الثلاثاء، يونيو 22، 2010

لماذا أصاب الهلع المؤتمر الوطنى وشيعته من جولة باقان؟

* الأخوه فى مصر يهتمون بالشوؤن السودانيه (مشكورين) ويدلون بارائهم أكثر مما نفعل نحن السودانيين مع الشوؤن المصريه .. لكن لوجازلى أن اتدخل وأن أدلى برأى لمصلحة البلدين لتمنيت بأن يصبح الأستاذ المفكر نبيل عبدالفتاح مشرفا على ملف السودان وحوض النيل لأنه باحث أمين ونزيه وينحاز لشعب السودان لا لنظام المؤتمر الوطنى الفاسد مع علمى بان الأستاذ / نبيل يستحق مكانة أكبر من هذه.
 
* ومركز دراسات السودان وحوض النيل يمكن أن يوثق له باعتباره من ضمن الجهات التى ساهمت فى انفصال الجنوب لما للأعلام المصرى من تأثير فى العالم العربى، وللأسف ظلت الجهات التى تدير هذا المركز تنحاز للمؤتمر الوطنى وتجد له الأعذار مثلما حدث مع تصريح الوزير الأرهابى  المتشدد (على كرتى)..
 
* ما لم افهمه طيلة هذه الفتره لماذ ينحاز ذلك المركز ومن يديره للمؤتمر الوطنى وهو يعلم بأنه حزب دينى متشدد يمثل تيار من تيارات الأخوان المسلمين ولا يمكن أن يسمح بقيام دوله ديمقراطيه أودوله المواطنه المدنيه فى السودان والتى بدونها لا يمكن ان تتحقق وحده بين السودانيين فى بلد متعدد الأديان والثقافات.
 
وعلى كل فنحن لا ننتمى للحركة الشعبيه ولا نؤيدها فى كل شئ وعلى عمى، وفى ذات الوقت نحترمها ونراها ألأقرب لأفكارنا ورؤانا خاصة ما يتعلق بفكرة (السودان الجديد) هكذه الفكره الرائعه التى ظلت تراود خيال وأحلام كافة أحرار السودان بدء بعلى عبد اللطيف مرورا بمحمد أحمد محجوب وصولا الى الراحل قرنق وتلاميذه الأوفياء باقان أموم وياسر عرمان، وهما عندى من أكثر الوحدويين فى السودان – لكن مين يفهم – فهما يناديان بوحدة على اساس جديد يتساوى فيها اهل السودان كافة دون اى تمييز بسبب الدين أو اللغه أو القبيله ولا تهيمن فيها ثقافه على باقى الثقافات، فالسودان بلد عربى وأفريقى، مسلم ومسيحى ، وفيه ديانات أخرى لم يسمع بها بشر من قبل، يجب كلها أن تحترم وبدون أدراك هذا الوضع الذى يختلف عن كثير من البلدان لا يمكن ان يعيش السودانيون فى امن وسلام الا اذا ارادوا ان العيش كالنعام يدفنون روؤسهم تحت الرمال ويدفنون العديد من الحقائق. 

وعدم انتماءنا للحركه الشعبيه قائم على مبدئين الآول منهما الا نتحزب مطلقا والا نتبع الرجال مصيبين ومخطئين أو نعيش فى ضلهم أو نصنع منهم الهة واصناما تعبد، والثانى هو معرفتنا بدورنا فى الحياة وهو المساهمه فى تثقيف المجتمع قدر استطاعتنا والا نألوا جهدا فى ذلك حتى يأتى يوم يعرف فيه أهل السودان حقوقهم والا يمنحوا صوتهم الا لمن يمثلهم خير تمثيل لا من يقتلهم ويعذبهم ويرهبهم ويشردهم ويدلس عليهم ولا يسمح للعداله أن تأخذ لهم حقوقهم وأن يظهر المدافعين عن حقوق المظلومين وكأنهم اعداء شريرين. 

وبالرجوع للعنوان نلاحظ للمؤتمر الوطنى وشيعته من  صحفيين واعلاميين وباحثين سودانيين وغير سودانيين، الذين ما كانت تهمهم وحدة السودان واستقراره ورفاهية مواطنيه بقدرما تهمهم مصالحهم الشخصيه نجد انهم قد انزعجوا وأصابهم الهلع من جولة (باقان أموم) امين عام الحركة الشعبيه الناجحه التى التقى فيها باعضاء مجلس الأمن وبالأدارة الأمريكيه من أجل الا يتغول المؤتمر الوطنى على حقوقهم ولا يلتف على الأستفتاء وتاريخه المحدد فى 9/1/2011، وقد كان المؤتمر الوطنى يظن بأنه قادر على تزوير الأستفتاء مثلما زور الأنتخابات، ولذلك لم يبذل اى جهد من أجل ان تكون الوحده جاذبه طيلة الخمس سنوات الماضيه.

الآن احبطوا وشعروا بأن هذا التزويرغير ممكن لذلك بدأوا فى اطلاق التصريحات غير المنضبطه وغير المسوؤله والمشككه فى نزاهة الأستفتاء وكأن الأنتخابات كانت نزيهه وشفافه فى الشمال. 

وفى ذات السياق كتب الصحفى عادل الباز قبل يومين مقالا ذكر فيه ساخرا ومستهزئا وملخصا فكرة السودان الجديد ومن يؤمنون بها، كما يفعل السذج والبسطاء بأنها (جكسا فى خط 6 ومريسه) أو ما معناه ، لا يهم هنا لو استشف عادل الباز هذا المعنى من كتابات بعض المناصرين للحركه الشعبيه أى كان موقعهم أم لا.

ونحن نقول للصحفى عادل الباز الذى تحول خلال هذه الأيام بالكامل كما هو واضح الى شاطئ الأنقاذ لعله ينجو من (الغرق)، والباز كما هو معلوم من أهل (الحوض) والحضره والعمق،  أبتعد قليلا برغبته وأختار الآن الرجوع للأعماق ولحضن المؤتمر الوطنى الدافئ  فى وقت يذهب فيه الوطن نحو الأنفصال، متخليا عن الأعتدال والمهنية، تلك السمه التى جعلت صحيفته تجمع مجموعه من الكتاب الأسلامويين واليساريين وغيرهم من الذين يهمهم أن يكتبوا لا اين يكتبون.

ومن ملاحظاتى وما بثير الدهشه والأستغراب ان الصحفيين والأعلاميين الذين تلفظهم الأنقاذ داخل السودان فتحل بهم المصائب يأتون الى مصر فتحل مشاكلهم وتلمع اسمائهم من جديد فيعودون مثل اؤلئك الذين يسجلون انفسهم فى مكاتب الأمم المتحده كطلاب لجوء ويدعون بأنهم عذبوا فى السودان وحياتهم فى خطر، وبعد حصولهم على الجواز الأجنبى يصوتون لصالح المؤتمر المؤتمر الوطنى ويدعمون ترشيح البشير بل يضعون صورته على حوائط منازلهم!
وهذه النوعيه هى التى يحتفى بها المؤتمر الوطنى وتحتفى به.
على كل ورغم كراهيتى المبدئيه للتطرق للجوانب الشخصيه فى حياة الناس الا اذا وجدت نفسى مضطرا لذلك وكانوا من المتكبرين، فلا بأس من أن نفعل مع عادل الباز طالما اتجه الى الشخصنه والى مثل مثل هذا الكلام فى تعميم مؤسف ولا أظن عادل الباز لا يعلم بأن من أكثر المرتادين لأماكن توفر تلك المشروبات الروحيه التى ذكرها ورؤية جكسا فى خط 6 وربما فى خط المرمى هم جماعته وشيعته الذين بدأ يظهر لهم الطاعة والولاء من جديد بصورة سافره ولماذا لا يعود طالما عادوا الى مربعهم الأول فى 30 يونيو 1989 وقد ظهر ذلك واضحا من التشكيله الوزاريه التى وضع لأدارة خارجيتها المتشدد (على كرتى)، ضحكت حينما استمعت لأحد الملكيين أكثر من الملك وهو غير سودانى يدافع عن تصريحات (كرتى) الناقده بعنف والمستهجنه للدور المصرى فى السودان، فكرتى يريد من مصر أن تحشر السودانيين المعارضين داخل افران غاز وأن تضيق عليهم الخناق من أجل سودان عيون الأنقاذ وحتى ينبسط منها!!

بالطبع شيعة الأستاذ / عادل الباز تتعاطى نوعيات أرقى وفى اماكن يمنع فيها التصوير ورغم ذلك تسرب الكثير المثير وتفشى الخبر (لا بارك الله فى المنتديات الأكترونيه وفى التقنيه التصويريه التى أصبحت متاحه من خلال اجهزة المحمول) !

ومعصية الله عند شيعة عادل الباز تختلف من بلد لبلد فالذين يمنعون ويعتقلون ويحاكمون ويجلدون البسطاء فى السودان هم نفسهم الذين يحللون فى الخارج ما هو ممنوع داخل السودان وبصوره شرهه.

ما يهم فى الأمر أن نكرر مرة أخرى، صحيح أن فكرة السودان الجديد اظهرها للوجود بصوره واضحه وعلنيه وشجاعه متناهية المفكر الراحل جون قرنق استاذ الوحدوى الأصيل باقان أموم، الذى لا يزيف كلامه ويزوره غير اصحاب الغرض والمرض.

بعد أن ظلت تلك الرؤيه تراود شرفاء السودان منذ على عبد اللطيف مرورا بمحمد أحمد محجوب وحتى وصولها الى زمن قرنق وباقان وياسر عرمان.

ونحن نؤيد هذه الرؤيه ونعمل من أجلها وليس بالضرورة أن ننتمى للحركة الشعبيه فكثير من الرجال يصعب عليهم أن ينقادوا لرجال آخرين مهما التقوا معهم فكريا لأنهم لم يتربوا بالسوط ولم يعرفوا الخنوع والخضوع وتاليه الرجال وعبادة الأصنام.

ان رؤية السودان الجديد التى نؤيدها هى التى تعمل على سودان يتساوى فيه الناس ولا يميزون بسبب الدين أو القبيله أو العرق والجنس، ولا تهيمن فيه ثقافة على باقة الثقافات.

ان المثقف الذى يدعى بأن المواطن المسيحى مواطنا كامل الحقوق فى دوله تنادى بقوانين اسلاميه مثقف بلا ضمير وخائن لقلمه.

وأخيرا .. نقول لقد ظللنا دائما وأبدا من المنادين بوحدة السودان الطوعيه وبذلنا من أجل ذلك جهدا كبيرا، لكن تلك الوحده يجب أن تكون على أساس جديد يساوى بين جميع السودانيين وبخلاف ذلك فمن حق الجنوب أن يقيم دولته وأن يستقل حتى يأتى يوم يشبع فيه الأرزقيه والمصلحجيه ويؤمن فيه الظلاميون بالمساواة بين الناس جميعا كما خلقهم ربهم دون اى تفرقة أو تمميز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق