المدير الفنى لمنتخب الأرجنتين الحالى واللاعب السابق (المهرج) ماردونا والى جانبه عدد من ابناء هذا الجيل الذين لم ينعم الله عليهم بمشاهدة الملك (بيليه) على النجيل الأخضر وهو يداعب الكره ويتعامل معها كشاعر أو فنان تشكيلى ماهر، يقارنون بين الملك بيليه وبين هذا المهرج المدعو ماردونا.
وبما اننا شاهدنا اللاعبين داخل الملعب نقول بصريح العباره لا توجد ادنى مقارنه بين هذا المهرج وبين الملك بيليه.
للأسف هذه المقارنه تحدث عندنا فى السودان وبذات الطريقه التى يرى فيها الجمهور المتعصب فى مصر أن ابو تريكه لاعب لم يأت تاريخ كرة القدم المصريه بمثله وهم لم يشاهدوا الخطيب فى الملعب وربما سمعوا عنه قليلا أو كثيرا، مثلما ترى جماهير المريخ المتعصبه فى السودان يقودهم اعلامه السالب ان (العجب) لم يلعب فى المريخ لاعب مثله مع انهم لم يشاهدوا كمال عبدالوهاب أو الفنان الراحل (ماماو)، الذى قال الأمير عبدارحمن بن سعود رئيس نادى النصر السعودى رحمه الله ، انه من أفضل 3 لاعبين شاهدهم فى العالم وكذلك يفعل بعض مشجعى الهلال حينما يعتبرون هيثم مصطفى وحيد زمانه وهم لم يشاهدوا جكسا أو محمد حسين كسلا الذى اعتبره افضل لاعب شاهدته فى حياتى على الأطلاق.
وبالعودة للحديث عن الملك (بيليه) نقول كيف يقارن بماردونا وهو لاعب قوى وسريع ويجيد اللعب بقدميه الأثنتين ويسجل الأهداف من فرص صعبه ومن كل المسافات ويجيد بيليه أرسال التمريرات القاتله لزملائه وهو لا يعرف الأنانيه ويكفى انه فى آخر كاس عالم شارك فيه وفى مباراة التتويج امام ايطاليا وهو منفرد بالمرمى فضل أن يمررالكره لزميله القادم من الخلف كارلوس البرتو ليسجل الهدف الرابع والأخير فى مرمى ايطاليا وحينما سئل عن السبب اجاب بأنه يمكن ان يسجل الهدف بنسبة 99% لكن كارلوس البرتو يستطيع أن يسجله بنسبة 100% !
فهل هناك عظمه أكثر من هذه؟
وبيليه لم يحدث ان طرد من الملعب رغم انه ظل يقابل بعنف ومراقبة لصيقه، تستفز اى لاعب موهوب وتجعله ينفعل.
ولم يتهم بيليه بترويج المخدرات أو تعاطيها، ومن حكمه المعروفه فى ميادين كرة القدم أنه قال لم يحدث قط أن استهان بخصم مهما كان ضعيفا.
ومن يقارن بينه وبين ماردونا شخص لا يعرف الكثير عن كرة القدم ، ولا ننكر أن (ماردونا) لاعب جيد وماهر لكنه لا يصل الى مكانة (بيليه)، فهو يعتمد على قدمه اليسرى فقط وهو قصير قامه ولا يجيد الضربات الراسيه كما انه لم يكن نزيها فى لعبه فقد سبق وأن سجل هدفا مستخدما يده ولم يعترف مثل اللاعب المصرى بدوى عبدالفتاح الذى قال لحكم احتسب له هدفا انه غير صحيح والغى الحكم ذلك الهدف.
وما ردونا تم طرده فى احدى المباريات لتعمده الخشونه والعنف ضد أحد اللاعبين.
ماردونا فى الحقيقه من نوعية اللاعبين الذين يقال عنهم (مزعجين) لا (مخططين) ، وهؤلاء المخططين العباقره عملة نادرة فى الملاعب من بينهم (بلاتينى) الذى تهجم عليه ماردونا كذلك ومن بينهم (زين الدين زيدان) ومن بينهم (بكينباور) اما عينة ماردونا فهم فى ملاعبنا مثل لاعبى المريخ جاد الله وعمار، وفى مصر مثل لاعبى الأهلى ياسر ريان و محمد بركات، مهما سجلوا من اهداف فيبقى التميز للخطيب ولأبى تريكه.
على ماردونا ان يمسك لسانه وأن يكف عن التطاول وطريقة لعبه نعرفها جيدا ومهما بلغ من شهرة فلن يصل الى حجم الملك بيليه، وهو مدير فنى لا يتوقع ان يحقق نجاحا كبيرا فيكفى انه انهزم من منتخب لم يتأهل هو (بوليفيا) بستة اهداف، وانتصاره بالأمس على كوريا الجنوبيه ومع عدم التكافوء لعب فيه الحظ دورا كبيرا رغم النتيجه الكبيره التى لا تعبر عن مجريات المباراة ولو سجل اللاعب الكورى الفرصه التى اتيحت له بقدمه اليمنى لا اليسرى لما انتصرت الأرجنتين والهدف فى كرة القدم الحديثه يفرق كثيرا ويغير من شكل المباراة وحركة المتنافسين وهل تتجه نحو الهجوم أم الدفاع، وكمثال ذلك الخطأ الذى وقع فيه اللاعب النيجيرى كلف منتخبه الكثير وخشاره غير متوقعه أمام اليونان لم يكن انحياز التحكيم بعيدا عنها فالمفروض أن يشهر البطاقة للاعبين النيجيرى واليونانى الذى تعمد الضرب بدون كرة اولا ضد اللاعب النيجيرى الذى لم يستثمر الموقف ويقع ويمثل بدلا من أن يرد على تلك الطريقه الواضحه.
ومثلما اصبحت الأرجنتين أول المتأهلين اتوقع ان تكون اول المغادرين فى المرحله المقبله وسوف لا ينفع (مسى) الذى لا يختلف اسلوب ادائه عن المتطاول (ماردونا) كثيرا ان لم يكن اقل منه.
ولقد تأسفت لنجم سابق كبير مثل لاعب المنتخب المصرى (أحمد الكاس)، الذى أختلف مع النجم السعودى ماجد عبدالله واعتبر (ماردونا) أفضل من الملك بيليه.
وهنا اختم بحادثة وذلك حينما زار بيليه مع نادى سانتوس السودان ولعب ضد الهلال وانتصر سانتوس بهدف واحد سجل فى الدقيقة 13 من الشوط الأول بتمريره راسيه داخل خط 18 من بيليه لأحد زملائه بالقرب من خط 6 سجل منها هدفا فى وقت توقع فيه الجميع ان يرسل بيليه الكره مباشرة نحو مرمى (زغبير).
المهم فى هذه الحادثه التاريخيه وتلك المباراة أن الهلال استعان بمدرب المنتخب القومى الألمانى (قولر) وأرسله الى مصر ليشاهد مباراة سانتوس امام النادى الأهلى قبيل لقاء الهلال، وقد انتهت تلك المباراة بخمس اهداف لصالح سانتوس وحينما عاد قولر من مصر كانت نصيحته للاعبى الهلال الا يسمحوا لبيليه باستلام الكره، فكل تمرية يستلمها تخرج من قدمه خطره وقد كان .. حيث تم تكليف لاعب الهلال (شواطين) بمراقبة بيليه كظله ولم يتركه حتى خرج من الملعب ويومها كان على دكة البدلاء اللاعب المبدع عزالدين الدحيش، ضحى به المدرب كى يراقب شواطين الملك (بيليه).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق