الاثنين، أكتوبر 02، 2023

استراحة محارب: كيف عرفنا إن هذه الاغنية من احب الاغاني التي يرددها الراحل عبد العزيز المبارك ؟!

🌿(يا عيني يوم تشاهدي اغري السلام واستشهدي)🌿

                             ===========

 ++ ومن عجب فهي اغنية حقيبة قديمة ولم تكن من اغنياته التي ظهر بها مثل(طريق الشوق) او (تحرمني منك) التي سمي شباب تلك الفترة قميصا مميزا ظهر به عبد العزيز المبارك في إحدي الحفلات العامة علي اسم تلك الأغنية او مثل اغنية (بتقولي لا) التي أسر بها عبد العزيز مشاعر وأحاسيس شباب وفتيات السودان من جيلنا خلال تلك الفترة المترعة بالفن والجمال في السودان؟!

--------

=((كيف عرفنا ان الاغنية المعنية هي احب اغنية الي نفس الفنان الراحل الشفيف عبد العزيز المبارك))=؟!

--------------

خلال فترة عملي بدبي - دولة الإمارات العربية المتحدة التي امتدت لسنوات طوال بعد انقلاب الإخوان المسلمين علي حكومة ديمقراطية منتخبة.


ذهبت مبعوثا من خلال شركة تعمل في مجالات متعددة لتأسيس فرع لها (باديس ابابا) حاضرة اثيوبيا وكنت قبلها قد ذهبت الي ذلك البلد في زيارة سياحة قصيرة رأيت فيها كيف أن أواصر المحبة والآخوة الصادقة تربط بين الشعبين السوداني والاثيوبي إضافة إلي العديد من عناصر الشبه .. وإثيوبيا في ذلك الوقت ربما هي البلد الوحيد التي لا يشعر فيها الإنسان السوداني بغربة يكفي أن الفنان الاول لدي الاثيوبيين كما هو عندنا نحن السودانيين (وردي) .. إضافة إلي حبهم لكافة الفنانيين السودانيين واغنياتهتم وتكفي علاقات التصاهر بيننا وبينهم منذ قديم الزمان وعمي المحبب الي رحمه الله متزوج منذ وقت بعيد من ذلك البلد الذي عاش فيه لسنوات عديدة واثنبن من أبنائه زوجاتهم من أهل إبيهم المقربين بنات عمتي مثلما هن بنات عمتهم.

الشاهد في الأمر خلال تلك الفترة في اثيوبيا اعني التي ذهبت اليها مبعوثا منتصف عام ١٩٩٥ وعلي الرغم من أن نظام الكيزان قد (عكنن) علينا الجو باستهداف سيارة الرئيس المصري (حسني مبارك) في أديس لقتله بالتنسيق مع جماعة (الإخوان) المصرية الإرهابية .. ووقتها لو كان (الدعم السريع) موجودا لقالوا بأن تلك العملية قد قامت بها تلك القوات التي أسسوها لاحقا.

لمدة شهر بعد تلك الحادثة التي وقعت الساعة العاشرة صباح يوم الاثنين ٢٦ يونيو ١٩٩٥ كانت اثيوبيا من خلال قنواتها الرسمية المحدودة جدا وصحيفة إنجليزية واحدة اسمها The Monitor وإذاعة وقناة تلفزيون واحدة تدافع وتنف بقوة اي علاقة للنظام الإخواني في السودان بتلك الحادثة وتقول بان الذين نفذوها كلهم بيض البشرة!!

لذلك سارت الحياة عادية لفترة دونما مضائقات او استجوابات او توقيفات للسودانيين في اثيوبيا .. ووفتها جاء (عبد العزيز مبارك) عابرا في طريقه لموقع إقامته الدائم عمله في (جده) بعد استهداف نظام (الإخوان) المباشر للفن والفنانين السودانيين وتحت إشراف وزير (التخطيط الاجتماعي) شخصيا (علي عثمان محمد طه) الذي صرح ذات يوم خلال تلك الفترة قائلا:

(إن الفن وكرة القدم لبستا من أولوياتنا) !!

مما ادي الي تحرك الخلايا المتطرفه من نفسها او بتحريض وعلم النظام لاغتيال الفنان الرقيق (خوجلي عثمان) في نوفمبر ١٩٩٤وقد ترددت اشاعات غير مؤكده بأن (خوجلي) قد تحصل بالصدفه علي معلومات لها ارتباط بالمجموعة الإرهابية المصرية التي تحركت من السودان للقيام بعملية اغتيال حسني مبارك الفاشلة التي ذكرتها أعلاه.

إشراف المتطرف الإخواني (علي عثمان محمد طه) علي تلك الوزارة الاهم والأخطر من أي وزارة أخري وكانت لها صلاحيات واسعة كان الغرض منها تغيير صياغة المجتمع السوداني لتتماشي وتتطابق تماما مع التوجهات الاسلاموية الجديدة بعد أن هيمن الإخوان علي السودان ومارسوا علي اهله شتي أنواع الارهاب والعنف والقتل لإخماد المعارضات والاصوات التي تقف ضد مشروعهم.

علي كل خلال شهرين من تلك المحاولة كما ذكرت سارت  الحياة في اثيوبيا عادية جدا بالنسبة للسودانيين لهذا حبنما جاء عبد العزيز ونزل في منزل لأحد معارفه أو اقاربه من ابناء الجزيرة وهو ضابط جوازت بعمل في السفارة ااسودانية ويقع منزله مباشرة خلف (الغلا) التي استاجرتها كسكن ومكاتب ومخازن للشركة التي بدأت للتو في تأسيسها.

ارتاح (عبد العزيز المبارك)  لنا حيث كان يأتي من وقت لآخر في المساء وفي يده عوده نتأنس عن مختلف القضايا وأسباب اغترابه الذي ارتبط بمحاربة الفن والفنانيين كما حكي لنا وهو حزين للغاية وبكي وهو يحدثنا عن خوجلي او الفتي (زرياب) كما سماه د. منصور خالد رحمه الله.

فما كنا نضائقه بطلب أغنيات معينة أو بالاصرار عليه ليغني وهذا أمر يرهق الفنان جدا وكثير من السودانيين لا يراعون ذلك.

لكن من خلال زياراته تلك لاحظنا أنه لا يمكن أن يغني الا واتجه مباشرة الي أداء اغنية ليست له بل من أغنيات الحقيبة وهي با (دموع الليل اشهدى) وكان يعيشها بكل مشاعره وأحاسيسه.

رحم الله عبد العزيز المبارك وغفر له ورحمه الله الفتي زرياب خوجلي.

https://youtu.be/DKQ7F13XW6I?si=txTYtdL_LJQpQxr9

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق