الجمعة، نوفمبر 27، 2009

واجب السودانيين المباشر .. والحق والعدل والقوة هم مقومات الدوله الحديثه.

تاج السر حسين – royalprince33@yahoo.com
أنشغل السودانيون خلال الأيام الأخيره بمواجهة الأعلام المصرى دون تمييز بين شرفاء مصر الذين كانوا ولا زالوا يكنون للسودان كل حب وتقدير وبمن هم لا يعرفون السودان ويتعاملون معه بسطحية وعنجهية وعدم تقدير ومن خلال نظرة السيد لخادمه والتابع لمتبوعه.
والتقى فى ذلك الهجوم المكثف دون وعى أو تريث اعلام النظام مع اعلام المعارضه فى كثير من الجوانب.
وحتى لا يستغل النظام الظالم المتهالك المتهافت هذا الوضع يجب ان نبين الأمور ونضعها فى نصابها الصحيح.
وهنا لابد ان نعترف بأنه لولا التصريح (المستفز) شديد اللهجه الذى صدر من القاهرة ونقله الأعلام المصرى ووصل للسلطات السودانيه على اى درجة، ليلة حادثة التعرض لحافلات الفنانين والممثلين المصريين التى ضلت الطريق وخرجت عن مسارها المحدد لها بواسطة سلطات الأمن السودانيه بعد لقاء مصر بالجزائر، لما استجابت سلطات النظام السودانى على وجه السرعه وقامت بأجلاء جميع المشجعين المصريين دون ختم جوازاتهم من سلطات المطار، على نحو مهين ومذل، وهذا يعنى ان الدوله راجفه وفاقده للقوة فى ادنى درجاتها التى تجعلها نديدة للأنظمه المجاوره، وهذا خطر ما بعده خطر، خصوصا اذا علمنا تنامى حجم الأستثمارات بين البلدين وتعداد مواطنى الدوله القويه المقيمين فى الدوله الضعيفه، ثم لا ننسى وجود قوات عسكريه مصريه مهما كان حجمها ضئيلا تشارك ضمن قوات ما سمى (باليونيميد) وهى فى الأول والآخر قوات (دوليه) ولا ندرى هل كانت سوف تستخدم تلك القوات المصريه لو تصاعدت حدة التوتر بين البلدين الى ابعد من ذلك أم لا، رغم اننا نشهد للنظام المصرى بالتصرف الحكيم وضبط النفس فى كثير من المواقف وكمثال لذلك عند محاولة اغتيال الرئيس المصرى الفاشله فى يونيو 1995 بأديس ابابا، والتى تورط فيها نظام الأنقاذ وعلى راسهم قادة لا زالوا يجعجعون لا أدرى متى يأتى اليوم الذى يحاسبون فيه عما ارتكبوه وسبب ضرر كبير لبعض السودانيين؟!
ولعلنا جميعا تابعنا حينما اعلنت الهند عن نفسها كقوة نوويه من خلال تجربة عمليه، فعلت الباكستان نفس الشئ وفى اليوم الثانى مباشرة، وبذلك هدأت المشاكل والمناوشات بين البلدين حول منطقة كشمير التى يتنازعان عليها منذ فترة طويله من الزمن.
اذا القوة .. لا العنف - والفارق كبير بين الأثنين - هى التى جعلت الدولتان الجارتان تلجاءان للتصرف بعقلانيه وحكمه وأن يحترم كل منهما الآخر.
والنظام السودانى للأسف يفتقد للقوة فى ادنى درجاتها ولا يستخدمها الا ضد شعبه الأعزل ويفتقد للقدرة على اتخاذ اى قرار يحمى به نفسه ومواطنيه داخل السودان أو خارجه طالما رئيسه مطلوب للعدالة الدوليه ومهدد بالقبض عليه فى اى دوله الا اذا رأت تلك الدوله خلاف ذلك، وسوف يأتى يوم قريب لا تستطيع فيه اى دوله مخالفة قرارات الشرعيه الدوليه وسوف يبقى الرئيس يحكم وهو محاصر داخل حدود بلده بل ربما من قبو تحت الأرض!
والنظام السودانى لا يمارس العدل بين مواطنيه ولا المساواة والعدل المطلوب ليس المعنى به الأحكام التى تصدرها النيابات والمحاكم، فمفهوم العداله يتجاوز ذلك بكثير، ويشمل التوزيع العال للثروة لا تركيزها فى ايدى قليله من المحاسيب والأنصار، ويشمل اتاحة الفرص فى تقلد الوظائف الدنيا والعليا مدنيه وعسكريه وفى مساواة تامه بين المواطنين بغض النظرعن دينهم وقبيلتهم وانتماءاتهم الحزبيه وافكارهم، وان يكون المعيار الكفاءة وحدها.
وما نلاحظه وظلت تتبعه الأنقاذ منذ ان اغتصبت السلطه حتى فى المؤسسة الواحده وفى الدرجة الوظيفيه الواحده مدنيه أو عسكريه هناك فرق فى المعامله تحت ظل هذا النظام فى الحوافز والمخصصات بين من ينتمى للنظام شكلا وموضوعا ويدخل ضمن هؤلاء المنافقين و(الأرزقيه) داخل السودان وخارجه وبين المواطن السودانى العادى البسيط رجلا كان أم أمراة!
وظهر التمميز بصورة واضحه حتى فى المحاكم حينما ارجئ جلد الصحفيه (لبنى أحمد حسين) بل بدلت عقوبة الجلد بغرامه سددها اتحاد الصحفيين الأنقاذى بدلا عنها ودون مشاورتها لأنها اولا صحفيه اقامت الدنيا ولم تقعدها وسببت للنظام الكثير من الأزعاج ، ولأنها كانت تعمل فى احدى المنظمات الدوليه (الكافره) بينما تم جلد ومعاقبة زميلاتها وهن قصر وغير مسلمات أشتركن معها فى نفس القضيه (الفارغه) عديمة المحتوى !!
ثم جاءت مباراة مصر والجزائر فى كرة القدم لتؤكد ان التشريعات (الأسلامويه) التى يطبقها نظام الخرطوم منذ سبتمبر 83 لا يونيو 89 تميز بين جنس وجنس آخر، فالملابس التى كانت تردتديها (لبنى) وحولت بسببها للمحكمه مقارنة بما كانت ترتديه بعض المصريات والجزائريات يعد (نقابا) لا حجابا !!
هذه الأمثله البسيطه تؤكد بكل وضوح ان الدوله السودانيه ضعيفه ومهترئه وانها لا تمارس العدل والمساواة بين ابناء شعبها، وحق المواطن السودانى الشريف العفيف النزيه مهضوم.
فاذا كان الأمر كذلك فما هو الواجب المباشر للمثقف السودانى الذى تقع عليه مسوؤلية تنوير الراى العام الداخلى والدولى مثلما تقع عليه مسوؤلية تبصير الأميين والبسطاء داخل السودان خاصة فى هذه المرحله التى يجرى فيها الأعداد لأنتخابات مظهريه وديكوريه لا ولن تتسم بالنزاهة والشفافيه والغرض منها (شرعنة) نظام الأنقاذ الفاقد للشرعية لأكثر من عشرين سنه واضيف لذلك الغرض اظهار الرئيس البشير بأنه مؤيد من شعبه وأن ذلك الشعب لا تهمه جرائمه الفظيعه فى دارفور ومن قبل ما حدث فى الجنوب وقبل ذلك كله ما حدث للضباط الأحرار خلال شهر رمضان المقدس عند المسلمين وما ظل يحدث للشرفاء فى بيوت الأشباح من تعذيب يتبعه تشريد من الوظائف ومضايقات فى الأسواق طالما ظل ذلك الرئيس يردد (الله أكبر .. الله أكبر) بلسانه فقط فارغة المحتوى وغير مطبقة فى واقع الناس.
الواجب المباشر هو كشف زيف هذه الأنتخابات وعدم نزاهتها طالما يشرف عليها هذا النظام الفاقد للمصداقيه والمطالبه بحكومه قوميه ومراقبة دوليه تشرف عليها وعندها كلى ثقة بأن هذا النظام سوف يسقط سقوطا داويا لا يصدقه اى انسان فى العالم.
والواجب المباشر هو التوضيح بان اجهزة الأعلام فى السودان تحت ظل هذا النظام لا يمكن ان تكون محائده ولا يمكن أن تمنح الفرص لكآفة الوان الطيف السودانى متحزبين ومستقلين للتعبيرعن ارائهم بكل حرية، فحتى التعليق على احداث لقاء مصر والجزائر الكرويه هيمن عليه اتباع النظام وكذبوا وزيفوا الحقائق وهم لا علاقة لهم بما يدور فى مجال الرياضة وكرة القدم ولا يحيطون بتفاصيل الأحداث الدقيقه منذ ان لعبت مصر أمام الجزائر مباراتها الأولى فى أرض الأخير.
نخلص من هذا ألى ان الدوله السودانيه فى ظل نظام الأنقاذ ضعيفه للدرجة التى لا تستطيع فيه عسكريا مواجهة دوله مثل تشاد التى لا تملك طيرانا مدنيا أو تجاريا دعك من عسكرى وممثل حزب المؤتمر الوطنى فى القاهرة يدعى كذبا بأن السودان يمتلك الآن مصنعا للطائرات التى تطير بدون طيار!!
وهو دون شك مصنع يصرف عليه دون جدوى من مال الوطن ومن مدخرات اجياله الحاليه والمستقبليه.
مثلما حدث فى سد مروى الذى صرفت عليه قرابة الثلاثه مليار دولار، وفى نهاية المطاف اقسم مدير الهية القوميه للكهرباء (الأنقاذى) بعد اقالته انه لن يدخل الشبكه القوميه حتى لو دخل الجمل فى سم الخياط !!
ونخلص الى انها دوله لا يوجد فيه حق ولا عدل رغم تشدقها بالقيم والشعارات الأسلاميه، وهم ابعد الناس عن الأسلام وهم يعلمون ما قاله احد الأئمه ( ان الله ينصر الدوله العادله وان كانت كافره ولا ينصر الدوله الظالمه وان كانت مسلمه).
ونخلص الى ان الواجب المباشر الذى يقع على عاتق كل مثقف سودانى لا محاولة اظهار الوطنيه من خلال مواجهة اعلامى هنا و هناك اساء للسودان بسبب ضعف دولته ونظامه، بل الواجب هو محاولة التخلص من هذا النظام بجميع الوسائل وتنوير المواطنين بأنه المسوؤل الأول عن جلب تلك الأهانات والشتائم والأستفزازات لبلد صاحب حضاره وتاريخ مثل السودان.

الثلاثاء، نوفمبر 24، 2009

مصر التى فى قلبى وعيونى (1)

تاج السر حسين – royalprince33@yahoo.com
انا لا أعرف النفاق ولا أجيده ولا يتناسب مع شخصيتى ونشأتى وبيئتى (ألأم درمانيه) وان قال أديبنا وشاعرنا الراحل البروفسير العلامه عبدالله الطيب مبتسما على طريقته التى يعرفها الناس جميعا :-
(أن النفاق أكثر ما يحبه الناس هذه الأيام) .. وذلك فى رده على شاب اماراتى انتقد بأدب واحترام قصائد المدح فى الشعر العربى بصورة عامه أو التى تكتب عن الزعامات والشخصيات القياديه خلال هذه الأيام، وأوضح البروف الراحل اذا كان المديح صادقا وحقيقيا ونابعا من القلب فانه لا يعد نفاقا !
رغم ذلك فان نفسيتى لا تميل لمدح وتكريم الزعماء وأن اجادوا، فهؤلاء لديهم اجهزتهم الرسميه التى تقوم بالواجب وزياده، وانما اهتم بالشعوب والشخصيات العامه والبسطاء ملح الأرض الذين يؤثرون فى حياتنا اليوميه ونتعامل معهم بصورة عاديه.
وعن هؤلاء اكتب هذه السلسله فى وقت أصبح فيه الجو مغطى بالضباب والغيوم، وأكتب عن مصر التى فى قلبى وعيونى مترفعا عن الصغائر ودون النظر الى النصف الفارغ من الكوب مثلما فعل بعض الأعلاميون من هنا وهناك خلال الأيام الماضيه، فما اروع وأجمل النصف الممتلئ!
فمصر التى فى قلبى وعيونى اراها فى مواقف الأطباء الذين ياتيهم المرضى السودانيون وحالتهم ميئوس منها فيعودون اصحاء بفضل من الله وكرمه.
مصر التى فى عيونى اراها فى صرح شامخ اسمه جامعة القاهرة فرع الخرطوم، مصر التى فى قلبى وعيونى اراها فى البروف طلبه عويضه وفى جامعة الزقازيق وعشرات الألاف من السودانيين الذين تخرجوا منها ومن بينهم ابن اختى وهو الآن احد كبار الأطباء السودانيين.
مصر التى فى عيونى وقلبى هى التى اراها فى الأطباء الذين يعملون فى معسكرات النازحين فى دارفور ويجرون مئات العمليات الجراحيه للبسطاء.
مصر التى فى عيونى وقلبى ليست هى مصر التى تغضبنى وتحزننى احيانا واعتب عليها جهرا وسرا!
لكن رغم كل ذلك لا املك الا ان انسى واعود لمصر التى فى قلبى وعيونى بمواقفها الشامخه التى تستحق الأحترام والتقدير .. ومن (لا يشكر الناس لا يشكر ربه).
وفى هذا الباب ، اتذكر موقفا قد يبدو بسيطا فى عيون البعض، لكنى لا يمكن أن انساه مطلقا وسوف يبقى عالق بذاكرتى رغم انه حدث فى منتصف السبعينات وكنا وقتها طلبه ندرس فى مصر.
قدم الينا صديق وزميل دراسه هوالان من كبار رجال الأعمال فى السودان، وكان وقتها مسافر للسويد عبر القاهرة التى قرر ان يقضى فيها معنا ثلاثة ايام.
ومنذ ان وصل للمطار اضاع جواز سفره وتذكرته وشيكات سياحيه، وذلك بوضعه لحقيبته الكبيره على (ضهرية) عربة الأجره، ونسى حقيبته الصغيره دون ان يحملها فى يده، واظنها وقعت على الأرض بعد أن تحركت السياره.
فوصل الينا وهو يضحك كعادته فى مثل هذه المواقف رغم ما حدث له.
المهم فى الأمر انه تقدم ببلاغ فى احد اقسام الشرطه واصبح يوميا يتابع متنقلا بين السفاره وشركة الطيران الأثيوبيه متسائلا اذا جاء احدهم بتلك المفقودات، وبعد اسبوع فقد الأمل وقرر أن يستخرج وثيقة بدل سفر اضطراريه من مجمع التحرير بالقاهرة حتى يعود للسودان.
واثناء ما هو واقف فى طابور بالمجمع لمح الى جانبه امراة واضح من زيها وثوبها الذى ترتديه انها سودانيه، فسلم عليها وسالها عن سبب قدومها للمجمع.
فشرحت له وهى حزينه انها متزوجه من سودانى من ابناء الأقليم الجنوبى يعمل معلما، وجاءا معا لمصر بغرض الذهاب لليبيا والأستقرار فيها ووقتها كان يطلب من كل سودانى ان يبرز مبلغ 40 جنيه استرلينى حتى يمنح تاشيره للدخول لليبيا.
وكانت و زوجها يقيمان مع شقيقه الطالب فى احدى الكليات بشبين الكوم، ريثما يكملان اجراءات السفر لليبيا.
لكن المبالغ التى كانت معهما نفذت واصبحت لا تكفى الا لواحد منهما فقط لكى يحصل علىالتأشيره والمشكله انهما يرتبطان معا بجواز سفر واحد.
فاتفقت هى وزجها فى حل عملى وان يسبقها الزوج أولا وأن تبقى هى فى شقة شقيقه الذى غادر للسودان بعد انتهاء امتحاناته، وبعد ايام قلائل يرسل لها الجواز ومبلغ يمكنها من الحصول على التأشيره واللحاق به.
وفعلا ارسل الزوج الجواز ومبلغ من المال لكنها لم تصل للزوجه أو ربما ضاعت فى الطريق على اى صورة من الصور هذا ليس مجالها.
وانفقت الزوجه السودانيه كلما عندها من مال حتى اصبحت لا تملك قيمة ائجار الشقه أو حتى ما تسد به رمقها، فاوتها اسرة مصريه بسيطه مكونه من رجل كبير فى السن وزوجته وكانا يسكنان فى شقة امام الشقه الصغيره التى تسكن فيها ولهما متجرا صغيرا تعودت ان تشترى منه حاجاتها اليوميه.
المهم فى الأمر اوتها تلك الأسره وهى حامل فى شهورها الأولى وقررت ان تعود للسودان بالقطار لذلك قدمت للمجمع لأستخراج وثيقة سفر اضطراريه مثل صاحبنا، الذى كان محظوظا وحصل على اغراضه الضائعه بعد ذلك ، لكن قرر ان يبقى فى مصر لفترة ثم يعود للسودان دون ان يواصل رحلته للسويد، لا ادرى ربما تشاءم من تلك الرحله.
لكن صديقنا عمل خيرا فاخبرها بأنه يعيش مع اصدقائه فى القاهرة وانهم جميعا سوف يدبرون لها ثمن التذكره ومصاريف الطريق وعليها ان تاتى يوم الأربعاء القادم لتستلم التذكره والمصاريف.
فشكرته وعادت لشيبين الكوم وابلغت الرجل العجوز وزوجته بتفاصيل ما حدث.
وفى اليوم المحدد للسفر جاءت شقيقتنا السودانيه وبرفقتها المرأة العجوز لتتأكد بنفسها وتطمئن من صدق اهلها السودانيين ومن انهم جادون فيما التزموا به، وتركت زوجها فى محطة القطار ومعه شئ من الزاد (فطير وفراخ وبيض) وخلاف ذلك مما يؤخذ خلال السفر.
وفعلا وجدت التذكره جاهزه وذهبنا معها لمحطة السكك الحديديه فى رمسيس وودعناها ولم يتحرك الرجل العجوز وزوجته من مكانهما نحو القطار المتجه الى شبين الكوم الا بعد ان تحرك قطارها المتجه نحو اسوان اولا.
هذا الموقف كلما اتذكره ازرف الدموع وأنسى تفاهات اعلامى مثل (عمرو اديب) وغيره، لكن هل يعى مثل هذه المواقف من يتشدقون بحب مصر الآن او من يسئيون للسودان ومصر خلال هذه الأيام وان اظهروا خلاف ذلك؟
آخر كلام:-
ابيات للشاعر الرائع (فاروق جويده).
كم عشتُ أسألُ: أين وجــــــــهُ بــــلادي
أين النخيلُ وأيـن دفءُ الــوادي
لاشيء يبدو في السَّمـَــاءِ أمـامنـــــــــ ـا
غيرُ الظـلام ِوصــورةِ الجــلاد
هو لا يغيبُ عن العيــــــــون ِكأنــــــــه
قدرٌٌ .. كيوم ِ البعــثِ والميــــلادِ
قـَدْ عِشْتُ أصْــــرُخُ بَينـَكـُمْ وأنـَـــــادي
أبْنِي قـُصُورًا مِنْ تِـلال ِ رَمَـــادِ
أهْفـُـو لأرْض ٍلا تـُسـَـــاومُ فـَرْحَتـِــــي
لا تـَسْتِبيحُ كـَرَامَتِي .. وَعِنَــادِي
أشْتـَـاقُ أطـْفـَـــــالا ً كـَحَبــَّاتِ النـَّــــدَي
يتـَرَاقصُونَ مَـعَ الصَّبَاح ِالنـَّادِي
أهْـــفـُــــو لأيـَّـام ٍتـَـوَارَي سِحْــرُهَـــــ ا
صَخَبِ الجـِيادِ .. وَفرْحَةِ الأعْيادِ
اشْتـَقـْــــتُ يوْمـًا أنْ تـَعـُــودَ بــِــــلادِي
غابَتْ وَغِبْنـَا .. وَانـْتهَتْ ببعَادِي

الأحد، نوفمبر 22، 2009

الخاسر الأكبر هو نظام الأنقاذ .. لا شعب السودان ومصر يا الطيب مصطفى ؟!

تاج السر حسين – royalprince33@yahoo.com
أعلم جيدا ان عبارات بعض الأعلاميين المصريين أحبطت وأصابت فى مقتل الطيب مصطفى الذى يتحدث نيابة عن نظام الأنقاذ ويعبر بلسانه وقلمه عما يعجز نظام الأنقاذ التعبير عنه جهرا وصراحة، وهم يتبادلون صحيفته الصفراء واحاديثه الموغله فى العنصريه منتشين ومسرورين وهو يخادع بتنظيمه الضعيف المسمى (منبر السلام العادل)، وهو لا يعدو أكثر من (فرع) متشدد وعنصرى للمؤتمر الوطنى، ولا أدرى كيف يتحدث عن السلام من لا يؤمن به ؟
واذا كان الطيب مصطفى عادلا ومنصفا فمن يستحق الهجوم والنقد والتقريع، اعلاميين مصريين يحملون نفس فكره ويتحدثون بنفس لغته الأستفزازيه الكارهة التى يسئيون بها للعلاقة بين السودان ومصر مثلما يسئ هو للعلاقه بين الشمال والجنوب،أم نظام (بحاله) ضعيف ومهتر وجهت له الصفعات والأهانات على ذلك النحو المذل والمهين؟
الطيب مصطفى .. طعن فى ظهره قبل ان تطعن الأنقاذ فهذه العروبيه والأسلامويه التى يتشدق بها ويريد فرضها على السودان بلد الزنوج والأفارقه فى (الأصل) الذين اختلط بهم العرب لاحقا وشكلوا جميعا هوية جديده نعتز بها اسمها الهوية (السودانيه) ، وهم اصحاب اقدم الديانات فى التاريخ (كوشيه) ثم اعتنقوا بعد ذلك (المسيحيه والأسلام).
وهم الذين قال عنهم المسلمون (حاربنا قوم اشداء يجيدون الرمى بالنبال)، يعنى عرفوا (الكروز) قبل ان يصنع فى العصر الحديث.
طعن فى ظهره (الطيب مصطفى) الرافض لتعدد الثقافات واحترام جميع الأديان فى السودان على قدم المساواة والرافض لقيام دوله مدنيه أو بصرح العباره - لا دينيه - يمكن ان تحل جميع المشاكل السودانيه وتجعل الوحده جاذبه وممكنه.
أصيب الطيب مصطفى فى مقتل وهزمت فكرته الأستعلائيه من خلال مباراة فى كرة قدم !!
فما بالك اذا حدث فى الغد - لا سمح الله - أعتداء غبى وغاشم من اى جهة فى السودان على العماله المصريه أو على الشركات المصريه ؟؟ اتمنى ان تجاوب بعد أن تفكر مليا!!
الطيب مصطفى لا يعلم ان الخاسر الوحيد فى هذه الحادثه هو نظام الأنقاذ اذا استجاب النظام الرسمى المصرى لنبضات ومشاعر ورغبات وأمنيات الشعب السودانى فى الداخل والخارج ورأينا فى الغد تصريح رسمى من اصغر موظف فى وزارة الخارجيه المصريه قال فيه ان (مصر سوف تلتزم بالشرعيه الدوليه فى تعاملها مع الدول).
وقتها سوف يتغوط كثير من الرجال على ملابسهم – ماء- أو ما اصطلح على تسميته – اسهالا !!
لأنهم يدركون جيدا صعوبة التحرك هنا وهناك دون مصر ووقتها سوف يعلمون بأنهم محاصرين من جميع الجهات ولا تتبقى لهم سوى دول افريقيه قليلة لا تزيد عن اصابع اليد الواحده، لا نستبعد ان تنضم نفسها الى الألتزام بالشرعيه الدوليه فى التعامل مع نظام الأنقاذ اذا سبقتها مصر.
ويومها سوف يتعقل النظام وسوف يسعى بجدية لحل مشكلة دارفور وسوف يعملا من ان تكون الوحده جاذبه بين الشمال والجنوب وسوف يتخلى عن عنجهيته ومؤامراته المستمرة فى تقسيم الأحزاب والحركات وتفتيتها.
نحن نقدر لمصر رؤيتها وتقويمها الخاص للأمور وخشيتها من أن تعم الفوضى عند انهيار النظام فى السودان وأن يصبح السودان مثل الصومال وأن يتزائد النزوح واللجوء الذى تتاثر به مصر أكثر من غيرها، وان اختلفنا مع هذا الرؤيه، فالسودانيين قادرين على التماسك وعلى الحفاظ على وطنهم وأمنه وقد تأكد ذلك فى عدة تجارب.
نحن نقدر هذا جيدا، لكن الحقيقه لولا هذه المساندة المصريه ولولا الدعم فى المحافل الدوليه لنظام السودان رغم غدره بمصر من قبل ومشاركته فى محاولة اغتيال الرئيس المصرى فى أديس ابابا 1995 لأنهار نظام السودان فى اقل من شهر ولفكر السودانيون فى نظام بديل يحقق لهم طموحاتهم المشروعه ويؤسس لعلاقه جديده مع مصر قائمه على الحب والأحترام المتبادل والمصالح المشتركه دون طمع او استغلال.
لأعتبارات كثيره ظللنا نمسك لفترة طويله من الزمن عن هذه الرؤى ولا نطرحها على العلن تقديرا للكثير من الأمور، وفى ذات الوقت ظللنا نطلب من النخب الفكريه والثقافيه المصريه ان تفتح حوارا شفافا وصادقا وواضحا تحت عنوان (العلاقات السودانيه المصريه) يتم من خلاله استعراض نقاط الألتقاء والأختلاف، الأخطاء والسلبيات، الأطر السليمه لتصحيح هذه العلاقه ووضعها فى مسارها الصحيح.
لكن تسارع الأحداث وما افرزته تلك المباراة (المأساة) وما احدثته من شرخ بين الشعبين لا يمكن تجاهله ولا يمكن التعامل معه بترديد عبارات المجامله و(الصمت الحزين)، ويجب ان تعرض الحقيقه كما هى وان يعلمها الشعب المصرى والمثقفين المصريين مهما كانت مؤلمه وهى تمثل ردا على استغرابهم ودهشتهم (المشروعه) لعدم وقوف الجماهير السودانيه الى جانبهم على نحو كاف كما كانوا ينتظرون خلال لقاء المنتخب المصرى بشقيقه الجزائرى فى الخرطوم رغم ما للسودانيين بالمصريين من صلات رحم ودم وعلاقات متعدده ورغم ان مصر هى التى اختارت ارض السودان مكانا لأداء تلك المباراة (الكارثه).
والسبب هو شعور الشعب السودانى الذكى الواعى سياسيا رغم تفشى الأميه فيه، بظلم من ذوى القربى فى عدد من الأمور يأتى فى مقدمتها دعمه ومساندته غير المحدوده لنظام الخرطوم الذى يمثل عقبه فى طريق حل جميع المشاكل السودانيه مثل قضية دارفور والوحده بين الشمال والجنوب.
