الخليفه عمر بن الخطاب الذى اقام العدل بين الناس لذلك أمن ونام تحت ظل شجره بدون حرس يحرسه أو قوات خاصة تحميه، وقف ذات يوم على المنبر يخطب فى الناس قائلا:-
" أيها الناس اسمعوا وأطيعوا "
وقبل أن يكمل صكت أذناه صيحة مقاطعة يقول صاحبها فى قوة:
" والله لا نسمع .. والله لا نسمع "
فقال عمر رضي الله عنه:
" ولماذا يا رجل ؟ "
فرد المعترض:
" آثرت نفسك بثوبين .. وما من أحد فى الرعية إلا وأخذ ثوبا واحدا "
وكانت الأثواب قد وردت إلى المدينة من إحدى الغزوات .. غنيمة.
فتبسم عمر رضي الله عنه .. ولم يجب إنما أعمل نظره بين الناس وهو يتساءل عن عبدالله بن عمر ؟
فوقف ابنه عبد الله رضي الله عنهما.. فسأله عمر أين ثوبك يا عبد الله ؟
فأجاب عبد الله:
"أعطيته إياك يا أبي لأنك رجل - طويل القامة - ولن يكفيك ثوب واحد " .
فالتفت عمر بعد الإجابة إلى الرجل .. وما كان من هذا الأخير إلا أنه ابتسم وجلس وهو يقول فى سعادة:
" الآن نسمع ونطيع يا أمير المؤمنين".
تخيلوا ماذا يحدث لمثل هذا الرجل لو سال الآن فى مثل هذا الجمع الحاشد عن اشياء تشيب لها روؤس الولدان وعن السبب الذى جعل مجلس الفقهاء تزيد ميزانيته فى عام 2010 عن ميزانية مرافق هامه فى وزارة الصحه؟
ما دفعنى للكتابه فى هذا الجانب هو خبر جاء على صحيفة "الأحداث" السودانيه ورد فيه أن (عمر البشير) المح فى مخاطبته لأحزاب الحكومه التى رشحته لرئاسة الجمهورية
"بالشعور بالتقصير فى حق الشعب السودانى رغم ما تحقق من انجازات"!
أعترف عمرالبشير بهذا التقصير بعد عشرين سنه ونحن نسأل على طريقة ذلك الرجل الذى سأل (الفاروق عمر) الذى نزلت آيات قرانيه فى كثير من المواقف مطابقه لما ردده بلسانه وبالحرف الواحد.
عن اى شئ قصرعمر البشير فى حق الشعب السودانى؟
هل فى تصديقه على اعدام (مجدى وجرجس) بسبب عمله ورقيه ومن كانوا يتاجرون فى تلك العمله وحتى اليوم كرمتهم الدوله ومنحتهم وسام ابن السودان البار ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر؟
هل قصر فى تصديقه على اعدام 28 ضابطا من انبل واشرف رجال السودان أم قصر فى عدم الكشف عن قبورهم حتى اللحظه وكل ذنبهم انهم خططوا لأنقلاب مثلما فعلت الأنقاذ ليلة 30 يونيو 1989؟
هل قصر فى الصمت على تشريد كثير من الشرفاء عن طريق سيف الصالح العام الظالم لا لأنهم ارتشوا أو تكسبوا من وظائفهم وانما لأنهم لا ينتمون للحركة الاسلامويه أو يختلفون معها فكريا؟
هل قصر فى الصمت عن التعذيب الذى طال المدنيين والعسكريين فى بيوت الأشباح بل ان بعض اؤلئك العسكريين وهم رمز العزة والشرف لأى وطن تم الأعتداء عليهم بصورة لا تليق اخلاقيا؟
هل قصر سيادته فى الصمت عن نفرات الجهاد وحملات القتل التى راح ضحيتها 2 مليون و500 الف فى الجنوب؟
أم قصر فيما حدث فى دارفور من دمار وخراب راح ضحيته 350 الف شخص وتشريد للملايين؟
هل قصر فى هذه العلاقات المترديه مع جميع دول العالم والتى تسببت فى كثير من العنت والمعاناة التى تصيب كل من يحمل جوازا سودانيا كان رمزا للسلام والطيبة وجميع الصفات الطيبه؟
هل قصر فى التردى الذى اصاب التعليم حتى اصبح الخريج من الجامعات السودانيه يخطئ فى الكتابه بالعربى والأنجليزى ولا داعى للمقارنه بخريج زمان من المراحل المتوسطه لا الجامعيه؟
هل قصر قيما يتهدد الوطن من انفصال وتشرزم وتفتت وفى تفشى العنصريه الجهويه والقبليه؟
سيدى الرئيس .. لقد اصابنى الأحباط ولو واصلت فى طرح هذه الأسئله عن جميع المجالات السياسيه والأجتماعيه والأقتصاديه والفنيه والرياضيه فسوف احتاج لعدد من السنوات، خاصة بعدما اصبحنا فى زمان حق فيه الحديث النبوى الذى يقول :-
"إذا ضيعت الأمانة فانتظروا الساعة " ، قالوا : كيف نعرف إضاعتها يا رسول الله ؟
قال : " إذا أسندت الأمورر إلى غير أهلها فانتظروا الساعة"
آخر كلام:-
ماذا انت فاعل سيدى الرئيس بعد هذا التقصير الذى اعترفت به ويعد 20 سنه؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق