الثلاثاء، مارس 09، 2010

لماذا غاب البشير عن قمة الأيقاد وماذا افعل لو كنت مكانه؟

وهل لهذا الغياب علاقة بالتصريح الذى صدر قبل عدة أيام من رئيس المحكمه الجنائيه والذى تناولته وكالات الأنباء والفضائيات وقال فيه ان البشير سوف يمثل أمام تلك المحكمه طال الزمن أم قصر؟
وأكثر ما اثار دهشتى واستغرابى هو أن يشارك الوفد السودانى بقيادة النائب الأول (سلفاكير) والى جانبه نائب الرئيس (على عثمان محمد طه) وأظنها اول حاله تحدث فى تاريخ العالم أن يشارك وفد ممثل لدوله فى تجمع أقليمى بنائبى رئيس وكأن النظام فى السودان يريد أن يقول للقمه المجتمعه فى نيروبى هذا هو نائب الرئيس الأول الذى فرضته علينا اتفاقية نيفاشا والآخر هو نائب الرئيس (زول) النظام الذى نثق فيه!
يحدث هذا فى نفس الوقت الذى كان فيه البشير يتجول فى مدن الجنوب مخاطبا الجماهيرعن الوحده والسلام مرتديا زيا افريقيا متعدد الألوان يعنى (رئيسكم بقى حنكوش)!! 
وكأن الرمز الذى يعبرعن التحام الجنوب بالشمال ويحقق الوحده والسلام هو مجرد زى أو ريش يوضع على الرأس كلما هم البشير بزيارة لذلك الأقليم !
لا يا سيادة الرئيس الوحده والسلام يتحققان باتخاذ قرارات صعبه وشجاعه تنهى أولا الدوله الدينيه الى الأبد فى السودان وتجعل الوطن كله شماله وجنوبه محكوم بالدوله المدنيه دولة المواطنه، دولة الحريه والديمقراطيه والعداله والمساواة، دولة المؤسسات لا دولة الحزب، التى لا تميز بين السودانيين بسبب الدين أو الجنس أو العرق أو الجهه أو (اللحيه)، فكاذب من يدعى بأن اصحاب الديانات الأخرى لا يشعرون بأنهم مواطنين من الدرجة الثانيه أو الثالثه اذا اصبح (للدوله دين)!!
ونحن فى السودان نريد حاكما متدينا يخاف فينا الله ونريد مسوؤلين متدينين ومواطنين متدينين ، ايا كان دينهم ، لكن لا نريد (دوله دينيه) والفرق كبير بين هذا وذاك.
والوحده والسلام يتحققان بالعمل الجاد والدوؤب والمخلص لكى تكون تلك الوحده جاذبه وباخراس الأصوات النشاز التى تحرض على الحقد والكراهية وتعمل ليل نهار من أجل الأنفصال وفى مقدمة هؤلاء (خال الرئيس) الذى ينعق مثل بوم الشؤم! 
ومن جانب آخر شاهدنا على الفضائيه السودانيه وزير الدوله بوزارة الخارجيه (على كرتى) يستقبل مبعوثا من الأمير القطرى ويستلم رساله منه، وهنا نتساءل واين هو وزير الخارجيه (دينق الور).
هل هو كذلك وزير خارجية (اتفاقية نيفاشا) و(على كرتى) هو وزير خارجية النظام؟
أما لو كنت مكان البشير فى هذه الفتره الحرجه من تاريخ السودان والتى جعلت المخلصين لوطنهم يضعون اكفهم على قلوبهم اشفاقا عليه وخوفا من مستقبل مظلم ينتظره، لا يهمهم كثيرا أو قليلا من يحكم الوطن أو كيف يحكم بل كيف يبقى السودان بعد أن وصل الأمر حد (أن يكون أولا يكون)!!
ولذلك لو كنت مكان البشير لما اهتميت كثيرا للجموع التى يحشدها المؤتمر الوطنى على طريقة (المرحوم) سئ الذكر الأتحاد الأشتراكى والمسيرات المليونيه الدعائيه الأعلاميه التى تشبه (فقاعات) الصابون التى تزول وتتلاشى بمجرد زوال الرئيس عن السلطه و(النميرى) رحمه الله خير شاهد.
 ولو كنت مكان البشير لما خدعت ولأدركت بأن الشعوب البسيطه فى العالم الثالث تعتبر التجمع فى مكان يأتى فيه الرئيس برنامجا مثل مشاهدة (الأرانب) فى حديقة الحيوان أو مشاهدة مباراة هامه فى كرة القدم بالمجان!
أغلبهم لا يأتون من محبة أو لأنهم يؤيدون الرئيس، المساله لا تعدو أكثر من برنامج ترفيهى أحيانا يكون مدفوع الثمن وأحيانا تسبقه أو تعقبه حوافز ومنح وهبات من مال دافع الضرائب المغلوب على أمره الذى ربما ينتمى وجدانيا لحزب معارض للرئيس ولسياساته.
جمله أعتراضيه:
(نقلت الأخبار فى القاهره أن ممثل الأطباء المبعوثين فى مصر الذين ذاقوا المر والحنظل وكادت ان تلغى بعثاتهم بسبب الأهمال وعدم سداد رسوم امتحاناتهم ومستحقاتهم لفترة طويله من الزمن، أنه كان الأعلى صوتا وهتافا فى حفل دعم ترشيح البشير على الباخره السياحيه – السرايا – والذى شارك فيه المشير سوارالذهب بوصفه رئيس ما عرف باسم اللجنه القوميه لدعم ترشيح البشير)!
أنه منتهى الأذلال والأهانه للأنسان الذى كرمه الخالق على كثير من خلقه أن يجد نفسه فى موقف يدعم ويساند فيه قاتله وقاتل أخوانه جنوبا وغربا وشمالا وشرقا!!
الشاهد فى الأمر لو كنت مكان البشير وبعد قراءة عميقه للحاضر وما سوف يكون عليه حال البلد فى المستقبل وأستماعا لنصيحة شرفاء الوطن والمخلصين له لا المنافقين والمنتفعين لأعلنت من نفسى طواعية الأعتراف بالفشل خلال العشرين سنه الماضيه فى توفير الأمن والسلام والمحافظه على حدود الوطن ووحدته، وسوف أعلن بكل شجاعه أن أستمرارى فى الحكم سوف يؤدى الى انفصال الجنوب الذى تتبعه انفصالات أخرى ولأعلنت سحب ترشيحى ولدعمت بقوه من اشعر بأنه اذا لم يفعل شيئا مطلقا فأنه قادر على بقاء السودان واحدا موحدا كما استلمته فى 30 يونيو 1989!
آخر كلام:-
* لا أدرى لماذا يتضائق الأشقاء المصريون المشرفون على الجمعيات ومنظمات المجتمع المدنى ويتململون حينما ينتقد البشير والمؤتمر الوطنى أمامهم؟
* وهل يهمهم بقاء السودان واحدا موحدا وعلى خير وعافيه أم يهمهم بقاء البشير والمؤتمر الوطنى فى السلطه؟

هناك تعليقان (2):

  1. (ولقد جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها ولاتتبع اهواء الذين لايعلمون) الدولة الدينية هي اساس اي حكم يمر على السودان ولن نسلم زمام بلدنا لاصحاب الهوى والغرض من يعتنقون دين العلمانية والشيوعية ، لا انتمى للمؤتمر الوطنى لكن استفزانى كلامك فبدلا من ان تساند اوكامبو حثه على يقوم بدوره في العدالة بعدالة فلو سلمنا ان البشير مجرم حرب فجرائمه ليست ظاهرة ولكن اصحاب الجرائم الظاهرة امثال الخنزير بوش وبلير وشارون هؤلاء لايستطيع اوكامبو حبيبك بان ينظر اليهم لان في عينيه رمد ولكن عندما يكون الكلام عن البشير تكون عيونه مفتحة وكبيرة وانا على يقين بان المعركة مع الجنائية مفتعلة والذى اختلقها هو شيخ المنسية مع اقرانه القانونين الذين زاملوه في السوربون وفي المحفل الماسونى

    ردحذف
  2. ووهل (سلفاكير) الذى قاد الوفد وتحت امرته الشيخ/ على عثمان محمد طه (مسلم)؟ انهم للأسف يخدعونكم بأسم الأسلام وانتم جاهزون للخديعه مع ان المؤمن كيس فطن.
    ولا شئ اسمه دوله دينيه حيث لا توجد دوله مسلمه ودوله كافره، المطلوب حاكم متدين فى نفسه اى كان دينه لا دوله دينيه، فيوم القيامه لن تحاسب دولة السودان وانما يحاسب البشير، واذا هرب بوش من العداله أو لم تطاله فهذا لا يجعلنا نمنع محاكمة البشير، وطالما المحاكم السودانيه غير عادله فيجب ان يحاكم فى اى مكان يوفر العداله. واذا كان الأمر كما تقول فهذا يعنى لو ارتكب أحدهم جريمه فى السعوديه ولم يعاقب عليها، فهذا يعنى اذا ارتكب مثلها سودانى فى السودان فكذلك يجب الا يعاقب!
    تاج السر حسين.

    ردحذف