أمر طبيعى ان يهيمن نظام حاكم فى دوله من دول العالم الثالث على الأمور داخل وطنه لكن هل سمعتم بهيمنة نظام حاكم على الأمور وهو ظالم وفاشل وعنصرى واقصائى خارج بلده؟
هل تصدقوا ان من تمت استضافتهم من سودانيين فى القنوات الفضائيه المصريه قبل وبعد المباراة الكارثه اغلبهم ينتمون للزمرة الأسلامويه الأنقاذيه أو من يستفيدون منها وهم من يسئيون للعلاقات المصريه السودانيه حتى لو اظهروا خلاف ذلك؟
دعونى اعطيكم مثالا عن كراهية الشعب السودانى لهذا النظام الأسلاموى العنصرى البغيض، الذى كره الشعب السودانى حتى فى الأسماء الاسلاميه.
حكيت لأحد الأصدقاء السودانيين وهو مقيم داخل السودان عن ان صديق آخر عاد من دوله عربيه واستقر فى السودان واسس شركة لخدمات الحج والعمره واعطاها اسم (أسلامى) لعله دار الأئمان للحج والعمره.
فجاء رده مفاجئ وصادم لى حيث قال:-
لن ينجح هذا الشخص وسوف يفشل مشروعه ويخسر، فهؤلاء الأنقاذيين (كرهوا) السودانيين فى الدين!
الم تسمعوا بأن صحفية سودانيه منعت من السفر وكادت ان تجلد بسبب ارتدائها لبنطال ؟؟ وان أكثر من 40 الف أمراة جلدن لذلك السبب أو لسبب مقارب منه؟ وأن صبية فلسطينين جلدوا لأنهم يخزنون فى موبائلهم مشاهد من مسلسل تلفزيونى؟
هل هنلك ظلاميه اكثر من هذه؟ وهل شهد البشر خلال القرون الوسطى نظام بمثل هذا التخلف؟
هذه الحقيقه اخوتى المثقفين فى مصر أن شعب السودان لا يكره مصر ولا يبغضها وغالبية السودانيين تعلموا فى مصر وتخرجوا من جامعاتها وتربطهم علاقات دم ورحم بمصر .. والسودانيون ساندوا مصر فى كثير من المواقف وخلال بطولة كاس القارات الأخيره كنا تشاهد السودانيون على المقاهى الشعبيه والسياحيه فرحين مبسوطين يصفقون لمصر ولنتائجها وكان السودان هو الذى يلعب ويسجل الأنتصارات.
هذا هو شعور السودانيين تجاه مصر رغم عدم رضاءهم عن بعض التصرفات والتجاوزات التى تهين كرامتهم.
لكن الشعب السودانى عاتب على مصر من قبل فى دعمها لنظام دكتاتورى شمولى أذل الفكر والمفكرين ونصب لهم المشانق وهو نظام النميرى - رحمه الله - الذى أستمر فى الحكم لمدة 16 سنه، ثم انتهى نظام النميرى بخيره وشره وجاء نظام البشير وهو الآن جاثما على صدر الشعب السودانى لمدة زادت عن العشرين ولا زال طامعا فى البقاء لفترة أطول كما عبر رئيس مكتب المؤتمر الوطنى فى مصر فى (ذلة) لسان خلال احدى الندوات، وكل ذلك بدعم من مصر ومساندتها.
تخيلوا سادتى المثقفين المصريين، حزب حاكم فى بلده له مكاتب (سوبر لوكس) خارج الوطن، ثم بعد كل ذلك يتهمون المعارضه بانها معارضه فنادق 5 نجوم، مع ان المعارضين لا يكادون يوفرون لقمة عيشهم ويسكنون فى الأحياء الشعبيه!

ما حملنى لكتابة هذا الموضوع اضافة الى ما كتبه الأنقاذى الناكر - الطيب مصطفى – هو مااستمعت اليه خلال الأيام الماضيه لعدد من المفكرين والمثقفين المصريين يتساءلون عن لماذا تكرهنا الشعوب العربيه رغم كلما قدمناه لتلك الأمة من تضحيات، وتساءلوا من اين نبدأ لعلاج هذه المسائل؟
اقول لهم نعم مصر قدمت الكثير للأمة العربيه ولا ينكر هذا الأمر غير جاحد، والكراهية غير موجهة للشعب المصرى أو لمصر وانما لمواقف يجب ان تعيد مصر حساباتها فيها.
وبالنسبة لنا كسودانيين تهمنا مصلحة وطننا ، نقول على مصر ان تعلن بانها اختارت الأنحياز للشعب السودانى لا للنظام السودانى وأن مصر سوف تلتزم بقررات الشرعيه الدوليه، ثم ارسلوا بعد ذلك المنتخب المصرى لتجدوا الشعب السودانى كله يقف خلفه، فالشعب البسيط هو الذى يدعم وهو الذى يشجع لا النظام المعزول الجاثم على صدر شعبه بقوة السلاح وبالقمع والبطش رغم انه لم يكن قادرا على توفير الحمايه بصورة كافيه لجماهير حضرت للسودان لمشاهدة مباراة فى كرة القدم لم يزد عددها عن 20 الف شخص، ونحن نعلم ان الكثيرين جاملوا نتيجة لما وجدوه من كرم من اخوانهم فى السودان وهذا غير مستغرب شعب السودان المرزوء بنظام لا يشبه طباعه.
وأخيرا:-
* لماذا لا يضاف اسم الطيب مصطفى للذين يجب ان تحاكمهم المحكمه الجنائيه الدوليه، الا تستحق الكراهية والبغض والحقد والدعوات المسمومه الى احكام رادعه؟
* الا يطارد الكثيرون من قبل اليهود فى جميع انحاء العالم ويقدمونهم للمحاكم الجنائيه أو الشعبيه بدعوى كراهية الساميه؟

برافو الشاعر الرائع/ جمال بخيت .. برافو الأعلاميه / منى الشاذلى!

برافو الشاعر/ جمال بخيت .. برافو الأعلاميه منى الشاذلى!!
تاج السر حسين – royaprince33@yahoo.com

عن الشاعر المصرى الجميل جمال بخيت أقول:
كنت مشرفا على الجانب الثقافى والأعلامى فى احدى الدور السودانيه بالقاهرة حتى فترة قريبه وخلال أحدى الفعاليات الثقافيه التى كنا نقيمها أتصلت باحدى الأصدقاء من المثقفين المصريين لمساعدتى فى الأتصال بشاعر مصرى يشارك معنا فى تلك الليله، وتركت له حرية الأختيار وكنت أمنيتى الشخصيه ان يكون المشارك واحد من أثنين اما الشاعر الكبير فاروق جويده أو الشاعر الرائع عبدالرحمن الأبنودى، لكن صديقى المصرى أقترح على اسم الشاعر جمال بخيت .. صراحة ما كنت اعرفه جيدا وأن سمعت به.
ليلة الأمس ووسط هذه الزوبعه الأعلاميه والضجيج وتوهان الحقيقه الذى تمخض بعد اللقاء الكروى أو (المعركة) الكرويه بين مصر والجزائر فى السودان، تداخل الشاعر جمال بخيت على الهواء مع الأعلاميه / منى الشاذلى وأدلى بحديث واع وموضوعى وعميق أكد به فعلا أن الشاعر يمثل ضمير امته.
لم يجامل جمال بخيت أو يتجمل أو يخفى الحقائق .. لم ينحاز أو يخفى الحقيقه حتى يتحول الى (بطل وطنى) كان أكبر من ذلك كثيرا.
عبرعن غضبه واستياءه لما حدث من اساءات واستفزاز وخدش حياء مس بعض الفنانين والفنانات والأعلاميين المصريين من بعض الجمهور الجزائرى المنفلت الذى قدم لتشجيع منتخبه فى السودان، لكنه لم يخف الحقائق ولم يعف الأعلام المصرى من مشاركته بقوة فى تلك المأساة.
لم يشتم الجزائر كدوله ولم يمحو تاريخها، كان صريحا وواضحا و(قوميا) أكثر منه مصريا.
وعلى نفس طريقتها المعهودة كذلك كانت الأعلاميه (منى الشاذلى) من خلال برنامجها المميز (الساعة العاشرة)، رائعه وموضوعية ومهنية ومتوازنه، أعطت كل طرف حقه، بحثت عن الحقيقه عند كل من شارك فى حلقة الأمس داخل الأستديو أو عن طريق الأتصال الهاتفى، لم تخف ملامح غضب تسلل فى بعض كلماتها وهذا من حقها ولا تلام عليه، لكنها لم تتخل عن مهنيتها ومصداقيتها.
هذه المقدمه الطويله تقودنى للحديث عمن وجهوا سهامهم نحو الآعلامى المصرى (عمرو أديب) بشراسه من الصحفيين والأعلاميين السودانيين بالتحديد، حيث لا يعنينى غيرهم، وهنا لا ادافع عن - عمرو أديب - الذى اعرفه منذ زمن طويل كصحفى واعلامى وكنا نقرأ له فى صباح الخير وروز اليوسف، ومع احترامى لشخصه لكنى لا ارتاح لطريقته فى تناول الأمور التى تتسم بجرأة غير محموده ودون الأهتمام بمصداقية ومهنية ما يقدمه.
وكذلك لا أريد ان اتحدث عن الأعلامى المصرى / ابراهيم حجازى، وبطبعى اكره الأسلوب (الأبوى) الذى ينتهجه بعض الأعلاميين فى تقديم مواضيعهم وقضاياهم، بالطبع لا أعنى (بالأبويه) التى تعنى الحنيه واللطف والعقل والحكمه والرزانه وتلك مطلوبه، وأنما اعنى (الأبويه) المرفوضه والتى تعنى الصفويه والنخبويه وفرض الوصايه والتعامل مع الآخرين بعنجهية مهما كان عمر الأعلامى وخبرته!
ولا اعنى الشرفاء من صحفيين واعلاميين وغيرهم الذين ينتقدون الأخطاء والمواقف دون تمييز أو غرض، داخل السودان أو خارجه.
اعنى فى الحقيقه الذين تم توجيههم (بالرموت كنترول)، وبعد أن اعتذرت القيادات السياسيه والأعلاميه المصريه للسودان وشعبه، فشرعوا اقلامهم واجادوا وابدعوا فى الأساءة الى (عمرو أديب) وهو فى الأول والآخر اعلامى يطرح قضاياه على القنوات الفضائيه نختلف أو نتفق معه دون ان نقلل من أثرها سلبا او ايجابا.
لكنى فى ذات الوقت اتساءل اين نقد هؤلاء لنظام الأنقاذ فى الأعداد الفاشل لهذه المباراة - المعركه - وان جاملهم المصريون، واين نقدهم للأنقاذ فى غير ذلك من مواقف وما فعلته بالشعب السودانى وهو أكثر سوء ا من كلام فى (الهواء) لأعلامى كان (عمرو أديب) أو غيره!
ماذا كتبوا عن سليبات الأنقاذ وتجاوزاتها منذ أن اعدمت (مجدى وجرجس) مرورا ب 28 ضابطا خلال شهر رمضان وحتى محاكمة بنطال الصحفيه (لبنى)؟ وماذا كتبوا عن قضية دارفور ودور نظام الأنقاذ فيها؟
وماذا كتبوا عن تركيز السلطه والثروه فى يد قله محسوبه على النظام فى السودان؟
وماذا كتبوا عن سيطرة الحزب الحاكم على الأعلام داخل السودان وخارجه، للدرجة التى جعلت الرأى العام المصرى يستغرب ويستعجب لموقف مواطن واحد سودانى دعك من عدد كبير من السودانيين، لا يعلم شقيقهم المصرى ماذا فعل بهم نظامهم وكيف جعلهم مشردين فى بقاع الدنيا المختلفه؟
ماذا كتب اؤلئك عن الوحده بين الشمال والجنوب ومهدداتها واحتمالات انفراط عقدها بعد 14 شهر فقط كما هو متوقع، بسبب سياسات الأنقاذ الخرقاء ودورها فى شق جميع الصفوف السياسيه السودانيه بدء بحزب الأمه (الصادق/ مبارك) مرورا بالأتحادى (الميرغنى/ الهندى) وانتهاء بالحركة الشعبيه (سلفا/ لام أكول)؟
وهل يعلم الأخوه المصريين (فنانين وصحفيين واعلاميين) الذين ذهبوا للخرطوم لمؤازرة منتخبهم فى ظل حماية البشير، انه ونظامه قتلوا 2 مليون و500 الف (نفس) فى جنوب السودان ؟؟ هل كانت لديهم هذه المعلومه قبل أن يذهبوا للسودان؟
مرة أخرى ندين ونشجب تسرع عمرو أديب واساءته لشعب السودان فى لحظة خروج عن النص وعدم وعى، لكننا نقول بنفس القوه من لم ينتقد الأنقاذ فى جميع تصرفاتها وما فعلته بالشعب السودانى، بل من ظل يعمل على بقائها وتثبيت اقدامها من الصحفيين والأعلاميين السودانيين عليه ان يلتزم الصمت فهذا موقف يشبه ما جاء به الحديث - إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد-.
آخر كلام:-
قصيدة (قتلناك يا آخر الأنبياء) بعد وفاة الزعيم الراحل (جمال عبدالناصر).
للشاعر الكبير : نزار قبانى
قتلناك يا آخر الأنبياء
قتلناك ...
ليس جديداً علينا
اغت
يال الصحابة والأولياء
فكم من رسول قتلنا
وكم من إمام ذبحناه
وهو يصلى صلاة العشاء
فتاريخنا كله محنة
وأ
يامنا كلها كربلاء
نزلت علينا كتابا جميلاً
ولكننا لا نجيد القراءة
وسافرت فينا لأرض البراءة
ولكننا ما قبلنا الرحيلا
تركناك فى شمس سيناء وحدك
تكلم ربك فى الطور وحدك
وتعرى ..وتشقى ..وتعطش وحدك
ونحن هنا نجلس القرفصاء
نبيع الشعارات للأغبياء

ونحشو عقول الجماهير تبناً ..وقشاً
ونتركهم يعلكون الهواء
قتلناك يا جبل الكبرياء
وأخر قنديل زيتٍ
يضيئ لنا فى ل
يالى الشتاء
وأخر سيف من القادسية
قتلناك نحن بكلتا يدينا
وقلنا :المنية
لماذا قبلت المجىء الينا؟
فمثلك كان كثيراً علينا
سقيناك سم العروبة حتى شبعت
رميناك فى نار عمان حتى
أريناك غدر العروبة حتى كفرت
لماذا ظهرت بأرض النفاق
لماذا ظهرت ؟
فنحن شعوب من الجاهلية
ونحن التقلب
نحن التذبذب
والباطنية ..
نبايع أربابنا فى الصباح
ونأكلهم حين تأتى العشية
قتلناك يا حبنا وهوانا
وكنت الصديق ، وكنت الصدوق
وكنت أبانا
وحين غسلنا يدينا ..
اكتشفنا بأنا قتلنا مُنانا
وأن دماءك فوق الوسادة ..
كانت دمانا
نفضت غبار الدراويش عنا
أعدت إلينا صبانا
وسافرت فينا إلى المستحيل
وعلمتنا الزهو والعنفوانا
ولكننا …
حين طال المسير علينا ..
وطالت أظافرنا ولحانا
قتلنا الحصانا ..
فتبّت يدانا ..
فتبّت يدانا ..
أتينا إليك بعاهاتنا ..
وأحقادنا وانحرافاتنا
إلى أن ذبحناك ذبحاً
بسيف أسانا
فليتك فى أرضنا ما ظهرت
وليتك كنت نبى سوانا
أبا خالد
يا قصيدة شعر
تقال.. فيخضر منها المداد
إلى أين ؟
يا فارس الحلم تمضى
وما الشوط
حين يموت الجواد
إلى أين ؟
كل الأساطير ماتت
بموتك وانتحرت شهرزاد
وراء الجنازة سارت قريش
فهذا هشام .. وهذا ز
ياد
وهذا يريق الدموع عليك
وخنجرة تحت ثوب الحداد
وهذا يجاهد فى نومه
وفى الصحو يبكى عليه الجهاد
وهذا يحاول بعدك
وبعدك ..كل الملوك رماد
وفود الخوارج جاءت جميعاً
لتنظم فيك ملاحم عشق
فمن كفروك ..ومن خونوك
ومن صلبوك بباب دمشق
***
أنادى عليك أبا خالد
وأعرف أنى أنادى بوادٍ
وأعرف أنك ان تستجيب
وأن الخوارق ليست تعاد