جدا فى مجاراته بل يجعل كل محاور صغير الحجم الى جانبه ولا أنسى يوما كانت تحاوره فيه مذيعة عربية شديدة الجمال، كاد الأعجاب أن يقفز من عينيها ويفضحها، وكانى بها تقول ( كيف يطوع هذا السودانى اللغة وتخرج الكلمات من بين شفتيه دررا ولالئ ، وشهدا وعسلا) ؟؟ فهو ساحر جزل الحديث ولا شك.
كذلك أطرب كثيرا لأغنياته المكتوبة بالعربية الفصحى مثل (تفشى الخبر، ضنين الوعد ، أكاد لا أصدق ، شذى زهر ، أمطرت لؤلؤا ، عصى الدمع) والأغنية الأخيرة هذه أشعر ان أداءه لها يتفوق على طريقة أداء كوكب الشرق (الست ام كلثوم) .
والكابلى فى أعتقادى الخاص افضل سفير للأغنية السودانية لدى العالم العربى.
وأطرب كثيرا لسماع اغانى الحماسة والتراث عنده، لكنى اشعر بان المغنى فنان آخر غير( الكابلى) عند سماعى لبعض الأغنيات خصوصا التى كتبها ولحنها وغناها بنفسه، حيث تجد فيها بعض الأضطراب والضعف مثل (زمان الناس) صحيح فيها شجن وهوى عند الكثيرين خاصة الماسكين على الجمر بأيديهم فى بلاد الغربة والمهجر وقد أصبحت مضرب مثل للغربة الصعبة ( زمان الناس هداوة بال وأنت زمانك الترحال)، الا انى اشعر بانها لا تتناسب مع قامة الكابلى ولو كتبها شاعر آخر لما جامله وغناها له، ففيها أبيات مثل (روم الأصلو ما بنطال) أو ( من ... لبيت المال)، أو ( زفه بى طبال) فنحن لم نعتاد الزفة فى أعراسنا الا مؤخرا، ونعرف (السيره)، السيرة مرقت عصر، سيرو قطع الجريد والكابلى نفسه يغنى (الشيخ سيرو) والزفه والطبال لا توجد بذلك المسمى الا عند جيراننا المصريين، تشعر بهذا الشعر وكأنه نوع من رص الكلمات للوصول لقافية واحدة عندما يقول (غريب والغربه أقسى نضال ) وتلك حقيقة ، لكنه يقول بعد ذلك ( غريب والغربه سترة حال) ، وذلك المعنى فيه نظر، فالغربه تمثل عندنا (بيع البيتزا ، وسواقة التاكسى، والقبول بوظائف لا يقبل بها الشخص فى وطنه، وهى الكفيل وغضبه ورضاءه وهى كلمة (الوافد) والمناداة بكلمة (يازول) دون أعتبار لعمر او مكانة أو منصب) وكثيرا ما حاولت ان أنبه الأصدقاء من الشباب العربى الخليجى، ان كلمة ( زول) هذه رغم اعتزازنا بها وتفسير العظيم الراحل / عبدالله الطيب، لها حيث أبان أنها كلمة عربية فصحى، وهى افضل كلمة ينادى به للأخرين فى العالم العربى مقارنة ب (ياوله عند المصريين أو يازلمى عند الشوام) رغم ذلك كنت أبين لهم فى لطف أن هذه الكلمة لا ننادى بها بعضنا البعض وفى كل وقت . لغة التخاطب السودانية مثل أخلاق هذا الشعب (حساسة جدا) ، فنحن ننادى الرجل الكبير (يا عم ) والشاعر والأديب والفنان نناديه (يا أستاذ) ، والطبيب وحامل الدرجات العليا (نناديه يا دكتور)، (زول) هذه يتنادى بها الأنداد او تنادى بها (الزوجة زوجها) فى الزمن السابق حياءا من ان تناديه بأسمه، أو ننادى بها شخص ما فى حالات (الغضب)، وتصرف منه غير مقبول.
وفى جانب الأغانى التى كتب كلماتها ولحنها وغناها الاستاذ / الكابلى بنفسه، اتفق تماما مع الأستاذ / وردى، فى وجهة نظره أن الفنان لا يمكن أن يبدع بنفس القدر كلمات من شعره والحانا وأداء، وان كان نقد الأستاذ/ وردى فيه نوع من الحده والعنف.
ومثل تلك الأغنيات وغيرها (الهابط) خصوصا منها ، تنزع هيبة تضعها لفنان فى حجم الكابلى وتسحب عنه ثوب (الأرستقراطية) الذى يناسبه، اللهم الا أذا كان الأنسان يريد ان يساير الزفة ويقبل كلما يؤديه فنان عبقرى مثل الكابلى على علاته.
وختاما يبقى (الكابلى) هو(الكابلى) الأديب والشاعر والباحث والدبلوماسى و(الأرستقراطى) والفنان، ورصيد من الأغنيات وحب من هنا وهناك بلا حدود.