السبت، أغسطس 28، 2010

خير لي أن أعزل كل يوم واليا من أن أبقي ظالمًا ساعة نهار!


أسترجعت ذاكرتى هذه العباره البليغه الحكيمه المؤكده للتمسك بالعدل والرافضه لنظرية الأبقاء على أهل الثقه خصما على اهل العلم والخبره والتى قالها الخليفه عمر بن الخطاب .. أسترجعت ذاكرتى تلك العباره المضئيه وأنا اتابع مواقف وتصريحات وزير الشباب والرياضه (حاج ماجد سوار) منذ أن تقلد هذا المنصب دون معرفة أو علاقة به ومن سوء حظه انه دخل لهذا المجال وواجهته مباشرة قضية انتخابات اتحاد كرة القدم السودانى وكعادة المؤتمر الوطنى وسعيه الدوؤب عمل على وصول احد كوادره لمنصب الرئيس خاصة فى هذه الفتره التى عادت فيها الأنقاذ لمربعها الأول ولذلك لم تهتم الى أن الدكتور/ كمال شداد هو كذلك من المنتسبين للمؤتمر الوطنى بل هو عضو مجلس شورى، لكنه انتساب (بالتجنس) لا (بالميلاد) كحال الوزير الجديد/ ماجد حاج سوار.



جاء هذا الوزير الى وزارة لا علاقة له بها من قريب أو بعيد ومما زاد الطين بله أنه اختار بطانه ومستشارين فى مجلسه من بينهم فئة كانت السبب الأساسى فى فساد وتدهور مجال كرة القدم السودانيه وهم مثله (شبهينا وأتلاقينا) لا علاقة لهم بهذا المجال واقتحموه من اجل ما يجود به غنائم وهبات وعطايا ومن مال نعرف كيف يتم الحصول عليه من تطبيل للأداريين فى الأندية أو الأساءة اليهم وفى الحالتين (العداد رامى) !



وما يؤكد عدم خبرتهم ومعرفتهم بهذا المجال انهم صاروا يخادعون الوزير ويحرضونه بعدم الأستجابه للفيفا، ويتعاملون معها مثل المحكمه الجنائيه حتى اصبحنا نستمع لعبارات تردد مثل السيادة الوطنيه وقوانين الدوله وخلاف ذلك من العبارات التى لا قيمة لها والأساليب التحريضيه واتهام الدكتور/ كمال شداد بالهروله نحو (الفيفا) وكأن السودان يعيش فى قريه معزوله من باقى العالم.



نقول لهؤلاء البسطاء المحرضين ان (الفيفا) تنظيم حاكم للرياضه فى العالم يضم أكثر من 200 اتحاد وهى تعمل بمعزل عن السياسه وتصرعلى اهلية وديمقراطيه الحركه الرياضيه ولا تقبل بتدخل السلطات الا فى الحدود المسموح بها مثل التجاوزات الماليه ولا تعترف الا بالقانون الأساسى المودع عندها من قبل الأتحادات وبعد تمريره من جمعية عموميه، اى لا تعترف بشئ اسمه مفوضيه رياضيه أو وزاره رياضه الا فى نطاق عملها ومسوؤليتها.



واذا كانت هنالك دول صاحبة سطوه وسلطه وتتمتع بحق (الفيتو) فى السياسه بناء على قوة جيوشها واقتصادها وما تملكه من اسلحة دمار شامل مثل أمريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين، فان (الفيفا) هى السطه الوحيده فى العالم التى رضخت لها اقوى الدول ويكفى انها رفضت تصرف رئيس الوزراء الفرنسى حينما حاول أن يعاقب المنتخب الفرنسى من خلال البرلمان ردا على سوء نتائجه فى المونديال الآخير بجنوب أفريقيا، وقامت بنفس العمل مع نيجيريا ومنحتها 48 ساعه للعودة عن قرار تجميد المنتخب الأول لمدة عامين وكذلك استفسرت من كوريا الشماليه التى لم ترضخ لتهديدات الدول العظمى بخصوص سلاحها النووى، لكنها استجابت للفيفا ولم تحتقر لاعبيها بناء على نتائجهم الضعيفه فى المونديال.



الشاهد فى الأمر ان الفيفا لها قوانين ولوائح لا تسمح بتجاوزها والتعدى عليها والدوله التى تريد ان تشارك فى هذا المحفل الكروى عليها أن تستجيب لقراراتها أو ان تنسحب وتشطب هذا المجال بصوره نهائيه، ولا داعى للف والدوران والمرواغه والمحاولات اليائسه والبائسه للمخارجه من الورطه بقرارات تشبه حال مسك العصا من الوسط.



والحل الذى اراه مناسبا فى هذه الظروف أن يعزل الوزير وأن يحول الى مجال مناسب له وأن يعين وزير مؤهل من المجال الرياضى وهم كثر ويعرفون أن التعامل مع الفيفا يقتضى الرضوخ لقراراتها بصوره واضحه .. وبلاتر ليس غريشن لا تفيد معه المساومات والتنازلات الجزئيه وليس لديه اجندة يسعى من خلالها لفصل الجنوب، ولذلك يقبل أعنى (جريشن) بانتخابات غير نزيهه وغير ديمقراطيه كلما يهمه منها ان تصل بالناس للأستفتاء الذى يقسم السودان الى دولتين، فهل يفهم الصحفى (ابوجهل) الذى يكتب ويطلق التصريحات بأسم اللاعبين الذين يسئيون للهلال ولرموزه؟
آخر كلام:-
لعل الكثيرون فى السودان لا يعلمون أن الشيخ طه اسماعيل لاعب الأهلى السابق والخبير بالفيفا  الذى كلف بمراقبة انتخابات الأتحاد العام السودانى،(اسلاموى) الأتجاه ولذلك فالغالب هو تعاطفه مع مرشح المؤتمر الوطنى، كعادة كثير من الأسلامويين المصريين الذين يتعاطفون مع نظام الأنقاذ (دون وعى) وهم لا يعلمون حجم الجرائم التى حدثت فى جنوب السودان ودارفور بل فى حق السودان كله، للأسف هكذا دائما تضيع مصالح السودان مع المفوضين الدوليين الذين اما ان كانوا (اسلامويين) كحالة الشيخ طه اسماعيل ومن قبل المفوض الأمى الباكستانى الجنسيه (اشرف قاضى) أو مع مرتشين ولا داعى لذكر اسمائهم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق