الاثنين، يوليو 19، 2010

الزعيم الهلال وطبع الملوك

تحدثنا من قبل عن أدب المدائح وعن جمال الهلال وأخلاق الفرسان .. أما هذه المره فالحديث يحلو ويطيب فى حضرة الملوك وعن طبع الملوك وهذا مقام تفرش له الأكاليل وتفوح فيه رائحة أطيب العطور ولا يجوز الحديث الا همسا أو بالأشاره عن أصحاب الفخامة والجلاله.


الأسطوره بيليه كان الملك وسوف يبقى الملك رغم انف المهرج (ماردونا)، وحينما يقول لاعب شطرنج ماهر لخصمه (كش ملك) ويموت الملك تنتهى اللعبه بكاملها فكل القطع الباقيه تصبح لا قيمة لها ولا وزن بعد ذلك.

قيل أن فنانا الراحل الكبير خضر بشير .. كان ذات مرة يغنى بمزاج رايق أغنيته الشهيره (الأوصفوك) التى يقول فيها :

كوكب منزه فى علوك

يبرق سناك فى غيهب الليل الحلوك

واغرب شمائل زاملوك

وهم اكملوك

حتى وصل الى :

ادبك هبه وفيك موهبه

حسن الظباء وطبع الملوك

يا زول الأوصفوك

فعلق حدهم على الجزء الأخير قائلا أنه أجمل ما كتب فى العصر الحديث من شعر، فالملوك نتفق أو نختلف حولهم نحبهم أو لانحبهم .. يبقى طبعهم (غير شكل) كما يقول أهل الخليج، فكلامهم بحساب وسلامهم بحساب وقيامهم بحساب وجلوسهم بحساب وكل شئ ملوكى بحساب.

اما الفنان خضر بشير رحمه الله فبعد أن جر المقطع الذى يقول (كيف يجهلوك وكيف يجهلوك) بطريقته المعروفه حتى كاد أن ينقطع نفسه مثلما جرى (حليفه) وأفتتح سيمفونيه الملك (بتهوفن) الرئعه بهدفه البديع .. صمت خضر بشير لبرهة من الوقت متذكرا فنانا آخر سمع أنه يؤدى نفس الأغنيه وأغاظه ذلك وقال للجمهور (نادوا .... خلوهو يعمل زى دى) !!

وهذا ما فعله الملك خليفه بالأمس لم يدخل خط 18 (متدبيا) أو متحائلا أو مستجديا أو مخادعا الحكم كى يمنحه ضربة جزاء أو باحثا عن مطرفه أو هامله أو قاصيه أو دانيه بل قاصد الحب والريده (عديل) وطلب القرب من الشباك الزمبابويه فاستجابت له .. من قبل كنت أهمس فى أذن الأصدقاء المقربين بأن الأميرعلاء الدين لو بطل كروت صفراء بدون سبب فهو احق لاعب سودانى بالأحتراف الخارجى، واليوم دخل خليفه فى نفس الخط حيث لم نشاهد فى الآونه الأخيره مدافعا سودانيا يستلم الكره بكل جساره ويمررها بأتقان ويذهب لمنطقة الوسط فى خفة غزلان ثم يتقدم فى خانة مهاجم ماكر ويسجل هدف ولا اروع ومن لمسه واحده .. هدف مفروض روبين يجلس (يشف) منه!

اما مطربنا صاحب الصوت المعتق صلاح بن الباديه شفاه الله وعافاه فقد اطربنا من قبل بأغنيته الخفيفه الظريفه (يا ملك) التى يقول فيها .. عايزنك ديمه .. ديمه تكون ملك وملك عظيم يا زول) ويضيف:

(الماقادرين يصلوا الملك قالوا الأمير زى الملك) ومن قصدهم صلاح فى اغنيته دون شك لا يقصدون (البرنس) فهذا أمير وملك فى آن واحد زى الشاى البضبط الكيف فى مقهى الفنانين والرياضين بالقاهره الذى يقال له (منو وفى)!!

حدثنى عاشق من عشاق الهلال المتيمين فرحا مسرورا أن البرنس (سيدا) قال لهم فى هيبة الملوك بعد عودته الأخيره من معسكر 6 أكتوبر .. ح تشوفوا هلال ما حصل قبل ده، وما كنت احسب ان ذلك الحلم سوف يتحقق منذ اول مباراة للصربى الماكر (ميشو) الذى جعلنى أشعر لأول مره ومنذ زمن طويل بأن الهلال عاد لأسلوبه القديم وهو الهجوم دون الألتفات للوراء.

وللذكرى فقط .. ونحن نتحدث فى حضرة الملوك، تقدمت البرازيل على هولندا فرجعت تدافع فخسرت نتيجة المباراة ، ولعب نديدنا الأهلى (ملك مصر) مدافعا الشوط الأول أمام هارتلاند النيجيرى فكاد ان يخسر مثل كابس .. وفى الشوط الثانى هاجم فتعادل وكاد أن ينتصر.

نفسيا لا اميل للدفاع وخندقة البارع المقتدر (الفاتح النقر) ولا استمتع بطرق اللعب الحديثه والنصر الذى يتحقق عن طريق الدفاع المستميت والهفوة التى تحدث فى دفاع المنازل .. نحنا ناس حقيبة فن والغناء المتل يا قايد الأسطول تخضع لك الفرسان.. وملك ملوك الكره بيليه الذى لا نمل الحديث عنه كيف لا وهوعاشق للهلال، حينما سالوه ذات مره عن لماذا لا يهتمون بالدفاع، اجابهم : اذا كانت فى الملعب كرة واحده وهى فى أمن وأمان محفوظه عندى وعند باقى رفاقى المهاجمين فكيف يحصل عليها الخصم ويهدد مرمانا؟

المقام مقام ملوك فلا داعى أن نتحدث عن سلبيات بعض اللاعبين وضرورة أستبدالهم دون مجامله فنفسد هذا الجو اللطيف والمثل بقول (من جاه الملوك نلوك)!

ومن لا يعجبهم (العجب) والصيام فى رجب شرعوا اقلامهم بعد المباراة مباشرة يكتبون والسنتهم يتحدثون بها عن ضعف مستوى (كابس) .. وهو ليس ضعيفا بل كان الهلال قويا وملكا، وكابس ليس اضعف من جيش النيجر، فيكفى من ديارهم جاء سادومبا افضل محترف يلعب فى ارض السودان.

وما هو اروع من كل ذلك والأهداف الخمسه (السينما) أن الهلال وبعد ان كان اول ناد سودانى يشارك فى البطولات الأفريقيه ويحقق اعظم الأنجازات دون مغالطه، فالهلال فى مباراة الأمس أدخل الأندية السودانيه ولأول مرة فى ثقافة البطولات، ومن قبل ذكرنا فى أكثر من مناسبه بأن من اراد الحصول على بطوله فلا بد أن ينتصر على أرضه وبفارق كبير من الأهداف والا فما عليه ان يحصد سوى السهر والدموع ويغنى اغنية الذكريات للشفيع وعثمان مصطفى وأن يتفرغ للشماته والعياذ بالله.

آخر كلام:

هديه لعشاق سيد البلد وحبيب الملايين خاصه مهيراته فى اى مكان أغنية شاعرنا الكبير سيد عبدالعزيز.

بت ملوك النيل

يا بت ملوك النيل

يا أخت البدور

مين لى علاك ينيل

فى البدو والحضور

الجبرة فيك بتخيل

محمية الحما

الما حام حداها دخيل

ما كان أبوكى بخيل

بت عز الرجال

أهل الدروع والخيل

والهنا… والسرور

يا صاحبة الأكليل

ما أظن النهار

العين تدور له دليل

محياك نورو جليل

كنت أقول شمس

لو ما الزمان كان ليل

وانتي عليكي نور

تاج السر حسين – القاهره

بالتعاون مع المشاهد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق