رائى ثابت فى نظام رئيس العراق الراحل صدام حسين - رحمه الله وغفر له ذنوبه - وهو ذات الرأى الرافض لاى نظام شمولى ديكتاتورى قمعى، يسعى لمصادره اغلى منحه من الخالق لخلقه وهى نعمة (الحريه)، رغم ذلك انسابت ابيات هذه القصيده التى جاريت فيها الشاعر الفحل الفذ نزار قبانى رحمه الله وتدفقت معها اموع الرجال، لحظة أن وطأت أقدام القوات الأجنبيه أرض العراق، وشعرت وقتها بقهر لا يمكن تصوره وكأن هذا المشهد سوف يتكرر فى بلادى العزيزه بسبب سياسات الأنقاذ الحمقاء، وتخيلت مجرى النيل وهو يتجه من الجنوب للشمال قبيل هبوط الطائره لمطار الخرطوم وكأنه امرأة سودانيه ترتدى ثوبا اخضرا.
ذات الثوب الأخضر
سيدتي .....
يا ذات الثوب الأخضر
يا أكرم من ماء البحر
ومن ضوء القمر
ومن نخل رميناه بحجر
فأعطانا الثمر
بحبك سيدتي ...
أرفع رأسي
أعيش اليوم، وبعض الأمس
أمشي زهوا، مرحاً ، أتبختر
أطأ جبال العز صقرا عربياً أسمر
أحلق فوق اليأس، الآمس قرص الشمس
وأشعر ...
أنى ملك الدنيا
وأعظم من أشعر
وأشعر ...
أن الكون صغير – جداً – وأني أكبر
أصير خيالاً، أو حلما أو بستانا أخضر
أكون صباحا، أو وردا – بل أنضر
أفوح نسيما حلوا، أو عطرا (باريسيا) أشعر أني أندر
أصير سحابا، أطير ملاكا – أتبخر
(أشع كبرق يضئ الكون) ..
انبت قمحا، أو عنبا أو زعتر
أصالح نفسي وكل الدنيا،
أسمو، أصفو أتحضر
أسامح من جاء بغصن الزيتون
أو أغمض في ظهري خنجر
بحبك سيدتي ....
تندمل جراحاتي
وتهون شجوني وآآهاتي
ويطول ربيع العمر وحياتي
في حبك أفني عشقاً وأذوب كقطعة سكر
حبك سيدتي ...
حولني أنسانا .. آخر
انسانا ذواقا، خلاقاً، ترياقا، بل أكثر
حبك ، حولني نهراً أو زهراً
أو جدول ماء رقراقا
حبك حولني فرحاً أو خيراً دفاقاً
حبك حولني وجدا وحبيبا مشتاقا
حبك أعطاني مفتاح الجنة والكوثر
بحبك سيدتي .....
لم أشرب خمراً أبداً – لكني أسكر!!
(حبك خطر – جداً – وعشقي أخطر)!!
عشقي، للكرز الأحمر ..
في شفتيك
للصوت الخافت
للحزن الصامت ..
في هدبيك
للون القمح ولعطر الصندل.
للشعر الأسود ..
لليل المسدل في كتفيك
للغضب الجامح في نهديك
للشئ القاتل في عينيك ...
ولذاك الثوب الأخضر
آه آه من ذاك الثوب الأخضر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق