الأحد، يوليو 25، 2010

الرجاله الأنتقائيه .. وفى كمبالا الرجاله تطير والمهم يسلم البشير!

ما ان يعود البشير من احدى الدول التى زارها أو شارك فى مؤتمر أنعقد فيها بعد أن يسبقه وفد المقدمه ويطمئنه ويتم تأمين كافة الجوانب وتفتح له الأشاره الخضراء بناء على كم الأخضر ابو صلعه " الدولار" المبذول من عرق دافع الضرائب والزكاه السودانى والمسجل كدين على الشمال والجنوب، الا وتلاحظ للأنقاذيين قد فرحوا ونفشوا ريشهم وتغنوا عن شجاعة اسد (بيشه) الهمام ورجالة قائدهم الملهم المفدى الذى لم تلد حواء  السودان مثله من قبل أو بعد.



وكأن عودة رئيس سودانى من دوله زارها انجازا تاريخيا يشبه لحظة أن رفع الزعيم اسماعيل الأزهرى علم السودان فى 1 يناير 1956 وأنزل علم الاستعمار.



والسياسه لا تحتاج الى (رجاله) وتشميرعضلات وتهديد بقطع الروؤس والأيادى ، سياسة الأمه وقيادتها تحتاج الى ذكاء وعلم ووعى وتخطيط، ونظره عميقه فاحصه للماضى وللحاضر وللمستقبل، وكم من أمرأة رأست وزارة فى دوله من الدول فحققت لوطنها ما لم يحققه كثير من الرجال.



اما حينما يمتنع اسدهم وزعيمهم وقائدهم عن السفر لدوله من الدول غير المأمونه الجانب ويبقى داخل السودان يتفرج مثل باقى المواطنين على ما يدور من خلال جهاز التلفاز، فالمبرر الجاهز هو اما فتوى تصدرها ما يسمى بهيئة علماء السودان تمنعه من السفر أو يقال بأن رئيس الدوله التى لم يسافر اليها منبطح للأمريكان والغرب، ولذلك يخشى عليه من السفر، وهذا يعنى أن سفر الرئيس مرتبط بالأمان الذى يوفره له رئيس الدوله المضيفه لا (رجالته)!



وللأسف المؤيدين للبشير الآن هم اما أرزقيه ومصلحجيه مستفيدين من هذا النظام الذى يدفع بسخاء، أو هم مخدوعين يظنون أن البشير ملتزم بتطبيق التشريعات الأسلاميه ولذلك يؤيدونه مهما اخطأ، ولو كان البشير على حق لحمته ودافعت عنه نساء السودان قبل رجاله، فى الحقيقه البشير ألان لا يحظى بتأيئد الا من خلال ما يبثه الأعلام المزيف المفبرك غير الحر المهيمن عليه بواسطة أجهزة أمن المؤتمر الوطنى.



ومما يؤسف له ان هؤلاء المصلحجيه والأرزقيه لا ينفون عن البشير جرائم الأباده أو جرائم الحرب أو جرائمه ضد الأنسانيه، وهم اما منبهرين بما يردده روؤساء الأتحاد الأفريقى وبعض القاده العرب الخائفين الراجفين من نفس المصير جراء ما فعلوه بشعوبهم، او هم تحججوا بأن المحكمه الجنائيه تتعامل بازدواجية معايير ولا تطال قاده وقتله ومجرمين مثل قادة أسرائيل.



وهذه الحجه الأخيره رغم موضوعيتها لكنها لا يمكن ان تعفى انسان تسبب فى قتل 2 مليون فى الجنوب و400 الف فى دارفور وبدأ مسيرته الدمويه باعدام 28 ضابطا فى وضح النهار وخلال شهر رمضان ودون محاكمه عادله، ولا يمكن أن تعفيه عن التعذيب والتشريد والأغتصاب والدمار والفساد المالى والأخلاقى الذى حل ببلد كان من أعظم دول العالم.



فى مؤتمر اللات الثلاثه الذى استضافته الخرطوم، قيل انه تم طرح أسم السودان ضمن الدول التى تستحق دعما ماليا، فنهض الزعيم محمد أحمد محجوب وشكر القاده العرب على كرمهم، لكنه طلب منهم أن يحولوا نصيب السودان المقترح ليضاف لصالح دول المواجهة مع اسرائيل!



هكذا كان السودان والسودانيون والآن وفى كل يوم يقتل عددا منهم خاصه ابناء دارفور على الحدود والأسلاك الشائكه وهم يسعون للدخول تسللا الى دولة اسرائيل هربا من جحيم دولة البشير والمؤتمر الوطنى!



والذين يعتبرون أن البشير هو من حقق السلام فى الجنوب واهمون فالسلام تحقق بدماء الشهداء فى الجنوب وحققه صمود اخوانهم فى الغابات الذين اعلنوا فشل وموت المشروع الحضارى وان الجهاد كان كذبة كبرى تستر خلفها البشير ونظامه الدموى.



وحينما أذكر اسم البشير فهذا لا يعنى انه المسوؤل وحده عما حدث فى السودان من جرائم وفظاعات، فى الحقيقه هو رمز لنظام فاسد وباطش بأكمله ويشترك معه عدد كبير من القتله والمجرمين الذين يجب أن يواجهوا العداله  بعد أن يمثل أولا رمز الأجرام لا رمز السياده كما يردد بعض المضللين والمخدوعين.



وللأسف الشديد فأن قادة المعارضه لا يعبرون عما تتمناه وتطمح اليه قواعدهم، فهاهم وفى كل مرة يسعون للجلوس والتفاوض مع نظام يصر على اذلالهم واهانتهم، نظام زور الأنتخابات وزيف ارادة المواطنين، وهاهم فى كل مرة يرددون بأنهم ليسوا ضد البشير ولا أدرى ضد من يكونون؟ هل يا ترى هم ضد الشعب السودانى؟



واذا عجزوا من المواجهة وقول الحق بكل شجاعه اليس ارحم لهم أن يلتزموا الصمت وأن يبقوا فى منازلهم، حتى يقضى الله امرا كان مفعولا؟



لقد قسم البشير الوطن وشتت شمله وجلب للسودان عداوة كل الدنيا ولم تبق له غير الأنظمه التى تترزق من ضعف هذا النظام، الذى يحتفل الأرزقيه والمخدوعين فيه بعودة رئيسهم سالما دون أن يعتقل وكأنه حقق للوطن أنجازات فى الديمقراطيه وحقوق الأنسان والنمو الأقتصادى والوحده والعداله والمساواة واستقلال القضاء وحرية الصحافه والأعلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق