للأسف انهم يطلقون العبارات والتصريحات غير المسوؤله التى لا يعرفون معناها وما تتركه من أثر سالب فى النفوس فحتى اذا لم تتحقق الوحده كما هو متوقع فى يناير 2011 فأن التصريحات الهادئه والمتزنه لن تجعل ذلك الأنفصال عدوانيا لا عوده بعده ولن يؤدى ذلك الأنفصال الى ما هو أسوا فتندلع جديده، لا تساعد الوحدويين المخلصين فى الشمال والجنوب اذا مكنهم الله من حكم أرض السودان فى يوم من الأيام عن طريق الأنتخابات أو باى سبيل آخر، ان يرتقوا هذا الفتق وأن يلتئم هذا الجزء العزيز الذى تسبب المؤتمر الوطنى فى القضاء على أى بارقة أمل لأقناع اهله بالتصويت لصالح وطن واحد يعيش فى محبة وأمن وسلام.
وبدلا من تقديم التنازلات فى سبيل هذه الوحده مهما كانت غاليه بعد أن تناسى اخواننا الجنوبيون المرارات والمآسى ونقض العهود والمواثيق التى تعودوها من الشمال ومن كافة الأنظمه فوقعوا على اتفاقية سلام نيفاشا بكل ضمير مخلص مثلما وقعوا من قبل اتفاقية أديس ابابا فى عام 1972 ولم يتبق غير اقرار دولة العداله والمساواة دولة المواطنه التى لا تفرق بين الناس فى السودان بسبب دينهم أو عرقهم أو ثقافتهم، ولم يتبق غير تحول ديمقراطى حقيقى غير زائف أو شائه يستطيع من خلاله ان يختار المواطن السوانى بحرية كاملة من يحكمونه دون اغراءات أو حوافز أو تضليل، وطالما اصبح النظام ديمقراطيا فمن حق اى مواطن أن يضرب وأن يعتصم دون أن يواجه بعنف أو يعذب ويهان وينكل به كما يحدث الآن للأطباء الشرفاء.
للأسف بدلا من ذلك نسمع فى كل يوم تصريح غريب وعجيب من أحد المتشددين فى المؤتمر الوطنى مثل الذى ادلى به القيادى الأنقاذى الزبير أحمد الحسن، الذى قال: لكن يجب ألاّ يغيب عن بالنا خيار الانفصال (لأن الدين أباح الطلاق)! أى شبه العلاقه بين الشمال والجنوب مثل علاقة الزواج التى يمكن الخلاص منها بالطلاق.
وكما هو معلوم فان الطلاق لا يقع بين شريكين عاقلين لأى مشكلة أو خلاف بسيط بل حينما تستحيل الحياة بين الشريكين أو بعد أن تصبح المرأة ناشزا، والطلاق فى كل الظروف (ابغض الحلال عند الله) ، لكن طالما الرجال قوامون على النساء ، وفى هذه الحاله فالرجال هم أهل الشمال فالطلاق أو انهاء هذه العلاقه من حقهم وحدهم ولا قيمه للأستفتاء المحدد له فى 9 يناير 2011.
مع أن الأخ الأنقاذى فات عليه قبل أن يقع الطلاق وتنفض تلك العلاقه قال رب العزه: (وأن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من اهله وحكما من اهلها ان يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما).
قيل أن الخليفه عمر بن الخطاب الذى عرف بالعدل والذكاء بعث برجلين احدهما من اهل الزوج والآخر من اهل الزوجه بحسب نص تلك الآيه للأصلاح بين زوجين اختلفا، ففشلا فى لم شملهما ووقع الطلاق فجلدهما عمر بن الخطاب وقال لهما أن الله لا يكذب وعده، اذا اردتا اصلاحا لوفقكما الله!
فاعترف احدهما وقال لعمر هو كذلك فقد كنت فى نفسى اتمنى ان يحدث الطلاق حتى اتزوج من المرأة!
وعلى هذا السياق فأن المؤتمر الوطنى الذى اتى بالمايوى الشمولى (ابل الير) على راس مفوضيه تشرف على انتخابات ديمقراطيه وبدلا من ان يراعى ضميره ويختم حياته على افضل وجه أختار أن يصبح (كالمحلل) حيث اشرف على انتخابات مزوره
و(مخجوجه) لا فى 33 دائره بل بكاملها ومنح تلك الأنتخابات شهادة نزاهه وهو عاجز على نطق اسم المرشح الفائز لا بسبب عدم اجادته للغة العربيه وأنما لسبب آخر يرتبط بكبر السن ولأسباب أخرى لا داعى لذكرها ومن عجب فهو من ردد المقوله التى تتهم الشماليين بنقض العهود والمواثيق.
والأنقاذى الذى وصف العلاقه بين الشمال والجنوب مثل العلاقه الزوجيه يمكن التخلص منها بالطلاق لعله لم يتابع الشيخ القرضاوى الذى اجاب على سائله وأظنه سودانى عن هل التزوير فى الأنتخابات من الكبائر؟
فرد الشيخ القرضاوى الذى دعم نظام الأنقاذ كثيرا نعم التزوير كبيره من الكبائر، ودلل على ذلك بحديث جاء فيه:-
أن رسوال الله صلى الله عليه وسلم قال : "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : الشرك بالله ، ثم عقوق الوالدين وكان متكئا فجلس ، ثم قال : ألا وقول الزور ، ألا وقول الزور ، فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت".
فطالما وقع التزوير وثبت فى دائرة من الدوائر الا يعنى هذا ان كان الأنسان يهمه دينه وتهمه آخرته أن هذا الأنتخابات كلها مزوره حتى لو لم يثبت التزوير الا فى 33 دائرة فقط بسبب عدم اجادة التزوير فى تلك الدوائر أو بسبب مراقبة جيده من المعارضين لنظام الأنقاذ فى تلك ال 33 دائره و هذا ما لم يستطيعه غيرهم فى الدوائر الأخرى، وهل التزوير فى دائرة واحده يعفى اى قيادى فى المؤتمر الوطنى من المشاركه كبيره من الكبائر؟
للأسف جميع استحقاقات اتفاقية نيفاشا لم ولن ينفذ منها المؤتمر الوطنى كما هو واضح فى موعده غير حق تقرير المصير والأستفتاء، لأنه يريد أن يفض هذه العلاقه المزعجة بطلاق دون رجعه.
والدليل على ذلك اهمالهم لحل مشكلة دارفور بصورة جاده واهانتهم لباقى الأحزاب التاريخيه وأذلالها وتعذيبهم للأطباء المضربين وتعويقهم لحرية الصحافه وفرض رقابة عليها مثلما حدث لصحيفة أجراس الحريه التى توقفت الآن، والكثير من التصرفات والأنتهاكات التى تتعارض مع اتفاقية نيفاشا.
ما نراه الآن من مؤتمرات نسائيه ورجاليه وأحتفالات ومطربين كله لن يفيد ولن يحل مشكلة السودان .. فالحل فى الحل!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق