الأربعاء، نوفمبر 18، 2009

رساله هامه جدا : بخصوص احداث مباراة مصر والجزائر فى السودان!

هذه شهادة من أجل الحق وحده يأخذ بها من يأخذها ويرفضها من يرفضها فى زمن أصبح فيه الناس لا تهمهم الحقيقه حتى فى اجهزة دورها الأساسى كشف الحقائق، والكل يسعى لتحقيق الربح والأنتصار فى أى مجال بأى ثمن.
وأبدأ بتسجيل أسفى وحزنى الأكيد لعدم وصول المنتخب المصرى الشقيق الى نهائيات جنوب أفر يقيا وبعيدا عن اى اعتبارات أخرى فالحقيقه هى ان المنتخبين يستحقان الوصول لنهائيات مونديال جنوب أفريقيا لأنهما منتخبين جيدين تفوق أحدهما على الآخر بفارق هدف واحد لا اكثر وهما افضل مستوى من عدد من المنتخبات التى وصلت مثل نيوزيلنده وهندرواس، مع قناعتى بأن قسمة الفيفا للقارات هى التى تتسبب فى ذلك وقرارات الفيفا لا يعنى انها دائما صائبه، والدليل هو وصول منتخب نيوزيلنده وهو ليس أفضل من منتخب السعوديه دعك من البحرين التى أخرجتها.
اما بخصوص الأزمه التى نشأت بين مصر والجزائر، فاذا تجاوزنا الحساسيات القديمه بين مصر والجزائر، نجد أنها فى المرة الأخيره بدأت بتجدد الأمل للمنتخب المصرى فى الوصول الى نهائيات كاس العالم بعد غياب طويل وبعد تحقيقه لأنتصارين متتالين صعبين خارج ارضه أمام زامبيا ورواندا.
ثم اقول:
دون شك كان للجزائر دور فى هذه الماسأة مثلما كان لها دور فى تنامى حظوظ وطموحات المنتخب المصرى بانتصارها الباهت على راوندا فى الجزائر بثلاثة اهداف فقط مقابل هدف وهم يعلمون بأنهم لو وصلوا مع المنتخب المصرى الى مباراة فى مصر يحتاج فيها الأخير الى عدد قليل من الأهداف فانه سوف يسعى لتحقيقها بأى ثمن !!
وكان للأعلام (السالب) المصرى والجزائرى دور كبيره جدا فى كل ما دار من شحن .. ولا يفيد ادخال الروؤس تحت الرمال لتغطية الحقائق مثلما يفعل النعام.
واذا غفرنا للجزائرين لأن اعلامهم لا يصل الى قوة وانتشار الأعلام المصرى والذى يتفوق على اى اعلام آخر فى المنطقه.
والمصريون اساتذه وخبراء فى هذا المجال، لهذا لا عذر لهم فى مسائرة الأعلام الجزائرى وهو فى النهاية اعلام ضعيف وغير مؤثر مهما ارتفع صوته، مقارنة بالأعلام المصرى.
وهنا واجب على أن اقول بأن الكابتن (شوبير) قد أثبت بأنه افضل اعلامى رياضى فى مصر بل هو افضل اعلامى بصورة مطلقة اذا قارناه باعلامى مثل عمرو أديب يعده البعض من بين كبار الأعلاميين فى مصر والعالم العربى باكمله، وللأسف كان بالأمس يصيح ويرفع صوته ويزيد اشتعال النيران والى جانبه اعلامى آخر قبل ان يعرفا الحقيقه المجرده.
للأسف الكابتن (شوبير) ذبح وقمع صوته وأغتيلت شخصيته وتعرض لكثير من الذم بسبب زيارته للجزائر ومحاولته لأمتصاص حماس الأعلام والجمهور الجزائرى على نحو علمى، لكنه أجبر فى الآخر لمسائرة (الموضه) بدعوى الوطنيه، وظل رفيقه الدكتور (ياسر ايوب) مندهشا لما يدور ولا يستطيع ان يغير حركة من يسبحون ضد تيار المنطق.
دون شك لا نعفى الأعلام الجزائرى من المشاركه فى المسوؤليه على ضعف تاثيره وفى تصعيد الأمور بل ندين ونشجب ما تم عرضه من اكاذيب مقصوده فى بعض الصحف والمواقع الألكترونيه ومن اخطر تلك الأكاذيب ما أشيع عن مقتل ضحايا فى القاهرة خلال مباراة 14 نوفمبر والتى انتهت بنتيجة 2/ صفر للمنتخب المصرى، والجزائريون يعتبرون انهم ظلموا وخسروا تلك المباراة بصورة غير شريفه!
وفى ذات الوقت علينا ان نعترف كمحللين (محائدبن) لا شهود نمتلك أدله، ان الأعلام المصرى بالغ فى تكذيب ونفى خبر رشق اتوبيس اللاعبين الجزائريين بالحجاره، بعد ان اكد تلك الواقعه مراسل (قناة العربيه) وهو مصرى الجنسيه، ونحن حينما سمعنا ان قله من السودانيين رشقوا حافلة المنتخب المصرى فى السودان بعد اداء تمرينهم لم نسارع بتكذيب الخبر ونفيه، على العكس شجبنا ذلك التصرف وأعتذرنا عنه – لو حدث – ولم نستبعده فوسط كل شعب فئات ضاله ومارقه مهما كانت غالبية الشعب راقيه ومحترمه رغم ان السودان ليس طرفا فى تلك المباراة ولا توجد لديه أى مصلحه فى رشق اتوبيس اللاعبين المصريين، وبحمد الله خرج الأعلام المصرى بنفسه ونفى التهمه عن الجمهور السودانى ورمى بها الجزائريين.
لذلك كان من المفترض أن يخرج اعلامى مصرى (واحد) على الأقل بكل شجاعه وأن يعترف بذلك الخطأ، حيث لا يعقل ولا يستقيم ان يقوم لاعبين محترفين فى الدوريات الأوربيه بكسر زجاج الأتوبيس الذى يحملهم وأن يتعمدوا اصابة أنفسهم، واذا فعلوا ذلك كان عليهم الا يشاركوا فى المباراة حتى يدعموا موقفهم بصورة اقوى فى رمى تهمة التعدى عليهم بالحجاره من قبل قلة من الجمهور المصرى التى أكدها مراسل قناة العربيه.
والحقيقة كذلك تقول أن الأخوان المصريين فى جميع القطاعات رسميه وشعبيه واعلاميه وفنيه كانوا يسعون لتحقيق الأنتصار فى تلك المباراة والتأهل بأى ثمن للدرجة التى وصل فيها الحديث عن المباراة للبرامج الدينيه والفقهيه!!
اما بخصوص ما حدث فى المباراة الفاصله فى الخرطوم:
فالخطأ بدأ من الأساس فى اختيار الأشقاء المصريين للسودان مكانا لأداء تلك المباراة وهو غير جاهز او مستعد لتنظيم مثل هذا النوع من المباريات الجماهيريه الصعبه وساعد فى ذلك وجود شخصية سياسيه على قمة هرم نادى المريخ تعامل مع الأمر بنرجسية وشوفونيه من اجل تحقيق مجد شخصى لنفسه وكان كل همه ان يشار لأنجازاته التى تركزت على بناء الحيطان لا بناء الأنسان، فالمريخ فعلا بارع فى المنشاءات لكنه فاشل فى جميع المسابقات وحصد اسوا النتائج فى المنافسات الأفريقيه بل فى الدورى المحلى السودانى.
وعلى ذات هذا النوع من التفكير تعامل النظام السودانى مع فكرة قبول تنظيم المباراة فى تلهف مبالغ فيه وكان همه من تنظيم هذه المباراة واداءها فى السودان ان يؤكد للعالم بأن السودان بلد آمن واموره مستتبه وتسيرعلى نحو طبيعى وان المشاكل والأزمات كلها مفتعله ومبنية على نظرية المؤامرة والأستهداف الغربى والأمريكى، وأن المعارضة غير وطنيه ولا تنقل الحقائق عن بلدها وأن اهل دارفور كذابين وقطاع طرق ولا توجد لديهم قضيه.
وانبرى كتاب النظام السودانى يضربون على هذا الوتر دون ان يعترف اى واحد منهم بعدم قدرة السودان على تنظيم مثل هذه المباراة لعجز فى البنية التحيه من فنادق وطرق للدرجة التى تستوعب 20 الف مصرى وجزائرى خلال يوم واحد.
وكان من الأنسب تقديم اقتراح (للفيفا) لأقامة هذه المباراة فى حضور الجمهور السودانى وحده او بمشاركة 5000 مشجع مصرى و 5000 جزائرى ويكمل الباقى من السودان أو ان يعتذر السودان عن اقامة المباراة فى أرضه، لأنه
لا يستطيع ان يوفر لها امنا أو بنيات تحتية مساعده خلال 72 ساعه.
وفى ذات الوقت وللأسف سعى كل من الطرف المصرى والجزائرى لكى يفوزا بنصيب الاسد من التذاكر المطروحه للجمهور اضافة الى العدد الذى حدد لكل منهما وهو 10 الف تذكره.
فالمصريين بنوا حساباتهم على وجود عدد كبير من الجاليه المصريه فى السودان ويمكن ان يشكلوا اضافة لجمهورهم القادم من مصر، وراهنوا على وقفة الجمهور السودنى كله الى جانبهم وهم غير ملمين بنفسيات الشعب السودانى ولا يعلمون كثير من محبطاته والمتسبب فيها نظام (فاشل) اقصائى احادى النظره، لكنه وللأسف يجد دعما ومسانده من النظام الرسمى المصرى بكل قوه فى جميع المحافل، ولو شاءت مصر ان تجعل النظام السودانى منفذا لرغبات وطموحات شعبه لفعلت دون ان توجه رساله عنيفه ومستفزه ومهينه كالتى رددها وزير الأعلام المصرى وقال فيها:-
"اذا كان الأمن السودانى غير قادرعلى حماية المصريين فان الحكومه المصريه سوف تدخل وتحمى شعبها" !!
وهذه عباره لا تقال الا بين نظامين علاقاتهما مترديه وسيئه لأبعد درجه.
اضافة الى ذلك فهنالك الكثير من البقع والمواقف القاتمه ماكان الجانب المصرى منتبه لها، واظن الكثيرون لاحظوا لها وهى تثار من خلال المواضيع المطروحه فى المنتديات الألكترونيه السودانيه الرئيسيه.
وعلينا كذلك الا ننسى ان طبيعة ومزاجية الشعب السودانى وانه لا يساند فريقا بصورة قوية لا ينتمى له رغم انه معجب بالكرة المصريه وبلاعبين مميزين مثل الخلوق (ابوتريكه) ، وفى مناسبات عديده ساند الجهمور السودانى اندية ومنتخبات اجنبيه قدمت عروض جميله رغم انها جاءت للسودان لأداء نزالات مصيريه امام ما يماثلها فى السودان من اندية ومنتخبات وطنيه.
اما الجزائريون فقد (حسبوها صح) وهم يعلمون ان النظام السودانى قد جوع شعبه وارهقه وجعل السودان منقسما الى فئيتين فية غنية غناء فاحش، وفئة فقيرة فقر مدقع، فعرضوا على بعض السودانيين الفقراء حوافز ماليه لمساندتهم فى الشوارع وحمل اعلامهم وربما أشتروا منهم تذاكر المباراة بثمن مرتفع كما سمعنا، وللأسف الشعب السودانى لم يعرف فى السابق بمثل هذا الفعل القبيح، لكن على من نطلق الرصاص قبل ان ندين ونشجب تصرف الشعب السودانى المغلوب على أمره؟
كل تلك الظروف مجتمعه هى التى أدت الى ما جرى فى الخرطوم ومن قبل فى القاهرة والجزائر ولا يدرى احد الى اين تذهب الأمور.
ومهما سقنا من مبررات يبقى اللوم والعتب على (مصر) لأنها الشقيق الأكبر شاءت أم ابت، وهل يعقل أن يتنازل الكبير عن قيمه ومبادءه ويتعامل بردة فعل تجعله متساوبا مع ما يصدر من (الصغار)؟
وأرجو من الأخوه المصريين الا يحملوا الشعب السودانى فوق طاقته فالمشكله الحقيقيه تكمن فى ضعف نظامه، وقد شهد مصريون كثر بأن ابناء ذلك الشعب هم من وفروا لهم الحماية والمأوى والأمان داخل بيوتهم، حينما اعتدى عليهم الجزائريون بعد المباراة حتى تدخلت القوات النظاميه واللوم كله يقع على عاتق نظام مهتر متهافت لا تهمه ارواح ضحايا كان يمكن ان تزهق، ولا يهمه ان يصاب عدد من هنا وهناك بجراح خطيره، فالمهم عنده ان يبقى متشبثا بكرسى السلطه وأن يكذب ويزور الحقائق وأن يفعل كل شئ يساعده فى الهروب الى الأمام بعيدا عن المحكمه الجنائيه التى وجهت اتهامات للذين اغتالوا350 الف شخص فى دارفور واغتصبوا الاف النساء وشردوا الملايين.
وفى الختام .. نقول لأشقائنا المصريين والجزائريين نحن ناسف لكلما حدث لكن التعامل مع كرة القدم عندنا يختلف عما هو عندكم، صحيح التعصب عند أخواننا الجزائريين اشد مما هو عند المصريين، لكن فى كل الظروف فنحن نستمتع بلعب الكره مثلما نستمتع بسماع لحن رائع يؤديه وردى أو ام كلثوم أو محمد منير أو مثل احساسنا حينما نشاهد لوحة بديعه ولا نعرف (الصفير) لخصمنا حينما يستلم الكره ولا نهتم كثيرا بتحقيق الأنتصارات على حساب المتعه والجماليات، وكثيرا ما رفع الجهور السودانى لاعبا مثل (دروكبا) على كتفيه رغم انه سجل ثلاثة اهدف فى مرمى السودان، لا لعدم الوطنيه كما يظن البعض وانما للوعى الكبير بمجال الرياضة الجميل.

هناك تعليق واحد:

  1. أخى الفاضل ، حفظك الله من كل سوء
    لقد حدث الزواج الرسمى بين السياسة والإقتصاد منذ زمن بعيد ، بين رجال السياسة ورجال الإقتصاد ، لا هى مباراة كرة قدم ولا منافسة شريفة الغرض منها التقارب بين الشعوب والسمو ولا كل هذة الترهات التى تقال عن الرياضة بصفة عامة وعن كرة القدم بصفة خاصة ، كما الحرب هى أحدى أدوات تحقيق الأهداف فى مرحلة معينة تعجز الوسائل السلمية عن تحقيقها فكذلك كل ما حدث .
    ودمتم بود

    ردحذف