الجمعة، نوفمبر 20، 2009

هل انتهى الحلم العربى .. على يد أطفال الحجاره؟ !!

تاج السر حسين – royalprince33@yahoo.com
استدعاء لسفراء من هنا وهناك .. شجب وادانه وشتائم واساءات تفوق حد الوصف بين جميع الأطراف التى شاركت فى تلك المباراة الطرفين الأساسين أو الجهة التى احتضنت ذلك اللقاء.
يا خساره .. ويا الف خساره فمباراة فى كرة القدم هذا المجال الراقى الجميل كانت سببا فى اندلاع حرب سياسيه واعلاميه شعواء ضروس بين بلدين شقيقين تربط بينهما كثير من الأواصر هما الجزائر ومصر وجرت معها دولة ثالثه هى السودان المثقل بالهموم والمشاكل والأزمات وكما يقول المثل - (الفيهو مكفيهو) - حتى وان زائد وكابر الأعلام السالب الضال.
كنت اتمنى ان يأتى هذا الحشد الضخم من الأعلاميين والفنانين والممثلين الكبار من الشقيقه مصر، فى ظروف غير هذه الظروف التى جاءوا فيها للسودان مثلا لمناشدة النظام السودانى لسماع صوت العقل والأتجاه بكل جدية لحل مشكلة دارفور ولمحاكمة من ارتكبوا جرائم ومجازر فى ذلك الأقليم، ولبذل الجهد من أجل ان تصبح الوحده جاذبه فى هذا الزمن القليل المتبقى للأستفتاء، كنت اتمنى أن ياتوا لذلك الهدف حتى يجدوا دعما ومساندة من الجماهير السودانيه التى فؤجئوا بأنها لم تقف كلها مسانده لمنتخب مصر خلاف ما هو متوقع وذلك لما لمصر من صلات وعلاقات خاصه بالسودان مهما تنكر لها البعض ومهما زائدوا.
ولا اظنهم يعلموا السبب طالما لم يسعوا للمثقفين والمفكرين السودانيين بعيدا عن اجهزة النظام الحاكم فى السودان لكى يوضحوا لهم ذلك السبب !!
للأسف جاءوا لحضور مباراة فى كرة القدم أو فى الحقيقه مباراة فى تبادل الحقد و(الكراهية) مع اخوانهم الجزائريين والخروج منها منتصرين ثم البدء فى الأحتفالات وفى الآعلان عن اغنيات جديده ولذلك تعدى الغضب حدوده عند بعض المطربين وساهموا بكلماتهم وعباراتهم والفاظهم فى الجريمه والرشق الذى ماثل ما قام به اطفال الحجاره فى القاهرة والخرطوم.
ولهذا اقول بكل صراحه انا لا يهمنى النظام السودانى ولا ادافع عنه والوطنيه ليست عباءة تفصل على مقاس البعض وترتدى عند المناسبات، والوطنيه لا تعنى الصمت على الجرائم التى ارتكبت منذ يونيو 1989 وحتى اليوم، ما يهمنى هو الأنسان السودانى والشعب السودانى الصابر الأبى، فالنظام هو المتسبب دائما فى جر المشاكل لهذا الشعب ولهذا الوطن وهو المتسبب فى جلب الأهانه لأهله بما يتخذه من قرارات خرقاء وحمقاء دون مشاورتهم.
فحتى الأجلاء للأشقاء المصريين من مطار الخرطوم على وجه السرعه ودون مرور على سلطات الجوازات هذا الكرم الحاتمى تحول الى اساءة واهانه للسودان ولشعبه ووصف بأنه بلد فوضى وعدم انضباط، ومعهم الف حق فى ذلك فالصحفيه (لبنى) لأنها ارتدت بنطالا فى حفلة عامه منعت من الخروج ووضع اسمها فى كشف المحظورين من السفر حتى خرجت متخفيه وترتدى النقاب!
معهم الف حق فبلد افرغ من خبرائه فى جميع المجالات واهدرت امواله فى الجهاد والتجييش وتركز ما تبقى من اموال فى ايدى قله لا تزيد عن اصابع اليد الواحده، وبلد لا توجد فيه فنادق كافيه لأستضافة 1000 شخص يوافق نظامه على استضافة 20 الف شخص خلال 72 ساعه من بينهم شخصيات هامه ونجوم فن ورياضه يحتاجون الى حماية خاصة وخدمات خاصه، ودون شك لن يغنيهم عن ذلك كرم المواطن السودانى ومجهوداته ومساهماته الخاصة مهما بلغ حجمها، والخرطوم لا يمكن ان تكون مثل باريس أو لندن أو دبى.
كرة القدم يا سادتى الأفاضل مجال لجلب المتعه والبهجه ولا يعرفه الا من مارسه داخل الملعب وتخلى باخلاقياته التى تتمثل باخلاق الفرسان، الا نلاحظ للاعبين يتوقفون ويبعدون الكرة الى الخارج الملعب حينما يصاب احد منازليهم من الفريق الآخر حتى لو كانت هنالك هجمه خطره لصالحهم وحتى لو مثل المنازل وأدعى الأصابه ؟
الا نلاحظ من جهة أخرى ان الفريق الذى اصيب من بين صفوفه ذلك اللاعب يقومون على التو باعادة الكره الى الوضع الذى كانت فيه حينما يستأنف اللعب، فهل هناك سلوك جميل وراق أكثر من هذا؟
وهل مثل هؤلاء اللاعبين وجهازهم الفنى وبمثل هذه الأخلاقيات يمكن ان يتسببوا فيما يحدث من تراشق وتنابذ والفاظ خارجة على الفضائيات أو بتراشق بالحجاره تحطم الحافلات وتعرض الركاب للخطر؟
هل يعلم من جاءوا من هنا وهناك ولا يهمهم غير تحقيق الأنتصار بأن ابجديات لوائح كرة القدم تنص على حماية الخصم من الأذى؟
واذا اردناها معركة وانتصار بأى ثمن فلماذا لم نكتف بتحويلها الى حلبة ملاكمه أو مصارعة ومن يحقق الفوز فيها ان يذهب ويمثل فى مونديال كرة القدم فى جنوب افريقيا!
أشعر بالخجل من نفسى فمباراة يفترض ان تكون سببا لجلب المتعه تحولت الى مهزله والى موقعه ومعركه أستخدمت فيها جميع أسلحة الدمار الشامل من اسلحة بيضاء ومن الفاظ خارجه على الفضائيات وصفحات الصحف الرياضيه وتفنن البعض فى أنتقاء اشد العبارات ائلاما لكى توجه للطرف الآخر أو للرد عليه.
هذا المعركه فى غير معترك بدأت فى الأشتعال بين مصر والجزائر اولا .. ثم جرت معها السودان وشعبه دون اذن منه، وطبيعة النيران أن يزداد لهيبها وأن تنتشر اذا لم تسارع جهات فى اطفائها .. ولولا حكمة البعض لجرت تلك المعركه عدد اضافى من الدول العربيه ورد أسمها على نحو غير لائق خلال تلك المعركه الخاسر فيها الكل بلا أستثناء.
فهل فعلا فكر اى طرف من الجانبين المتبارين فى المتعه ام فى تحقيق الأنتصار بأى ثمن ؟
لا زلت اصر ان الأعلام السالب أو اعلام الكراهية من هنا وهناك لعب دورا كبيرا فى كلما حدث حيث لم يهتم اى اعلامى بابراز الحقائق بل انصب الأهتمام للأنتصار (للقبيله) والقبيله هذه المرة (قطر).
وحتى الأعلامى المحترم (شوبير) انتزعوا من يده (الورده) التى ابتدع فكرتها الصحفى الكبير (مجدى الجلاد) وأجبروه على حمل (ساطور) و(شومه) بدلا عن الورده!
لا يا شوبير .. لا تفقدنا الأمل ولا تجعل الأحباط هو المسيطر علينا ولا تمكن ثقافة الكراهية والحقد من الأنتصار.
هل تعلم يا عزيزى حجم الحب الذى يكنه لك الرياضيون فى المنطقة العربيه؟ وهل تعلم لماذا كنت تتجه للتهدئة وللحب بدلا من التصعيد والبغض والكراهية؟
لأنك ببساطة كنت فارسا داخل الملعب تخوض المعارك الكرويه على طريقه الفرسان، لم يعرف عنك بأنك تعمدت ايذاء خصم، مثلما كنت فارسا فى مجال الأعلام تبحث عن الحقيقه وتبرزها اينما كانت بكل حياديه ونزاهة، ولذلك سعى البعض لأغتيال شخصيتك ولتشويه سمعتك ولا اظنهم قادرين.
من اشعلوا تلك الحرب الشعواء ولا زالوا يزودنها بالحطب ويسكبون عليها الزيت من جميع الأطراف اذا كانوا مصريين لم يهتموا لوجود اخوان لهم فى الجزائر ولم يهمهم ما يمكن أن يحدث لهم من سوء فى ظل حرب الكراهية المشتعله ، واذا كانوا جزائريين كذلك لم يهتموا لما يمكن أن يحدث لأخوانهم فى مصر واذا كانوا سودانيين فعلوا نفس الشئ فالوطنيه اضحت عندنا تعنى الدفاع عن الحق والباطل!!
ما هذا الذى اراءه وكأنه لا يوجد بينهم رجل رشيد أو امراة رشيده.
بعد ان تحولت المرأة هذا الكيان الأنسانى الراقى الجميل الى مشارك فى حرب الكراهية وزجت بنفسها فى المعركه الكلاميه وفى التلويح باشارات خارجه تفوقت بها على شقيقها الرجل!
رحم الله أديبنا الطيب صالح الذى قال (الحضاره انثى) !!
قد يكون صحيحا ان الجزائر أرسلت (بلطجيه) وفتوات لمباراة السودان، وقد يكون صحيحا أن مصر اكتفت بارسال المثققين والفنانين والممثلين وصفوة المجتمع.
لكن السؤال الذى لابد ان يطرح لماذا لم يعتدى الجزائريون على اشقائهم المصريين فى المباراة الأولى فى الجزائر؟ ولماذا لم يحدث فى مصر ما حدث فى السودان؟
ما هو سبب هذا الحقد والغبن الذى فجر الأمور على هذا النحو؟
هل هى مباراة فى كرة القدم أم معركة حربيه؟
لماذا لم تترك تلك المباراة للرياضيين وحدهم؟
لماذا تدخل السياسيون على هذا النحو السافر من هنا وهناك .. وحتى فى البلد المضيف (السودان)؟
وهل نجح السياسيون فى تحقيق توافق سياسى للأمة العربيه دعك عن الوحده السياسيه، وهل اتفقوا على حد أدنى فى القضايا المصيريه الهامه التى تهم الأمه حتى يحققوا نجاحا فى مجال الرياضه؟
دعونى اطلقها من هنا داويه للسياسيين ارفعوا اياديكم عن مجال كرة القدم وعن مجال الفنون والأبداع ، واتركوا الدعم يأتى عن طريق القنوات الشرعية، فالشعوب فى كل العالم العربى محبطه ولم تتبق لها سوى هذه المجالات كى تشعر بالمتعه والسعاده والفرحه.
مرة أخرى اكرر أن النظام السودانى لم يقوم الأمرعلى نحو جيد وكان همه كله منصب فى المكسب والمغنم السياسى والأعلامى والدعائى الذى يجنيه من وراء تنظيم تلك المباراة، لكن من جانب آخر اقول هل تستطيع نخبة مرفهة ومدلله وناعمه مثل مجتمع الفنانين والفنانات والممثلين والممثلات ان يعكسوا انطباعا جيدا عن بلد مثل السودان أمضوا فيه 24 ساعه فقط وجاءوا من أجل أن يشاهدوا مباراة فى كرة القدم، والمشاركه فى الأحتفال بالأنتصار دون وضع اى احتمال فى بالهم للهزيمه التى لا يتوقعها الا رياضى لعب كرة داخل الميدان وسكب العرق والدم ويعرف بان الكره (مدوره) وغير مأمونة الجانب؟
واقول لأحبتى فى مصر العزيزه لا يوجد انسان شريف لا يحب وطنه، لكن من يستطيعون تقويم السودان ويعكسون حقيقته هم الذين يقصدونه لزيارة اهله البسطاء ويستمتعون بينهم بالعفوية السودانيه وبمنظر النيل وهو يجرى من الجنوب فى شوق للشمال ومن يقومون بزيارة لأضرحة الأولياء والصالحين ومن يستطيعون التحدث عنه هم شرفاء مصر الذين يعرضون انفسهم للمخاطر من أجل أن يتعرفوا على حقيقة ما يجرى لأهل دارفور، ومن يمضون بينهم الأيام والشهور من اطباء وممرضين وكوادر مساعده وصحفيين ومن ينتمون لمنظمات المجتمع المدنى .. ولهؤلاء جميعا أرفع قبعتى.

الأربعاء، نوفمبر 18، 2009

رساله هامه جدا : بخصوص احداث مباراة مصر والجزائر فى السودان!

هذه شهادة من أجل الحق وحده يأخذ بها من يأخذها ويرفضها من يرفضها فى زمن أصبح فيه الناس لا تهمهم الحقيقه حتى فى اجهزة دورها الأساسى كشف الحقائق، والكل يسعى لتحقيق الربح والأنتصار فى أى مجال بأى ثمن.
وأبدأ بتسجيل أسفى وحزنى الأكيد لعدم وصول المنتخب المصرى الشقيق الى نهائيات جنوب أفر يقيا وبعيدا عن اى اعتبارات أخرى فالحقيقه هى ان المنتخبين يستحقان الوصول لنهائيات مونديال جنوب أفريقيا لأنهما منتخبين جيدين تفوق أحدهما على الآخر بفارق هدف واحد لا اكثر وهما افضل مستوى من عدد من المنتخبات التى وصلت مثل نيوزيلنده وهندرواس، مع قناعتى بأن قسمة الفيفا للقارات هى التى تتسبب فى ذلك وقرارات الفيفا لا يعنى انها دائما صائبه، والدليل هو وصول منتخب نيوزيلنده وهو ليس أفضل من منتخب السعوديه دعك من البحرين التى أخرجتها.
اما بخصوص الأزمه التى نشأت بين مصر والجزائر، فاذا تجاوزنا الحساسيات القديمه بين مصر والجزائر، نجد أنها فى المرة الأخيره بدأت بتجدد الأمل للمنتخب المصرى فى الوصول الى نهائيات كاس العالم بعد غياب طويل وبعد تحقيقه لأنتصارين متتالين صعبين خارج ارضه أمام زامبيا ورواندا.
ثم اقول:
دون شك كان للجزائر دور فى هذه الماسأة مثلما كان لها دور فى تنامى حظوظ وطموحات المنتخب المصرى بانتصارها الباهت على راوندا فى الجزائر بثلاثة اهداف فقط مقابل هدف وهم يعلمون بأنهم لو وصلوا مع المنتخب المصرى الى مباراة فى مصر يحتاج فيها الأخير الى عدد قليل من الأهداف فانه سوف يسعى لتحقيقها بأى ثمن !!
وكان للأعلام (السالب) المصرى والجزائرى دور كبيره جدا فى كل ما دار من شحن .. ولا يفيد ادخال الروؤس تحت الرمال لتغطية الحقائق مثلما يفعل النعام.
واذا غفرنا للجزائرين لأن اعلامهم لا يصل الى قوة وانتشار الأعلام المصرى والذى يتفوق على اى اعلام آخر فى المنطقه.
والمصريون اساتذه وخبراء فى هذا المجال، لهذا لا عذر لهم فى مسائرة الأعلام الجزائرى وهو فى النهاية اعلام ضعيف وغير مؤثر مهما ارتفع صوته، مقارنة بالأعلام المصرى.
وهنا واجب على أن اقول بأن الكابتن (شوبير) قد أثبت بأنه افضل اعلامى رياضى فى مصر بل هو افضل اعلامى بصورة مطلقة اذا قارناه باعلامى مثل عمرو أديب يعده البعض من بين كبار الأعلاميين فى مصر والعالم العربى باكمله، وللأسف كان بالأمس يصيح ويرفع صوته ويزيد اشتعال النيران والى جانبه اعلامى آخر قبل ان يعرفا الحقيقه المجرده.
للأسف الكابتن (شوبير) ذبح وقمع صوته وأغتيلت شخصيته وتعرض لكثير من الذم بسبب زيارته للجزائر ومحاولته لأمتصاص حماس الأعلام والجمهور الجزائرى على نحو علمى، لكنه أجبر فى الآخر لمسائرة (الموضه) بدعوى الوطنيه، وظل رفيقه الدكتور (ياسر ايوب) مندهشا لما يدور ولا يستطيع ان يغير حركة من يسبحون ضد تيار المنطق.
دون شك لا نعفى الأعلام الجزائرى من المشاركه فى المسوؤليه على ضعف تاثيره وفى تصعيد الأمور بل ندين ونشجب ما تم عرضه من اكاذيب مقصوده فى بعض الصحف والمواقع الألكترونيه ومن اخطر تلك الأكاذيب ما أشيع عن مقتل ضحايا فى القاهرة خلال مباراة 14 نوفمبر والتى انتهت بنتيجة 2/ صفر للمنتخب المصرى، والجزائريون يعتبرون انهم ظلموا وخسروا تلك المباراة بصورة غير شريفه!
وفى ذات الوقت علينا ان نعترف كمحللين (محائدبن) لا شهود نمتلك أدله، ان الأعلام المصرى بالغ فى تكذيب ونفى خبر رشق اتوبيس اللاعبين الجزائريين بالحجاره، بعد ان اكد تلك الواقعه مراسل (قناة العربيه) وهو مصرى الجنسيه، ونحن حينما سمعنا ان قله من السودانيين رشقوا حافلة المنتخب المصرى فى السودان بعد اداء تمرينهم لم نسارع بتكذيب الخبر ونفيه، على العكس شجبنا ذلك التصرف وأعتذرنا عنه – لو حدث – ولم نستبعده فوسط كل شعب فئات ضاله ومارقه مهما كانت غالبية الشعب راقيه ومحترمه رغم ان السودان ليس طرفا فى تلك المباراة ولا توجد لديه أى مصلحه فى رشق اتوبيس اللاعبين المصريين، وبحمد الله خرج الأعلام المصرى بنفسه ونفى التهمه عن الجمهور السودانى ورمى بها الجزائريين.
لذلك كان من المفترض أن يخرج اعلامى مصرى (واحد) على الأقل بكل شجاعه وأن يعترف بذلك الخطأ، حيث لا يعقل ولا يستقيم ان يقوم لاعبين محترفين فى الدوريات الأوربيه بكسر زجاج الأتوبيس الذى يحملهم وأن يتعمدوا اصابة أنفسهم، واذا فعلوا ذلك كان عليهم الا يشاركوا فى المباراة حتى يدعموا موقفهم بصورة اقوى فى رمى تهمة التعدى عليهم بالحجاره من قبل قلة من الجمهور المصرى التى أكدها مراسل قناة العربيه.
والحقيقة كذلك تقول أن الأخوان المصريين فى جميع القطاعات رسميه وشعبيه واعلاميه وفنيه كانوا يسعون لتحقيق الأنتصار فى تلك المباراة والتأهل بأى ثمن للدرجة التى وصل فيها الحديث عن المباراة للبرامج الدينيه والفقهيه!!
اما بخصوص ما حدث فى المباراة الفاصله فى الخرطوم:
فالخطأ بدأ من الأساس فى اختيار الأشقاء المصريين للسودان مكانا لأداء تلك المباراة وهو غير جاهز او مستعد لتنظيم مثل هذا النوع من المباريات الجماهيريه الصعبه وساعد فى ذلك وجود شخصية سياسيه على قمة هرم نادى المريخ تعامل مع الأمر بنرجسية وشوفونيه من اجل تحقيق مجد شخصى لنفسه وكان كل همه ان يشار لأنجازاته التى تركزت على بناء الحيطان لا بناء الأنسان، فالمريخ فعلا بارع فى المنشاءات لكنه فاشل فى جميع المسابقات وحصد اسوا النتائج فى المنافسات الأفريقيه بل فى الدورى المحلى السودانى.
وعلى ذات هذا النوع من التفكير تعامل النظام السودانى مع فكرة قبول تنظيم المباراة فى تلهف مبالغ فيه وكان همه من تنظيم هذه المباراة واداءها فى السودان ان يؤكد للعالم بأن السودان بلد آمن واموره مستتبه وتسيرعلى نحو طبيعى وان المشاكل والأزمات كلها مفتعله ومبنية على نظرية المؤامرة والأستهداف الغربى والأمريكى، وأن المعارضة غير وطنيه ولا تنقل الحقائق عن بلدها وأن اهل دارفور كذابين وقطاع طرق ولا توجد لديهم قضيه.
وانبرى كتاب النظام السودانى يضربون على هذا الوتر دون ان يعترف اى واحد منهم بعدم قدرة السودان على تنظيم مثل هذه المباراة لعجز فى البنية التحيه من فنادق وطرق للدرجة التى تستوعب 20 الف مصرى وجزائرى خلال يوم واحد.
وكان من الأنسب تقديم اقتراح (للفيفا) لأقامة هذه المباراة فى حضور الجمهور السودانى وحده او بمشاركة 5000 مشجع مصرى و 5000 جزائرى ويكمل الباقى من السودان أو ان يعتذر السودان عن اقامة المباراة فى أرضه، لأنه
لا يستطيع ان يوفر لها امنا أو بنيات تحتية مساعده خلال 72 ساعه.
وفى ذات الوقت وللأسف سعى كل من الطرف المصرى والجزائرى لكى يفوزا بنصيب الاسد من التذاكر المطروحه للجمهور اضافة الى العدد الذى حدد لكل منهما وهو 10 الف تذكره.
فالمصريين بنوا حساباتهم على وجود عدد كبير من الجاليه المصريه فى السودان ويمكن ان يشكلوا اضافة لجمهورهم القادم من مصر، وراهنوا على وقفة الجمهور السودنى كله الى جانبهم وهم غير ملمين بنفسيات الشعب السودانى ولا يعلمون كثير من محبطاته والمتسبب فيها نظام (فاشل) اقصائى احادى النظره، لكنه وللأسف يجد دعما ومسانده من النظام الرسمى المصرى بكل قوه فى جميع المحافل، ولو شاءت مصر ان تجعل النظام السودانى منفذا لرغبات وطموحات شعبه لفعلت دون ان توجه رساله عنيفه ومستفزه ومهينه كالتى رددها وزير الأعلام المصرى وقال فيها:-
"اذا كان الأمن السودانى غير قادرعلى حماية المصريين فان الحكومه المصريه سوف تدخل وتحمى شعبها" !!
وهذه عباره لا تقال الا بين نظامين علاقاتهما مترديه وسيئه لأبعد درجه.
اضافة الى ذلك فهنالك الكثير من البقع والمواقف القاتمه ماكان الجانب المصرى منتبه لها، واظن الكثيرون لاحظوا لها وهى تثار من خلال المواضيع المطروحه فى المنتديات الألكترونيه السودانيه الرئيسيه.
وعلينا كذلك الا ننسى ان طبيعة ومزاجية الشعب السودانى وانه لا يساند فريقا بصورة قوية لا ينتمى له رغم انه معجب بالكرة المصريه وبلاعبين مميزين مثل الخلوق (ابوتريكه) ، وفى مناسبات عديده ساند الجهمور السودانى اندية ومنتخبات اجنبيه قدمت عروض جميله رغم انها جاءت للسودان لأداء نزالات مصيريه امام ما يماثلها فى السودان من اندية ومنتخبات وطنيه.
اما الجزائريون فقد (حسبوها صح) وهم يعلمون ان النظام السودانى قد جوع شعبه وارهقه وجعل السودان منقسما الى فئيتين فية غنية غناء فاحش، وفئة فقيرة فقر مدقع، فعرضوا على بعض السودانيين الفقراء حوافز ماليه لمساندتهم فى الشوارع وحمل اعلامهم وربما أشتروا منهم تذاكر المباراة بثمن مرتفع كما سمعنا، وللأسف الشعب السودانى لم يعرف فى السابق بمثل هذا الفعل القبيح، لكن على من نطلق الرصاص قبل ان ندين ونشجب تصرف الشعب السودانى المغلوب على أمره؟
كل تلك الظروف مجتمعه هى التى أدت الى ما جرى فى الخرطوم ومن قبل فى القاهرة والجزائر ولا يدرى احد الى اين تذهب الأمور.
ومهما سقنا من مبررات يبقى اللوم والعتب على (مصر) لأنها الشقيق الأكبر شاءت أم ابت، وهل يعقل أن يتنازل الكبير عن قيمه ومبادءه ويتعامل بردة فعل تجعله متساوبا مع ما يصدر من (الصغار)؟
وأرجو من الأخوه المصريين الا يحملوا الشعب السودانى فوق طاقته فالمشكله الحقيقيه تكمن فى ضعف نظامه، وقد شهد مصريون كثر بأن ابناء ذلك الشعب هم من وفروا لهم الحماية والمأوى والأمان داخل بيوتهم، حينما اعتدى عليهم الجزائريون بعد المباراة حتى تدخلت القوات النظاميه واللوم كله يقع على عاتق نظام مهتر متهافت لا تهمه ارواح ضحايا كان يمكن ان تزهق، ولا يهمه ان يصاب عدد من هنا وهناك بجراح خطيره، فالمهم عنده ان يبقى متشبثا بكرسى السلطه وأن يكذب ويزور الحقائق وأن يفعل كل شئ يساعده فى الهروب الى الأمام بعيدا عن المحكمه الجنائيه التى وجهت اتهامات للذين اغتالوا350 الف شخص فى دارفور واغتصبوا الاف النساء وشردوا الملايين.
وفى الختام .. نقول لأشقائنا المصريين والجزائريين نحن ناسف لكلما حدث لكن التعامل مع كرة القدم عندنا يختلف عما هو عندكم، صحيح التعصب عند أخواننا الجزائريين اشد مما هو عند المصريين، لكن فى كل الظروف فنحن نستمتع بلعب الكره مثلما نستمتع بسماع لحن رائع يؤديه وردى أو ام كلثوم أو محمد منير أو مثل احساسنا حينما نشاهد لوحة بديعه ولا نعرف (الصفير) لخصمنا حينما يستلم الكره ولا نهتم كثيرا بتحقيق الأنتصارات على حساب المتعه والجماليات، وكثيرا ما رفع الجهور السودانى لاعبا مثل (دروكبا) على كتفيه رغم انه سجل ثلاثة اهدف فى مرمى السودان، لا لعدم الوطنيه كما يظن البعض وانما للوعى الكبير بمجال الرياضة الجميل.

شريفيه .. قصيدتى التى كتبتها عن الصحفيه المصريه (أسماء الحسينى) !

لأنها تنتمى لقبيلة - الأنسانيه - العريضه الممتده بلا حدود ولا حواجز وودون تفرقة أو تمييز بين الناس جميعا ..
وحيث انها مهمومه بالأنسان العربى والأفريقى فى اى مكان وتعمل من اجل تحقيق احلامه .. خاصة الأنسان المصرى والسودانى.
وحيث انها تمثل جسرا وجدانيا يربط بين البلدين الشقيقين كما يفعل نهر النيل.
وحيث انها تتحمل من اجل ذلك الكثير وتترفع عن الكثير فالهدف عندها هو سعادة انسان وادى النيل ورفاهيته.
كتبت هذا القصيدة من قبل وأنشرها الآن بمناسبة لقاء المنتخب المصرى الشقيق بشقيقه الجزائرى فى السودان.
وبالتحديد فى مسقط رأسى مدينة (أم درمان) .. وليت من سبيل يجعل المنتخبين متأهلان معا لمونديال جنوب افريقيا.
فكلاهما يستحق ذلك الشرف .. وهما اقوى وافضل مستوى من منتخبات أخرى ضعيفه تأهلت بسبب القسمه الظالمه!
لكن طالما كانت الفرصة المتاحه للتأهل لمنتخب واحد فقط .. فاليعذرنا الأخوه الجزائريين، حيث لا نستطيع اخفاء امنياتنا ودعواتنا بان تكون تلك البطاقة من نصيب مصر بدون عصبية أو تحيز وانما لأنها فى قلوبنا .. وعيوننا ولأن منتخبها يستحق ذلك.
ولأنها اقرب جار لنا وقد غنى فنانا الكبير عبدالكريم الكابلى (وصونى أحب لسابع جار وانت أول جار).
وطالما ارض وادى النيل عامره بنساء ورجال فى قامة الأستاذه الصحفيه / اسماء الحسينى - فلابد للقيد ان ينكسر ولابد أن يستجيب القدر.
شـــريفيـــــه
هى .. هى
أسما هى
مشرقه ودائــما وفــــيه
أسما فى السودان (بهيه)
واسما فى مصر الأبيه
(عزة) السودان اهيه
يا شريفيه وشريفه
يا كرم واخلاق لطيفه
أسما نسمه ويد عفيفه
أسما بتنور صحيفه
أسما هاك منى السلام
والأحتـــــرام
يا راقيه فى نطق الحروف
ويا شاعرة فى نظم الكلام
يا كلمه نابعه من القلوب
يا شائله هم كل الشعوب
يا داعية لى وقف الحروب
يا نخله من أرض الشمال
وضلها فى اقصى الجنوب.


الثلاثاء، نوفمبر 17، 2009

من رشقوا بص اللاعبين المصريين ليسوا سودانيين !!

بحمد لله ثبت ان من رشقوا اتوبيس المنتخب المصرى فى السودان ، ليسوا سودانيين !!
هذه الأعنية (الشعب حبيبى وشريانى) وصاحبها الأصلى الفنان السودانى (وردى الصغير) ويؤديها كذلك الفنان المصرى
(الكنج) محمد منير هدية للجمهور المصرى.

امرمؤسف يحتاج الى حوارعميق وتفاكر جاد بين النخبه المثقفه السودانيه والمصريه!

العلاقه بين السودان ومصر لا يمكن تجاهلها أو شطبها فى لمحة بصر أو الأستغناء عنها فى اى وقت من الأوقات وغير عاقل من يظن ذلك الأمر هين وممكن، وهو امر لا يدركه كثير من المندفعين والسطحيين ومن لا يعرفون حقيقة تلك العلاقه الأزليه بين الشعبين ومتى بدأت والى اين تذهب.
والتعاطى مع الأمور على طريقة النعام بادخال الروؤس تحت الرمال لا يفيد بل يسبب كثير من الضر فى نهاية المطاف!
فاذا صح خبر رشق قلة محسوبة على الجماهير السودانيه بالحجاره حافلة كانت تحمل لاعبى المنتخب المصرى وهم عائدين الى مكان اقامتهم بعد انتهاء تمرين اعدادى لمباراتهم أمام الجزائر، فانه دون شك امر مؤسف ومحزن للغاية ولا يشبه اخلاقيات أصلاء السودان ولا يشبه السودان الذى ولدت فيه وترعرت فى ارضه وشربت من مياه نيله، وأحببت الناس كلهم فى اى مكان فى الدنيا من خلال قيمه وأخلاقياته التى ورثناها ممن سبقونا.
ولا يمكن أن يقبل ما حدث رغم صغر حجمه مهما كانت الظروف والجراحات والدوافع .. حيث لا يعقل ان يقابل وفاء مصر بأختيارها للسودان ارضا لأداء تلك المباراة الهامه بمثل هذا السلوك المستهجن، فأدنى واجب يستحقه المنتخب المصرى منا كسودانيين فى هذا الوقت بالذات هو الحياد الأيجابى المائل قليلا نحو مصر لأنها اختارت أرض السودان وفضلتها على كثير من البقاع.
والنفى لما حدث والتشبث والتمترس باراء معلبه ومحفوظه مثلما يفعل بعض الأعلاميين، الذين اشعلوا تلك النيران وجعلوها ثقافة سائدة لن يفيد الأمر شيئا ولن يحل مشكله فالأعتراف بالخطأ والأعتذار عنه والعمل على تجاوزه وعدم تكراره فى المستقبل هو نهج العقلاء والحكماء والقامات السامقه.
وهذا التصرف الأرعن غير المسوؤل مهما صغر حجمه وقلة الذين قاموا به وعدم وعيهم لكنه يدفعنى بصورة اشد كوحدوى حادب على علاقات سودانيه مصريه – حقيقيه - ومتينه ومميزه، لكى أجدد تلك الدعوه التى طرحتها فى أكثر من مرة على اصدقائى المثقفين المصريين مستشعرا الخطر، لكنها وللأسف لم تجد اهتماما أو اذنا صاغيه لضرورة فتح ذلك الحوار الجاد والمخلص وبكل الود والحب بين النخب الفكريه والثقافيه السودانيه والمصريه، يتناول فيه الطرفان على قدر عال من الشفافيه والمصداقيه والوضوح طبيعة وكنه العلاقات السودانيه المصريه وكيفية تطويرها وازالة المعوقات والشوائب من طريقها بما يحقق مصلحة الشعبين.
وضرورة هذا الحوار الجاد والذى يجب أن ينطلق على نفس هادئ وجو صحيح ومعافى، تنبع من حساسية وصعوبة تناول كثير من الأمور الموجعه والقاتمه بصورة علنية وصريحة على صفحات الصحف أو أجهزة الأعلام قبل التوصل الى نقاط التقاء وهذا النهج الأخير سوف يضر بتلك العلاقه ويفسدها أكثر مما يفيدها اذا لم تتوفر نقاط الألتقاء تلك، ولهذا تبقى المعوقات التى أشرنا اليها دائما وأبدا من ضمن (المسكوت عنه) الذى مهما اخفاه الناس وتساموا عليه وتناسوه لكنه يبقى مؤثرا بصورة سالبه وعائقا فى طريق تلك العلاقه بين بلدين شقيقين تضمهما كثير من العلائق والوشائج والمصالح المشتركه شاءوا أم ابوا.
فهل تجد هذا الدعوة النابعه من القلب والمتجدده فى كل يوم استجابه مقدره وأذنا صاغية ، على الأقل من أجل ان تحيا وتعيش الأجيال القادمه فى (وداى النيل) متآخين متحابين مع بعضهم البعض لا تحدهم حدود ولا تعيق مسيرة حركتهم وتواصلهم عقد أو موروثات او بؤر مظلمه ليس لهم فيها يد، وظلت عالقه داخل الصدور ومكتومه ومكبوته بفعل القمع والتغطيه دون مبرر هنا وهناك أو لضرورة ان تبقى على ذلك الحال برغبة من المثقفين والمفكرين الحادبين على الوحده انفسهم حتى لا يتسع الفتق ويكبر وتتحول النية الصادقة والصافيه للجمع بين الشعبين الى نتيجة معاكسه تماما لتلك الرغبه المخلصه.
آخر كلام:-
ابيات من قصيدة شاعرنا الراحل (حسن ابوالعلا) التى يؤديها الفنان الكبير المرحوم (أحمد المصطفى).
سفري السبب لي اذايا
فرقه وفقدان هنايا
بطرى حبيب املي و منايا
وابكي على هذي النهاية
وببكي على تهديم بنايا
ليت حبيبي علي ناح
فيييك يا مصر اسباب اذايا
وفي السودان همي و عزايا
صابر و لم اعلم جزايا
والتأويه اصبح غذايا
صرت مسلم لي ردايا
زي طاير مكسور جناح

الأحد، نوفمبر 15، 2009

شكرا مصر .. وهل جزاء الأحسان الآ الأحسان ؟!

بداية اقول .. انها مباراة فى كرة القدم لا معركة حربية ويجب ان تلعب فى اطار الرياضه التى عرفت بانها مجال للمحبة والصداقة والخلق القويم، وعلى الرياضيين السودانيين قدر المستطاع بذل كل الجهد من أجل تصفية ما علق بالنفوس من رواسب خلال الأيام الماضيه بين البلدين الشقيقين (مصر) و(الجزائر).
ولكن ...!!
فاليعذرنى الأخوه الجزائريين .. فنحن السودانيين لا نضمر حقدا على أحد ولا نكره أحد ولا نميز أحدا على أحد، لكن .. واجب علينا أن نشكر اشقاؤنا المصريين على نحو خاص، فقد منحوا أرضنا أمتيازا اولا وأختاروها من بين أراض كثيره مكانا لأداء مباراتهم الفاصله امامكم .. وكان بمقدوركم ان تزكوا اختيارهم دون حاجة الى قرعة أو مفاصله فالسودان رغم ظروفه التى لا تخفى على أحد عرف أهله بالطيبة والسماحة والكرم وجمعوا بين أفضل ما عند الأفارقه والعرب من خصال وصفات.
وبفضل من أخواننا المصريين نقدره لهم ونحمده اصبح أسم "السودان" فجأة .. متصدرا لنشرات الأخبار على القنوات الفضائيه ويعلو المانشيتات الرئيسيه فى معظم الصحف والمجلات العربيه عامة والمصرية على نحو خاص، ولا تكاد تمرعلى صحيفة رياضيه أو سياسيه فى مصر الا وتلمح لأسم السودان بارزا وكبيرا، فتشعر بالزهو والفخار وبهذا اصبح السودان هو الحاضر الغائب فى هذا العرس المونديالى الضخم، رغم تدنى نتائج المنتخب السودانى وخروجه من هذا المولد الكروى بدون (حمص) الا ان وفاء الأشقاء فى مصر لشقيقهم السودانى ثقة فيه واطمئنانا اليه وانحيازا لأرضه كخيار أول ومكانا لأداء أهم مباراة فى التاريخ بين مصر والجزائر بل تكاد أن تكون أهم مباراة فى هذه التصفيات على الأطلاق على مستوى جميع القارات، جعل (حمص) متواجدا بين رفاقه على ملعب نادى المريخ الجميل بأم درمان وبذلك جعلت مصر من السودان محل أستفسارات وطرح الأسئله من قبل الأعلام المصرى بل والأقليمى والعالمى، وكأن مصر بذلك ارادت الا تحرمنا من ان ننال قدرا من الأهتمام الذى حظيت به الدول المتأهله للمونديال، فهل هناك حب ووفاء أكبر من هذا ؟ اليس واجب علينا ان نرد على هذا الوفاء بوفاء مثله؟
اخوتنا فى الجزائر الشقيقه التى نقدرها ونقدر تضحيات شعبها فى مقاومة المستعمر، نقول لكم انتم فى عقولنا لكن .. مصر فى قلوبنا ونرجو ان تعذروننا فيما (تملك ولا نملك) .. فنحن أهل السودان نعم عرفنا (بالوسطيه) ونبذ التعصب والأنحياز ولو كان نزالكم يوم الأربعاء 18/ 11 فى ام درمان مع اى بلد عربى أو افريقى آخر لوجدتمونا نتعامل بحياد لكن مصر شئنا أم ابينا لها مكانه خاصة فى قلوبنا نحن أهل السودان ولا نستطيع ان نتنكر لذلك وهذا قدرنا وهل يملك النهر تغييرا لمجراه؟
فى اكثر من مرة ذكرت بأنه ما اجتمع مثقفان سودانيان الا وكان اسم مصر حاضرا بينهما.
ومن قبل غنى فنانا الكبير عبدالكريم الكابلى لأول مرة فى حياته رائعة شاعرنا تاج السر الحسن فى حضرة الزعيم الخالد / جمال عبدالناصر الذى احببتموه وأحببناه جميعا عربا وأفارقه :-
مصر يا أخت بلادي ياشقيقة
يا رياضا عذبة النبت وريقة
مصر يا أم جمال .. أم صابر
ملء روحي أنت يا أخت بلادي
سوف نجتث من الوادي الاعـادي
فلقد مدت لنا الأيدي الصديقــــة
وجه غاندي وصدى الهند العميقة
صوت طاغور المغني
بجناحين من الشعر على روضة لحن
يادمشق .. كلنا في الفجر والآمال شرق
الشاهد فى الأمر أخوتى الجزائريين المحترمين ان حب مصر ساكن فى دواخلنا ومتجذر فى اعماقنا تحت كل الظروف، حينما يصفى الخل الى خله وتتعانق الهامات وتتشابك الأيادى أو حينما تصبح مصر والسودان 100 (حته) كما تقول الطرفه التى يضحك لها السودانيون والمصريون.
وعليكم ان تعذروننا فهذا رباط أزلى و تاريخى بدأ منذ القدم واسس لحضاره عمرها أكثر من 7000 سنه حتى لو انكرها البعض منا فى جهالة وعدم ادراك ووعى، وكل من غرد خارج السرب من ابناء البلدين أو لنقل من بين ابناء هذا (الوادى الواحد) وسعى للفرقة وللجفوة وجد نفسه آخر المطاف معزولا ووحيدا فعاد وسعى للتقارب والتواصل ودعى له بصورة أكثر من الذين سبقوه بمراحل!!
هذا رباط تاريخى أمتد و تواصل وأنساب مع جريان النيل سليل الفراديس على أرض بلدين دون ان تعوقه حدود أو تمنعه سدود أو تصده حواجز.
علاقة الحب الخاص والخالص هذه، التى ربطت بين السودانيين والمصريين حقيقة لا يستطيع أن ينكرها أحد حتى لو طفحت على السطح من وقت لآخر نقاط مظلمه شوهت تلك العلاقه، وهكذا يكون الحال بين الأشقاء، يتفقون ويختلفون لكن الحب يبقى بينهم ... واذا شاركت الجزائر بقواتها الى جانب الشقيقه مصر فى حرب اكتوبر، فان السودان لم يشارك بقواته وقدراته فحسب، وانما كان عمقا استراتيجيا لمصر، وفى ذات الوقت ظلت مصر تمثل عمقا أستراتيجيا للمواطن السودانى على مر العصور فاذا غضب من اهله وبنى وطنه حمل حقيبته واتجه نحو مصر فوجد على ارضها ملاذا آمنا وصدرا دافئا ويدا حنون (تطبطب) عليه وتخفف من معاناته، وغالبية السودانيين فى السابق نالوا تعليمهم فى مصر أو كانت مصر معبرا لهم لتحصيل علم أكثر فى أوربا.
ولا يستطيع اى سودانى ان ينكر فضل جامعة القاهرة فرع الخرطوم التى أسست فى البداية من اجل ان يحصل من لم ينل تعليما جامعيا من الموظفين السودانيين على ذلك التعليم ، بسبب ندرة الجامعات فى ذلك الوقت ولهذا فأن معظم الذين تخرجوا منها هم من قيادات العمل العام فى السودان، وألان انضمت جامعة الأسكندرية الى جامعة القاهرة لتقدم ذات العطاء لأهلنا فى الجنوب العزيز والحبيب فى صمت الكرام ومن غير من أو أذى.
كما لا يستطيع ان ينسى اى سودانى فضل وكرم البروفسير/ طلبه عويضه مدير جامعة الزقازيق التى تخرج منها عدد هائل من السودانيين، حتى كادت الزقازيق بلد العندليب الأسمر (عبدالحليم حافظ) أن تصبح محافظة سودانيه!
ونحن لا نعاقب اخوتنا الجزائريين ولا نلومهم أو نعتب عليهم بسبب أختيارهم لتونس أو المغرب أو ليبيا أرضا لهذه المباراة الفاصله اذا ساعدهم الحظ فى ذلك، وبالمقابل عليهم الا يلوموننا لوضع مصر فى قلوبنا ومقابلة وفاءها بوفاء اشد وأعمق حينما انحازت للسودان وجعلته خيارا اولا .. وبغير ذلك نكون من الجاحدين والجزائريين أهل كرم ووفاء ويدركون ما نقول.
وسوف تبقى مصر وأهلها الذين وصانا عليهم نبينا الكريم حينما قال – أوصيكم بأهل مصر خيرا فأنهم أهل ونسب - فى قلوبنا وعيوننا نحبهم اذا احبونا ونغفر لهم ونسامحهم اذا اغضبونا .. ونحن نعلم ان السودان يعنى لهم الكثير، وان كنا نطمع ونطمح فى المزيد وان نسقط من تاريخنا وممارساتنا كلما يؤدى الى الفرقة والشتات وان نستفيد من مثل هذا الظرف لنضع أساسا متينا للوحده الحقيقيه القائمه على الندية والمساواة والحب والأحترام المتبادل.
وقد يقول قائل لماذا كل هذا الأهتمام وهى لا تعدو أكثر من مباراة فى كرة القدم؟
والأجابه بكل بساطه وهل هناك مجال وحد مشاعر الناس خلال هذه الأيام غير مجال كرة القدم؟
الا يختلف الناس فى الدين والسياسة والتجاره لكنهم يلتقون فى كرة القدم؟
الم تقرب لعبة تنس الطاوله من قبل بين الأمريكان والصينيين بعد جفوة امتدت لفترة طويلة من السنين؟
وفى الختام .. اقول لأحبتى فى مصر نحن الذين تعلمنا فى دياركم ونشات بيننا وبينكم علاقات موده عميقه لا يدرك غيرنا كنهها ومتانتها ونحن نعلم بأن لكم فى السودان محبة كبيره بذات القدر.
من أجل ذلك انبه الى امر هام جدا وهو ان شعب السودان عاشق لكرة القدم ويستمتع بالأداء الراقى اكثر من تحقيق الأنتصارات وبسبب ذلك العشق الكروى يستغرب البعض حينما يلاحظ للسودانيين وهم يشجعون منتخبا أو ناديا أجنبيا قدم لأداء مباراة فى السودان حتى لو انتصرعلى منتخب او ناد سودانى طالما كان اداؤه ممتعا وراقيا وجذابا، فامتعوا شعب السودان اولا واطربوه بابداعات الفنان (ابو تريكه) ورفاقه ثم انطلقوا لتحقيق الأنتصار لتجدوا الجماهير السودانيه كلها تؤازركم وتشجعكم وتصفق ليكم وما النصر الا من عند الله.
آخر كلام:-
قصدية شاعرنا (الهادى آدم) التى غنتها كوكب الشرق (أم كلثوم).
أغداً ألقاك
يا خوف فؤادي من غدٍ
يالشوقي وإحتراقي
في إنتظار الموعد
آه كم أخشى غدي هذا
وأرجوه إقترابــا
كنت أستدنيه لكن
هبته لما أهابا
وأهلت فرحة القرب به
حين استجابا
هكذا أحتمل العمر
نعيمـــاً وعذابــا
مهجة حرة وقلباً
مسه الشوق فذابا
أغـــداً ألقاك
أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنونــي
أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني
أغداً تشرق أضواؤك في ليل عيوني
آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني
كم أناديك وفي لحني حنين ودعــاء
آه رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء
أنا لو لا أنت لم أحفل بمن راح وجاء
أنا أحيا لغد آن بأحلام اللقاء
فأت أو لا تأتي أو فإفعل بقلبي ما تشاء
أغـــداً ألقاك
هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكـر
هذه الدنيا ليال أنت فيها العمـر
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر
هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر
فإرحم القلب الذي يصبو إليـك
غــــداً تملكه بين يديك
وغداً تأتلف الجنة أنهاراً وظــــــــلاّ
وغداً ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولّى
وغداً نزهو فلا نعرف للغيب محـلا
وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا
قد يكون الغيب حلواً .. إنما الحاضر أحلى
أغــداً ألقاك