الثلاثاء، يوليو 19، 2011

فى محراب أم درمان (1) .. وأغنية (حرمان).

                      (حرمان)   

أم درمان كل زول فيها ممكن يكون شاعر أو فنان !!
هذه العبارة (الفنانه) جاءت على لسان (هاشم) ابن الراحل الفنان (الذرى) ابراهيم عوض خلال حلقة على قناة النيل ألأزرق فى قمة الروعة !!
لا أدرى لماذا كل شئ احبه مكتوب على أن ابتعد عنه (مدينة) أو (أمراة) واحاول أن اتناسى ذلك الشئ، وأن اهزمه بالتجاهل والا أتطرق لسيرته حتى لا تزيد شجونى وأحزانى لكنى فى نهاية المطاف أجد ذلك الشئ يحيط بى من جميع الجوانب وأجد نفسى مضطر للحديث أو الكتابة عنه!

و(ام درمان) .. من ضمن اؤلئك الأحبه، كلما تناسيتها وتجاهلتها عدت وكتبت عنها.
سبحان الله .. الزمن عد وفات ولم يتوقف شويه!!
تزوج ابراهيم عوض وهو فى سن متقدمه من (آل الحناوى) وهم جيراننا فى أم درمان، واذكر مثل الأمس القريب زواج ابراهيم عوض، لذلك اندهشت حينما شاهدت له ابنا كبيرا (ماشاء الله)، جالس يتحدث عن والده وعن أم درمان وسط عمالقه من أهل الفن والموسيقى.
بينهم (سيف الدين السوقى) الذى احبه واحب طريقة القائه للشعر خاصة (المصير) أو (تانى ما تقول انتهينا)، وبينهم الشاعر (عوض أحمد خليفه)، وبينهم الشاعر ( ابراهيم الرشيد) و(يازمن وقف شويه)، وبينهم العملاق (عبدالكريم الكابلى) وبينهم فنان شبابنا ومراهقتنا (زيدان ابراهيم) الذى يؤدى أغنية (يا خائن) كما قال (الكتاب).
وببينهم الموسيقار (عبداللطيف خضر) ود الحاوى و(أدينى رضاك قدامى سفر) .. وآخرين.

ود ابراهيم عوض (هاشم) تحدث عن ناس أم درمان وأهلها وانهم جميعا يتشابهون ، وتحدث عن (محنة) والده (ابراهيم) الذى يبكى عند مرض احد ابنائه ويبكى حينما يفرح، وذكرنى بأبن عمتى (هاشم) رحمه الله وهو أحد ظرفاء أم درمان ورمز من رموزها وكان مجلسهم امام (محلات هريدى) بالمحطة الوسطى بأم درمان، وكان (هاشم) كذلك حنينا مثل (ابراهيم عوض) يبكى حينما يستقبلك ويحتضنك وأنت عائد من السفر ويبكى حينما تسافر، ويبكى حينما تتزوج ويبكى حينما ترزق بطفل.

ولا أتصور أم درمان بدون (هاشم) الباشكاتب (ابو البنات) الذى ظل اصحابه ينادونه بتلك الكنيه حتى وفاته رغم انه أنجب بعد بنتين عدد من الأبناء الآن تعلموا وتقلدوا اوضاع ممتازه وأغلبهم مثل معظم أيناء أم درمان يعيشون غرباء خارج الوطن!!
(هاشم) رحمه الله من النوع الذى تهمه راحة الآخرين وسعادتهم أكثر من نفسه، ومن النوع الذى خلق لقضاء حوائج الناس (اهل) و(أصدقاء) و(معارف) وغيرهم.
لم يحدث أن اتصلت بهاشم الا وكلفنى بشئ لشخص محتاج ، كساء أو دواء .. لكنه لم يحدث قط أن طلب شيئا لنفسه!!
تحدث هاشم ابراهيم عوض عن محنة (والده) قذكرنى (بمحنة) هاشم ابن عمتى تومة ابى!!

أكملت الآن 9 سنوات بالتمام والكمال بعيدا عن (حبيبتى) الوفيه (ام درمان)، التى اشتاق لكل شئ فيها لريحة ترابها ولشوراعها وأزقتها ولنكهتها ولنهارها وليلها و(عفارها) وكهربتها (القاطعه)، ولريحة (الأبرى) فى رمضان و(لريحة) الكعك والخبيز فى العيد ولصوت (دلوكة) طالعه من بيت فيهو (تعليم) عروس أم درمانيه ولريحة (البخور) (والطلح) والصندل و (الشاف) .. وللشاف أم درمان زمان وللشافه (هسه)!
وسوف اعود متحدثا عن أم درمان مرة أخرى وعن هذه الخصوصية (الأم درمانيه) .. وأمرى لله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق