الأحد، يوليو 17، 2011

أحتياج جنون لحظه ابراهيم عوض ... و ياغاية الآمال!

        

هل شعرت ذات يوم، بشوق شدييييد وأحتياج كبير لأنسان عزيز عليك.. حدثت بينك وبينه فجوه أو (مسافه)  أو (قصر فى حقك وأتلوم فيك)؟؟
هل شعرت بأفتقادك له، وأنت تدرك بأن حبل الود بينكما قد أنقطع - ربما - بلا عودة ؟
هذه الخاطرة .. أرهقتنى جدا ، وانا أستمع الى أغنيتن خالدتين (عزيز دنياى) و(يا خائن) .. مرة بأداء صاحبهما الأصلى الفنان الذرى ( أبراهيم عوض) ، ومرة اخرى باداء مشترك رائع من (زيدان أبراهيم) و (عمر الشاعر).
أبراهيم عوض – رحمه الله – كان لغزا محيرا جدا، فقد غنى بنفس قوة الصوت وطلاوته لثلاثة اجيال متعاقبه أى غنى فى زواج (الحبوية وألأم والبنت) .. والسؤال المحير كيف حافظ (أبراهيم عوض) على تلك الحلاوة والقوة فى الصوت، وحتى رحيله؟

أما (زيدان أبراهيم ) فعندما يغنى (لأبراهيم عوض) تشعر بان تلك ألأغنيات قد كتبت له وحده كى يغنيها كفنان وتشعر بأنه يعيشها فى نفسه كانسان باحث عن حب ضائع طول العمر !!
عندما أستمعت لمقطع من أغنية ( عزيز دنياى) للرائع/ الطاهر أبراهيم يقول فيه :-
بهرب منك لى رضاك
وبحاول من أجلك أنساك
أمهد ليك تتخلص منى
القى خطاى جمعتنى معاك
الى أن يقول :-
يا أعز عزيز فى دنياى أنا طامع ابقى عزيز دنياك
ومقطع من (يا خائن) للطاهر أبراهيم كذلك يقول :-
تحرمنى دون الناس أبتساماتك
بحروف من نار باقة كلماتك
يا المن عطفى اتجردت ذاتك من ذاتك
الى أن يقول :-
تهدم وتدنس تهدم ما تقدس
طهر صلاتى وتشيد سعادتك
من حطام حياتى
ياسبحان الله (العساكر) فى ذلك الزمان يكتبون مثل هذه الكلمات !!
من يملك مثل ذلك الأحساس لايمكن أن يرتكب مجازر ... أستمتعت بتلكم ألأغنيتين الرائعتين لعدة مرات ، وتوقفت عند عدة كلمات فيهما، وسألت نفسى بصدق أكثر من مرة وكلما رجعت وادرت جهاز التسجيل من جديد، تزدحم على الخواطر و(تجلدنى) الأسئله.

هل فى ذلك الشعور الغامر منقصة أو مذلة للنفس ؟؟
أن ينشغل البال والخاطر بحبيب أو صديق او عزيز أخطأ فى حقنا (قصر واتلوم فينا) دون ان يراجع نفسه ويعتذر هاتفيا او من خلال رسالة رقيقة ؟؟
ألا نشعر فى دواخلنا بنوع من (الململة) و(الخدر) ونكاد ان نبث أشواقه الينا نيابة عنه؟؟

لماذا نصر على ايهام أنفسنا وأقناع ذواتنا ، بأدعاءات كاذبه ... وبأننا شطبنا ذلك العزيز من تاريخ حياتنا الى الأبد ، واوقفنا جريان سيرته وأنسيابها داخل شرايينا؟؟
كيف ندعى ذلك ونحن نحسه ونشعر به يتخلل مساماتنا وخلايانا ؟؟
كيف نصدق اننا ما عدنا نهتم به وبذكرياته وببقاياه، وهو موجود وباق فى ذاكرتنا، كمايفعل جهاز الكمبيوتر؟

لماذا نتضايق من تصرفات البعض .. اؤلئك الذين افردنا لهم مساحة شاسعه أو (منطقه حره) داخل قلوبنا، لأنهم لا يحسون ولا يشعرون بنا ولا يعتذرون عما فعلوه فينا ؟
هل لابد أن يعاملوننا بالمثل وبنفس الشاعريه والخيالية وأن يحلقوا معنا نحو السحاب والقمر والنجوم والسماوات التى نحلق اليها بنفس أجنحة الشوق وألأحتياج ؟؟
وبنفس السرعة والأحساس ؟؟

انى أعترف ... وبصوت عال ... لقد كنت فى حالة طرب ونشوة زادت عن حدها (المعقول) نتيجة سماعى لأغنية (عيش معاى الحب) بصوت ملائكى رائع يحرض على البكاء، وتواصل ذلك الطرب من خلال أستماعى للأغنيتين (عزيز دنياى و (يا خائن).

أنى أعترف .. لقد غفرت للكثيرين لحظتها واشتقت للكثيرين وأشفقت على الكثيرين وأفتقدت واحتجت للكثيرين.
واعتذرت لهم عندى ، وكتبت بدلا عنهم خطابات (الى) ، رقيقة تمتلئ حبا وشوقا وحنينا وغلفتها (بظرف) مميز وأودعتها فى صندوق البريد أنتظر وصولها بلهفة (الى)، ,اخيرا وصلت أحدى تلك الرسائل الخاصه .. ياللمنى وبدأت أتشاغل وأتبأطا فى فك (ظرفها) وابحلق فيها مليا كى لا أنتهى من قراءتها بسرعة واخسر متعة اللحظة القادمه.

ثم قررت أن أحتفظ بالرسالة على ذلك النحو (غير المقروء)حتى أنتصاف الليل وهدأته، وتوضأت وصليت وتعطرت وكأنى على موعد غرامى، ثم فتحت النافذه واستشقت هواء منعشا ، وبعد ذلك بدأت فى فتح (الظرف) على قدر عال من الصبر والتمهل والتروى وعدم الأستعجال، ثم تركت الرسالة على سطح المنضدة، وذهبت وأوقدت نارا وصنعت لنفسى فنجان قهوة تركية (مظبوطه) ، وبعد أن رشفتها .. أحتضنت تلك الرسالة كوليد رضيع وفى رقة النسائم مررت على كلمات تلك الرساله الدافئه واحتفلت بها ونزل الدمع (فى داخلى) مدرارا، وتقبلت أعتذارا يا سيدتى كتبته نيابة عنك - لى، ونسيت فى لحظة (أنكسارى) تلك قرارا كنت قد أتخذته من قبل فى لحظة غضب وأنفعال، يقول :-
(لا تفاوض ولاصلح ولا تسامح)، وغفرت لك عندى.!!! فهل هذه ياترى:-
( بهرب منك لى رضاك وبحاول من أجلك أنساك) نفسها ؟؟
وهل تلك لحظة أنكسار مشروع؟؟


خاطرة أخيرة:-
هل للطرب الأصيل أثر أيجابي فى تغيير سلوك البشر وتحريضهم لأعلاء قيم الجمال والتسامح والغفران وأشتعال جذوة الحب والحنان ؟؟ أم هى حالة من حالات الجنون اللحظى ؟؟

هناك تعليق واحد:

  1. يا سلام : غاية الآمال هي واحدة من الاغنيات التي ضلت طريقها الي الصيدليات، كان ينبغي عليها ان تستقر في الصيدليات حتي تصرف كوصفه و تعالج كثير من انكسارات الشوق والوله الثخين.
    شد ما اعجبني جمال الاسلوب والسرد الجميل الأخاذ لكم اعجبني اناقة المفردة والخيال الخصب البازخ.
    اعجبني ايضا(انكسار مشروع) تعبير جميل او ما يسمي في عرف المحبين " الإنبراشه للمحبوب"
    دمت يا نضيف الحرف ايها الكتاب الالمعي المبدع(انت خلاق بحق وحقيقه!!!

    ردحذف