لا يمكن ان يتغيرا أو يتبدلا فهذا هو حالهما دائما وأبدا - أعنى السيدين الصادق المهدى ومحمد عثمان الميرغنى - فكلما ظن الشعب السودانى انه سوف يرتاح من جحيم الأنقاذ برز احدهما مقدما تنازلا أو اقتراحا أو اتفاقيه ، تطيل من عمر النظام وتمكنه من شعب السودان وتجعله اقوى مما كان، فمرة اتفاقية القاهرة ومره جيبوتى ومره تراضى وطنى .. والآن ملتقى جامع لأهل السودان والنظام يشيل اللحم من مثل هذه المبادرات ويترك للصادق وللميرغنى العضم، وأهل السودان المغلوب على أمرهم فى الحقيقه مغيبون ومهمشون من جانب الأنقاذ أو من جانب الحزبين الكبيرين (أسما) رغم ذلك فشعب السودان الأبى لا يرضى بالذله أو الدنئيه ولسان حاله يقول: (أولسنا على الحق وهم على الباطل)؟
ولا أدرى هل يعصى الضابط عبدالرحمن الصادق المهدى التعليمات اذا صدرت له للمشاركة فى مقاتلة أهل دارفور ام هناك شروط املاها على النظام قبل عودته للخدمه ؟!
اللهم لا اطلب منك رد القضاء وانما اللطف فيه ، وهذا زمان يقال فيه (يا ليتنى كنت ترابا)، فهذا حال الصادق المهدى وأبنه ، وهذا حال السيد محمد عثمان الميرغنى الرافض للمحكمه الجنائيه والعاجز عن ترتيب محكمه تحقق العداله داخليا أو (هجين) وأهل السودان الشرفاء الأصلاء يمسكون باياديهم الطاهره على الجمر ويلوكون حبال الصبر، لكنهم لا يبعيون ضمائرهم ولا يرهنون مواقفهم ولا يسعون لتحقيق مغانم أو مكاسب وقتيه زائله أو لأموال تدفع سرا فتذاع وتعلن ثانى يوم وتسرب للمنتديات الألكترونيه .. وانما تتوق أنفسهم وتتجه امالهم وطموحاتهم نحو حل جذرى يخلص الوطن من ازماته كلها وهذا لا يمكن أن يتأتى الا ان يزول نظام الأنقاذ بأى صوره من الصور، بعد أن رفض سداد استحقاقات التحول الديمقراطى والتبادل السلمى للسلطه.
والأنفصال قادم قادم لا محاله ولا يمكن ان يقبل الجنوبيين بالوحده الا اذا حددت علاقة الدين بالدوله وتم الفصل بينهما بصوره نهائيه وأعلن النظام أن السودان أصبح دوله مدنيه يتساوى فيها الناس جميعا دون تمييز أو هيمنة ثقافة على باقى الثقافات، وبخلاف ذلك فأن الوحده المفروضه أو المزيفه والمزوره على طريقة الأنتخابات سيئة السمعه سوف تتسبب فى أشتعال حرب ضروس تأتى على الأخضر واليابس نحذر منها ونفضل بدلا عنها جوار سلمى وأخوى مهما كان مرا.
واذا قدر الله وذهب هذا النظام فأن حل مشكلة دارفور ممكن وخلال يوم واحد لا أكثر ، فقط أن يتنحى نظام الأنقاذ الذى جاء لينقذ البلد فشتت شمله، وها هى اكبر حركه دارفوريه تستجيب فورا لمبادرة سلفاكير للأجتماع بالحكومه ومعها حركة عبدالواحد، فاذا البشير يرفض ويريد من د. خليل ابراهيم أن يذهب ويوقع فى الدوحه صاغرا، وهذا لن يحدث بل سوف يؤدى فى نهاية المطاف لنفس مصير الجنوب، فقرنق فى السابق كان يضيق عليه مثل خليل تماما ويوصف مره بأنه عميل ومرة بأنه شيوعى.
للأسف البشير يتحدى المجتمع الدولى كله ويتحدى شعب السودان لأن قادة أكبر حزبين لا يعبران عن نبض جماهيرهما ولا يتحملان مسوؤليتهما حتى بعد أن اهينا واذلا فى الأنتخابات الأخيره بصوره مؤسفه، وهاهو الصادق المهدى يقبل بأن يلتحق ابنه بذات المؤسسه العسكريه التى تقتل اهل دارفور وتقيم الأفراح! اللهم لا نسألك رد القضاء بل اللطف فيه.
لا ادرى ماذا ينتظر شباب الحزبين ولماذا لا ينتفضا على هذين القائدين اللذان كانا السبب فيما يحيق الآن بالسودان من مخاطر؟
وكما هو واضح للعيان فان الزعيمين اصابهما الهلع وحلت بهما الغيره من النداء الذى اطلقه القائد الصنديد على محمود حسنين الذى دعا فيه جميع قطاعات الشعب السودانى للتوحد ولتأسيس كيان عريض لا لمهادنه نظام الأنقاذ وانما لأزالته والتخلص منه حتى تحل مشاكل الوطن، فتحرك الزعيمين لأنقاذ الأنقاذ لا للتخلص منها، وللتحالف معها لا ضدها.
انهما لا يمكن ان يتخليا عن عادتهما طيلة فترة حكم الأنقاذ، لأنهما المستفدين الوحيدين وباقى الشعب السودانى كله خاسر ومغلوب على أمره.
آخر كلام:
لم يتهم أى نظام سودانى من قبل بالغدر الا نظام الأنقاذ ، فاذا أستثينا الأحداث الداخليه وما تعرض له مواطنين سودانيين مفكرين وعسكريين وصحفيين من فظاعات وتعذيب وأعدامات، نجدهم مارسوا الغدر مره حينما فكروا فى اغتيال الرئيس المصرى فى أديس ابابا عام 1995 وعرضوا السودان للخطر، ومرة ثانيه حينما ابعدوا بالأمس عدد من المعارضين التشاديين بعد أن استفادوا منهم خلال فترة الخصومه مع نظام تشاد وأكثر من نخشاه ان يكون ابعادهم قد تم الى تشاد وفق صفقه مدفوعة الثمن، فكل شئ فى زمن الأنقاذ اصبح له سعر حتى الضمير!