الأحد، يوليو 11، 2010

من قال أن الوحده يمكن أن تتحقق بدون حريه وديمقراطيه؟!

                        انا إبن الشمال
                          سكنتو قلبي
                                  

                       علي إبن الجنوب
                        ضميت ضلوعي
                              ______
هل نضحك على بعضنا البعض ونخدع بعضنا البعض والوطن ذاهب الى أسوأ مصير وهو الأنفصال الحتمى بعد 6 أشهر حسب ما تفيد جميع الدلائل والتحليلات والتوقعات؟

الوحده يا ساده لن تتحقق باطلاق الشعارات وبجمع ملايين الدولارات ووضع حجر الأساس للمشروعات فى هذا الزمن اقليل المتبقى للأستفتاء.
ولايمكن أن تتحقق بنفى الأخروتسفيه افكاره والأزدراء بقناعاته.

لقد اصاب الأحباط أهل السودان فى الداخل والخارج الذين تعشموا فى تحول ديمقراطى حقيقى وفى انتخابات حره ونزيهه تمكن جميع الوان الطيف السياسى من المشاركه فى صنع القرار دون اهانة واذلال ، يتبع ذلك تمتع بحياة ديمقراطيه كامله وحقيقيه حرى بها هذا الشعب، تسمح بتوجيه النقد والتنبيه بالمخاطر والأشاره الى اماكن الخلل والسلبيات.

وأن تتمتع الصحافه بحريه كامله وأن تفتح اجهزة الأعلام الرسمى ابوابها للمعارضين قبل المؤيدين بعد أن ظل هؤلاء يتحدثون لوحدهم لمدة زادت عن العشرين سنه.
للاسف كل هذا لم يحدث، ولا زال النظام يتعامل مع الأمور على طريقته ويسعى للحلول بالطرق الملتويه.
فالوحده حتى لو كانت هى (النتيجه) دون رغبه حقيقيه لأنسان الجنوب فسوف تدخل البلد كلها من نمولى وحتى حلفا فى حرب شرسه تستخدم فيها كافة الأسلحه المتاحه الآن أو المستجلبه فى المستقبل!
ولذلك فالأفضل جوار أخوى وأنفصال سلمى اذا لم تتحقق الوحده على اساس مقنع لأنسان الجنوب يلبى طموحاته وطموحات الطبقه المستنيره من اهل الشمال، وذلك لن يحدث الا بتعريف واضح وتحديد للهويه السودانيه ولعلاقة الدين بالدوله.
وهذان اهم شرطان لقيام وحده حقيقيه وتحقيق سلام اجتماعى يمكن ان يجعل من السودان دوله عظمى فى أقرب وقت.
فانسان الجنوب لن تثنيه الحوافز والمغريات فى هذا الزمن المتبقى من ان يحقق مطالبه وأن يصبح مواطنا كامل الأهليه فى بلد يضمه مع اخوانه الشماليين وأن تعرف هوية هذا الوطن بأنه سودانى اولا وافريقي ثانيا وعربى ثالثا متعدد الثقافات.

ولن يقبل انسان الجنوب بالوحده اذا لم تحدد علاقة الدين بالدوله وهم فى الحقيقه ينادون بكل وضوح الى قيام دوله علمانيه فى السودان لكن من اجل الوحده لا اظنهم يرفضون دولة المواطنه الدوله المدنيه التى تحترم فيها كافة الأديان بقدر متساو، بشرط الا تدخل تلك الأديان فى العمل السياسى.
ولا اظنهم يرفضون أن يتفق اهل السودان جميعا على قوانين لا تحط من كرامة الموطن وانسانيته وفى ذات الوقت تحفظ النظام العام وتراعى القيم والأخلاق السودانيه وتتماشى مع اهداف الدين اى دين كان دون أن تسمى قوانين دينيه فتجعل المواطن المسيحى يشعر بأنه مواطن درجه ثانيه.
ان الفهم الخاطئ الذى يقول ان اغلبية اهل السودان يعتنقون دينا معينا ولذلك يجب ان تسود احكام هذا الدين، فهم قاصر لأنه يجعل مواطنين سودانيين آخرين درجه ثانيه ولأن جزء كبير ممن يعتنقون ذلك الدين نفسه يطالبون بالدوله المدنيه دولة المواطنه التى تساوى بين الناس جميعا وتحل مشكلات وطن متعدد الديانات والثقافات.

ومثل هذا الكلام الصريح مهما كان مرا ، يجب ان يدارحوله حوار حر وجاد على القنوات الفضائيه الرسميه والمستقله السودانيه وعلى كافة الأجهزه الأعلاميه بدلا من التعامل معه على طريقة النعام، وبدلا من ان تتاح فرص الحوار لأتجاه واحد ورأى واحد يصادر كافة الأراء الأخرى.

فما ايسر أن نتهم من ينادى بمثل هذا الطرح بأنه شيوعى وعلمانى وما ايسر ان يرد عليهم المتهم بأن من يرفضون طرحه متطرفين وظلاميين، لكن ماذا يستفيد الوطن من هذه الأتهامات المتبادله ؟ وهل تحل مشاكله؟

لذلك لن تتحقق الوحده الا بحريه مسوؤله سقفها السماء وديمقراطيه حقيقيه وبلا حدود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق