الجمعة، يونيو 11، 2010

قمة الأدب وأخلاق الفرسان (2)

كاريكا يعد جمهور الهلال فى مصر بانتصارات باهره
الكابتن البرنس هيثم مصطفى .. نعم هكذا تكون القيادة اخلاصا ووفاء وامتدادا لنهج الأمير صديق منزول والحارس الأمين سبت دودو.



* و (2) .. اعلاه لا نقصد بها الهدفين اللذين صنع الأول منهما اللاعب الموهوب المظلوم الخلوق (كاريكا) ، الذى عاد وأطلق رصاصة الرحمه على الطائر مسجلا الهدف الثانى بنفسه ، وبذلك أستحق نجومية المباراة رغم اشتراكه لمدة 20 دقيقه فقط صنع خلالها هدفا ثالثا لبشه لا يضيع ولا نلوم عليه بشه الذى ننتظر منه الكثير ومباريات الهلال والمريخ تختلف عن باقى المباريات .. والغريب فى الأمر أن قمة الأدب وأخلاق الفرسان الأولى التى كانت فى المنافسه الأفريقيه أنتهت كذلك بفارق هدفين حيث انتهت بنتيجة 3 لسيد البلد و1 للوصيف طيش أفريقيا!





* و(2) أعلاه لا أقصد بها الهدفين اللذين خرج الهلال بهما منتصرا فى مباراة سابقه فى نفس هذه الظروف والملابسات و(نفشة) الريش والتطاول والنفخه الكذابه والشعور بالقوه وتحت قيادة نفس الكابتن العجب .. ويومها لو تذكرون اطلق مخدرهم السالب ومنومهم فى العسل على الفرقه المهزومه كلها بكبتنها لقب (الدلاقين) الذى لا نقبله لهم ولا نرضاه لأنهم مننا وتحت رعايتنا وحمايتنا!







* ولا داعى اليوم ان نكتب عن اخلاق اطفال الحجاره ونحن فى حضرة الفرسان نتحدث عن اخلاقهم وأدبهم مع الأعتذار لأطفال الحجاره الأصليين فى فلسطين الذين لهم قضيه واضحه وعادله وجاءت تتضامن معهم سفن الحريه التركيه.







* وليت رواد دار الرياضه بام درمان بقيادة (واليهم) كمال آفرو وقفوا وقفة احتجاج صامت على هذا السلوك المرفوض، وكان المفروض ان ينزل الأتحاد العام عقوبة صارمه ضد هذا الجمهور المسمى بالصفوه تتناسب مع الجرم الذى ارتكبه يوم لقاء  الترجى التونسى فالغرامه التى قررها الأتحاد الأفريقى وهى 5 الف دولار لا تتناسب مع حجم الأساءة التى لحقت بأسم السودان ويستطيع ان يسددها من جيبه الصغير أى ادارى يدفع فى لاعب مضروب 5 مليون دولار!!



* على الأتحاد العام ان ينزل عقوبة مشدده تتناسب مع ما حدث من ارهاب للهلالاب والا تقل العقوبه عن أداء مباريتن بدون جمهور أو أن تنقل المباريتين الى ملعب خارج حدود معتمدية الخرطوم ، حتى لا يتطور الأمر ويحدث ما لا يحمد عقباه فجمهور الهلال قادر على حماية لاعبيه اذا فشل الأتحاد فى ذلك.







* وقمة الأدب وأخلاق الفرسان (2) ظهرت وتلخصت فى تصرف الكابتن هيثم مصطفى الذى قسونا عليه من قبل وهاهو اليوم يستحق منا كل تقدير واحترام فحينما وجد مدرب الهلال نفسه مضطرا لتبديل لاعب على وجه السرعه لكى يحل الدعيع مكان الحارس الأول المطرود دون ذنب، ترجل الفارس هيثم مصطفى من ظهر حصانه وطلب أن يستبدل وودع الحارس الدعيع بقبله على مقدمة راسه ووصيه ظهرت على شفاهه، وهكذا يتصرف القاده العظماء فى اى محفل وهكذا وضع البرنس هيثم مصطفى أسمه مع كباتن لا يتكررون مثل صديق منزول وسبت دودو .. وهذا هو الكابتن هيثم مصطفى الذى نتمنى ان نراه لاعبا وقائدا.



* وبالتوقف عند حادثة طرد المعز لعل الحكم بدر الدين اراد أن يشهر البطاقه الحمراء لجمهور المريخ فاخطأ واشهرها فى وجه حارس مرمى الهلال المعز!



* الوصفاء التمهيداب طيش افريقيا رتبوا وأعدوا كل شئ وأستقدموا المذيع الأماراتى المميز عدنان حمد ومدوه بالكثير من المعلومات المغلوطه وهم واثقين من الفوز كى يمسحوا ذكرى اذاعته للمباراة الشهيره التى انتصر فيها الزعيم كبير البلد وسيدها هلال الملايين بهدف معتز كبير والتى ردد فيها أسم كبير (كبير .. كبير .. كبير) أكثر من مره .. للأسف حلت الهزيمه القاسيه المره التى جعلت عدنان حمد يتخلى عن حياده فى نهاية اللقاء ويقول بأن انتصار الهلال ما كان متوقعا، وما لايعلمه عدنان حمد ان الشئ الذى لم يكن متوقعا هو هزيمة الهلال خاصة بعد خسارته لمباريتى حى العرب وهلال الجبال، وهكذا دائما الهلال يجيد تأديب المتطاولين فى اصعب الظروف!



* ونقول لعدنان حمد ولمن مرر له المعلومات الخاطئه المغلوطه عن قصد وسوء نيه .. نعم تأسيس فريق المسالمه كان فى حوالى عام 1908 لكن الوصيف المسمى بالمريخ تاسس فى عام 1933 حسب الوثائق والمستندات المؤكده والزعيم الهلال تأسس فى عام 1930 لذلك فالهلال هو سيد اندية السودان مثلما هو زعيم الأندية العربيه التى تحمل اسم الهلال.



* وأخيرا .. ونحن فى هذه الأيام المفرحه نؤجل الحديث المستفيض عن المدرب كامبوس وعن اللاعبين الذين يجب أن يغادروا كشف الهلال بدون مجامله فنحن فى الهلال لا تغرنا الأنتصارات ولا تقتلنا الهزائم.



* ادروب ما قال ليكم خسارة الهلال أمام حى العرب مافى صالح المريخ؟







* لكن ما هو واجب فى هذا المقام أن نهنئ كابتن طارق أحمد آدم وأن نشيد بلمساته الواضحه على الفرقه الماسيه وقدمه قدم خير كما يقولون وأختلف مع الذين يرون لكامبوس أى دور فى تحقيق هذا الأنتصار فلو أشرك كاريكا من البدايه الى جانب سادومبا وأمبيلى كما ظللنا نطالب دائما، لوصلت النتيجه الى ثلاثه أهداف على الأقل ومنذ الشوط الأول .. وتغيير كامبوس خاطئ خاطئ فكاريكا يجب أن يشارك ولكن ليس ذلك على حساب أفضل لاعبين هما سادومبا وأمبيلى الذين ارتاح المريخ بخروجهما وبدأ يهاجم لأول مرة وكاد أن يتقدم على الهلال بهدف قبل أن يسجل هدفيه، ولولا انتصار الهلال وبمجهود كبير من بعض اللاعبين الذين قدروا المسوؤليه وحملوا الهلال فى مآقيهم لكتب جميع النقاد عن هذه الجزئيه وعن هذا الخطأ الذى ارتكبه كامبوس.







* تعليق السيد / جمال الوالى على قناة النيل الأزرق بعد الهزيمه المره كالعاده غير مقنع وهو يتحدث عن فقدان المريخ للاعب توفى الى رحمة مولاه وعن لاعب مثل كلانشى هو فى الأساس لاعب الهلال وسبق أن طالبنا بشطبه منذ عام 2007، لهبوط مستواه وسلبيته ونسى أن الهلال فقد اهم لاعبين فى مثل هذه المباراة هما سيف مساوى وديمبا، وكان الأهم من ذلك أن يشجب جمال الوالى تصرف جماهير المريخ المتكرر والذى يحدث بسبب الوعود الكاذبه واحلام اليقظه التى يمنيهم بها الأعلام المخدر السالب.



تاج السر حسين – القاهره.
بالتنسيق مع صحيفة المشاهد.

الأربعاء، يونيو 09، 2010

قضية صلاح أدرس تضع امريكا فى مواجهة أكبر حزب سودانى!

نقف مع صلاح أدريس بقوه .. لا لأنه سودانى فحسب ولا لأنه زعيم ورئيس نادى حبيب الملايين وسيد البلد وهلال الحركه الوطنيه كما يطلق عليه محبوه .. ونادى الهلال فى الحقيقه ليس مجرد ناد عادى تمارس فيه كرة القدم، هو فى الحقيقه أكبر حزب فى السودان غير مسجل عند مسجل الأحزاب ويسكن عشقه وجدان كافة أهل السودان شمالا وجنوبا وشرقا وغربا على اختلاف انتماءتهم .. هو كيان رياضى لكنه اقوى من اى حزب سياسى وتاثيره يفوق اى تاثير آخر يمكن ان يحدثه اى تجمع مدنى أو انسانى ويكفى ان الهلال استطاع أن يوحد أهل السودان الذين عجزت السياسه من توحيدهم خلال فترة زادت عن الخمسين سنه.

نحن نقف مع رئيس نادى الهلال لأنه مع الحق وعلى الحق ولذلك واجب علينا أن نؤيد مطالبه العادله والمشروعه فى استرداد امواله التى أهدرت بضرب مصنع الشفاء وأن ندعمه بما نستطيعه على كافة الجوانب والأصعده وفى زمن اصبح سلاح الأعلام فيه اقوى من سلاح المال.

ونحن فى هذه القضيه بين رئيس نادى الهلال والأدارة الأمريكيه لانقبل أى تسويف

ومراوغة أوعبارات سياسيه مغلفه .. فاذا كان هذا المصنع الذى ضرب له أدنى علاقه بجهات ارهابيه أو كان يقوم بتصنيع مواد ممنوعه فيجب أن تفصح الأدارة الأمريكيه عن هذا الأمر بكل وضوح، وبخلاف ذلك فعليها ان تتحمل مسوؤليتها الأخلاقيه والا تصبح مكروهة أكثر مما هى مكروهة الآن وأن تعتذر بكل شجاعه وأن تعوض صاحب المصنع عن امواله التى أهدرتها صواريخ الكروز.

مواقفنا السياسيه والفكريه معروفه وواضحه ولا نحتاج أن نكشف عنها وفى ذات الوقت نحن مع الحق ومع طلاب الحق فى اى مكان فى العالم، ونعتقد أن رئيس نادى الهلال وهو أكبر حزب يعشقه السودانيون له مليون حق فى مطالبه.

حكى لى دبلوماسي سودانى حالى يعمل فى أحدى السفارات السودانيه وهو من أهلنا فى جنوب السودان بأنه كان يتابع مباريات الهلال باعصابه حينما كان متمردا فى الغابه يخوض حربا ضد حكومة السودان وضد جيش السودان، وحكى لى قصة مشابهة لتلك احد كبار القاده فى حركة العدل والمساواة وعن عشقه للهلال الذى يصل حد الجنون، ولو بحثنا فى جميع الأحزاب والحركات لوجدنا نفس الأنتماء وذات الأحساس والشعور، فالهلال يعشقه دون مزائده أكثر من 90% من أهل السودان نساء ورجالا شيبا وشبابا وأطفالا وحتى من بين المريخاب المنافس الأول للهلال تجد عشاق ومريدين للهلال جهرا وسرا، لما لا وقد كان افضل ادارى فى تاريخ المريخ كله من اصلاء الهلال ومن أعز ابنائه وهو الراحل ابو العائله الذى احببناه هلاليا وأحترمناه مريخابيا.

لما لا والهلال أدب وثقافة وقيم وأخلاق ومبادئ ومورثات ونعمة الأنتماء اليه لا تحصى ولا تعد.

فى مرة من المرات كتب أحد اقطاب الهلال ردا على محتج تساءل بغضب عن لماذا الأعلام مع الهلال والحكام مع الهلال والمسوؤلين مع الهلال قائلا:-

وما هو ذنبنا اذا كان الجميع معنا؟

على الولايات المتحده الأمريكيه وهى الدوله العظمى والكبرى أن تعلم بأن صاحب مصنع الشفاء السيد/ صلاح أدريس رئيس نادى الهلال، وصل الى هذا المنصب عن طريق الديمقراطيه التى يتشدقون بها لا عن طريق انقلاب عسكرى ويتفق مع سياساته هلالاب كثر مثلما يختلف معه هلالاب كثر كذلك لكنهم جميعا يتفقون على شئ واحد بانه اكبر داعم لهذا الكيان المدنى الرياضى الأنسانى التربوى وبصورة لا يمكن ان يصدقها انسان فى الوجود، وفى سبيل هذا الكيان باع املاكه واهدر امواله ودخل السجون وسمع ما لم يسمعه بشر من كلام طيب ومن لغو حديث.

وهذا الأتفاق أو الأختلاف كله يصب فى جانب الرياضه وفى جانب ادارته لنادى الهلال ولا يبعد عن ذلك الا قليلا .. لكن طالما كان الحق معه فالسودانيين كلهم معه ويقفون الى جانبه الذين اوغلوا فى حبه والذين تطرفوا فى حربه أو من تطرف هو فى خصومتهم ولا اتوقع أن يشذ أحد عن ذلك.

وعلى الأدارة الأمريكيه التى تدعم اسرائيل وتقف الى جانبها وهى تعتدى على نشطاء حقوقيين عزل فى وسط البحار حتى بعد أن قتلت منهم عدد كبير وجرحت عدد كبير، أن تعيد لهذا الرجل امواله بل أن تكرمه وتعترف بما يقوم به من عمل انسانى ودعم لمجال رياضى يجب أن يقدر تعجز عن القيام به حكومات ومؤسسات رسميه.

فاعاقة صلاح أدريس رئيس نادى الهلال وتعطيل امواله اعاقة للهلال وتعطيل لمسيرته.

ولا نريد أن نقول هنا بأن صلاح أدريس ينتمى لحزب كبير معارض هو الحزب الأتحادى الديمقراطى فيكفى انه ينتمى لأكبر حزب يجمع كافة اهل السودان وينتمى له غالبية من ينتمون للأحزاب السودانيه وهو حزب الهلال.

بل عدد ضخم من الذين يعشقون الهلال لا علاقة لهم بالسياسه ولا يمارسونها ولا يحبون سيرتها.

وعلى المثقفين السودانيين ومن يديرون مؤسسات صحفيه ومنتديات ثقافيه وفكريه ورياضيه وفنيه داخل السودان وخارجه أن يجعلوا هذه القضيه قضيتهم الشخصيه.

حكى لى المدرب المصرى المحترم مصطفى يونس وهو احد رموز الجيل الذهبى فى كره القدم المصريه أنه كان يظن بأن عشاق النادى الأهلى المصرى هم وحدهم الذين يحبون ناديهم على هذه الدرجة من الجنون حتى ذهب ودرب فريق الهلال السودانى فوجد من يفوقون جمهور الأهلى عشقا وجنونا!

ان امريكا بهذا التصرف غير المفهوم وبهذه الطريقه الظالمه التى لخصت بها قضية صاحب مصنع الشفاء الذى ضرب قبل عام 1998 تكون قد وضعت نفسها محل كراهية أكبر حزب سودانى لا يعرف عشاقه العنف ولا الأرهاب ولا يحبون رؤية الدماء لكن صوتهم مؤثر وقوى وفاعل وعلى الولايات المتحده الأمريكيه أن تراجع هذه القضيه وأن تتعامل معها بعدل وأنصاف وأن تقدم ردا يحترم عقل هؤلاء الناس فأن كان هنالك اى تجاوز أو مخالفات مؤكده فى حق هذا المصنع فيجب ان تكشف عنها بكل وضوح، فما ورد عن المحكمه لا يمكن ان يقنع اىانسان عادى دعك من مثقف أو مفكر أو ناشط فى حقوق الأنسان.

فهل يعقل ان تحكم محكمه امريكيه على من يطالب بحقه المادى المشروع بأن القضاء الأمريكى ليس من حقه أن يحاسب الأدارة السياسيه على قرارعسكرى خاطئ اتخذته بضرب مؤسسه أو مصنع كما حدث لمصنع دواء فى السودان والا تعوض صاحب المصنع عن خسارته؟

على الولايات المتحده الأمريكيه فى هذا العصر الذاهب بسرعه نحو ترسيخ المبادئ والقيم الأنسانيه ان تراجع تصرفاتها وأن تتخلى عن تبرير مواقفها غير المفهومه من خلال نظرة المصالح الضيقه وأن تهتم بالحق والعدل، ويكفى دليلا على عدم اهتمامها بتلك الجوانب الأستقاله المفاجئه التى تقدمت بها عميدة الصحفيين فى الأبيض هيلين توماس وبعد خدمه بلغت 57 سنه فى ذلك الموقع وكان سبب استقالتها احتجاجا على ما يفعله الأسرائيليون الذين يأتون من روسيا وبولندا وأمريكا بالفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين.

بهذه الطريقه التى تتعامل بها أمريكا من حقنا أن نسأل هل هذه الولايات المتحده الأمريكيه أم الولايات المتحده البلطجيه؟

قيادى انقاذى يقول:علاقة الجنوب بالشمال مثل الزواج يمكن فضها بالطلاق

للأسف انهم يطلقون العبارات والتصريحات غير المسوؤله التى لا يعرفون معناها وما تتركه من أثر سالب فى النفوس فحتى اذا لم تتحقق الوحده كما هو متوقع فى يناير 2011 فأن التصريحات الهادئه والمتزنه لن تجعل ذلك الأنفصال عدوانيا لا عوده بعده ولن يؤدى ذلك الأنفصال الى ما هو أسوا فتندلع جديده، لا تساعد الوحدويين المخلصين فى الشمال والجنوب اذا مكنهم الله من حكم أرض السودان فى يوم من الأيام عن طريق الأنتخابات أو باى سبيل آخر، ان يرتقوا هذا الفتق وأن يلتئم هذا الجزء العزيز الذى تسبب المؤتمر الوطنى فى القضاء على أى بارقة أمل لأقناع اهله بالتصويت لصالح وطن واحد يعيش فى محبة وأمن وسلام.

وبدلا من تقديم التنازلات فى سبيل هذه الوحده مهما كانت غاليه بعد أن تناسى اخواننا الجنوبيون المرارات والمآسى ونقض العهود والمواثيق التى تعودوها من الشمال ومن كافة الأنظمه فوقعوا على اتفاقية سلام نيفاشا بكل ضمير مخلص مثلما وقعوا من قبل اتفاقية أديس ابابا فى عام 1972 ولم يتبق غير اقرار دولة العداله والمساواة دولة المواطنه التى لا تفرق بين الناس فى السودان بسبب دينهم أو عرقهم أو ثقافتهم، ولم يتبق غير تحول ديمقراطى حقيقى غير زائف أو شائه يستطيع من خلاله ان يختار المواطن السوانى بحرية كاملة من يحكمونه دون اغراءات أو حوافز أو تضليل، وطالما اصبح النظام ديمقراطيا فمن حق اى مواطن أن يضرب وأن يعتصم دون أن يواجه بعنف أو يعذب ويهان وينكل به كما يحدث الآن للأطباء الشرفاء.

للأسف بدلا من ذلك نسمع فى كل يوم تصريح غريب وعجيب من أحد المتشددين فى المؤتمر الوطنى مثل الذى ادلى به القيادى الأنقاذى الزبير أحمد الحسن، الذى قال: لكن يجب ألاّ يغيب عن بالنا خيار الانفصال (لأن الدين أباح الطلاق)! أى شبه العلاقه بين الشمال والجنوب مثل علاقة الزواج التى يمكن الخلاص منها بالطلاق.

وكما هو معلوم فان الطلاق لا يقع بين شريكين عاقلين لأى مشكلة أو خلاف بسيط بل حينما تستحيل الحياة بين الشريكين أو بعد أن تصبح المرأة ناشزا، والطلاق فى كل الظروف (ابغض الحلال عند الله) ، لكن طالما الرجال قوامون على النساء ، وفى هذه الحاله فالرجال هم أهل الشمال فالطلاق أو انهاء هذه العلاقه من حقهم وحدهم ولا قيمه للأستفتاء المحدد له فى 9 يناير 2011.

مع أن الأخ الأنقاذى فات عليه قبل أن يقع الطلاق وتنفض تلك العلاقه قال رب العزه: (وأن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من اهله وحكما من اهلها ان يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما).

قيل أن الخليفه عمر بن الخطاب الذى عرف بالعدل والذكاء بعث برجلين احدهما من اهل الزوج والآخر من اهل الزوجه بحسب نص تلك الآيه للأصلاح بين زوجين اختلفا، ففشلا فى لم شملهما ووقع الطلاق فجلدهما عمر بن الخطاب وقال لهما أن الله لا يكذب وعده، اذا اردتا اصلاحا لوفقكما الله!
فاعترف احدهما وقال لعمر هو كذلك فقد كنت فى نفسى اتمنى ان يحدث الطلاق حتى اتزوج من المرأة!

وعلى هذا السياق فأن المؤتمر الوطنى الذى اتى بالمايوى الشمولى (ابل الير) على راس مفوضيه تشرف على انتخابات ديمقراطيه وبدلا من ان يراعى ضميره ويختم حياته على افضل وجه أختار أن يصبح (كالمحلل) حيث اشرف على انتخابات مزوره

و(مخجوجه) لا فى 33 دائره بل بكاملها ومنح تلك الأنتخابات شهادة نزاهه وهو عاجز على نطق اسم المرشح الفائز لا بسبب عدم اجادته للغة العربيه وأنما لسبب آخر يرتبط بكبر السن ولأسباب أخرى لا داعى لذكرها ومن عجب فهو من ردد المقوله التى تتهم الشماليين بنقض العهود والمواثيق.

والأنقاذى الذى وصف العلاقه بين الشمال والجنوب مثل العلاقه الزوجيه يمكن التخلص منها بالطلاق لعله لم يتابع الشيخ القرضاوى الذى اجاب على سائله وأظنه سودانى عن هل التزوير فى الأنتخابات من الكبائر؟
فرد الشيخ القرضاوى الذى دعم نظام الأنقاذ كثيرا نعم التزوير كبيره من الكبائر، ودلل على ذلك بحديث جاء فيه:-
أن رسوال الله صلى الله عليه وسلم قال : "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : الشرك بالله ، ثم عقوق الوالدين وكان متكئا فجلس ، ثم قال : ألا وقول الزور ، ألا وقول الزور ، فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت".

فطالما وقع التزوير وثبت فى دائرة من الدوائر الا يعنى هذا ان كان الأنسان يهمه دينه وتهمه آخرته أن هذا الأنتخابات كلها مزوره حتى لو لم يثبت التزوير الا فى 33 دائرة فقط بسبب عدم اجادة التزوير فى تلك الدوائر أو بسبب مراقبة جيده من المعارضين لنظام الأنقاذ فى تلك ال 33 دائره و هذا ما لم يستطيعه غيرهم فى الدوائر الأخرى، وهل التزوير فى دائرة واحده يعفى اى قيادى فى المؤتمر الوطنى من المشاركه كبيره من الكبائر؟

للأسف جميع استحقاقات اتفاقية نيفاشا لم ولن ينفذ منها المؤتمر الوطنى كما هو واضح فى موعده غير حق تقرير المصير والأستفتاء، لأنه يريد أن يفض هذه العلاقه المزعجة بطلاق دون رجعه.

والدليل على ذلك اهمالهم لحل مشكلة دارفور بصورة جاده واهانتهم لباقى الأحزاب التاريخيه وأذلالها وتعذيبهم للأطباء المضربين وتعويقهم لحرية الصحافه وفرض رقابة عليها مثلما حدث لصحيفة أجراس الحريه التى توقفت الآن، والكثير من التصرفات والأنتهاكات التى تتعارض مع اتفاقية نيفاشا.
ما نراه الآن من مؤتمرات نسائيه ورجاليه وأحتفالات ومطربين كله لن يفيد ولن يحل مشكلة السودان .. فالحل فى الحل!