الخميس، يوليو 15، 2010

الصادق المهدى .. ونكتة السودانى الذى زار الأردن لأول مره!

أظن الكثيرون سمعوا نكتة السودانى الذى زار الأردن لأول مره فى حياته ولا داعى لأعادتها، وها هو حفيد المهدى "الصادق" ومن قبله حفيده  الآخر "مبارك "يعلنانها واضحه مثل الشمس (دوله مدنيه) .. لا دينيه ولا شرقيه ولا غربيه.



ولقد أندهشت كثيرا لهذا التطور الأيجابى فى فكر السيد الصادق المهدى وحتى فتره ليست بعيده ظل الرجل يتمسك برؤيه قريبه جدا من فكر الأنقاذ لعله كان يطرحها من باب توافقيته ومحاولته كعادته دائما ارضاء الجميع وهذا فعل لا يفيد فى مجال السياسه وقد اضر بالسيد الصادق المهدى نفسه كثيرا، وأذكر حينما انتقدته وأوضحت وجهة نظرى فيه هذه قبل اشهر قلائل فى ندوه بدار صحيفة الأهرام المصريه بالقاهره كأن هو المتحدث الرئيس فيها ولم يكن متاح لى بالطبع أن ابين وجهة نظرى بصوره كامله، جاء رده على اساس ان جزء كبير من اهل السودان  لا يقبلون ابعاد الدين عن السياسه بصورة مطلقه ولذلك من الصعب أن يستجاب للعلمانيين، وما لم استطع توضيحه يومها للسيد الصادق المهدى أن كل من يدعو للدوله المدنيه ليس بالضروره أن يكون علمانيا، اذا كانت العلمانيه عنده تعنى فوضى أخلاقيه وشارع غير منضبط وعدم مراعاة للقيم والأداب والعامه، على العكس من ذلك تماما فنحن نطالب بالدوله المدنيه التى ترفض أقحام الدين فى السياسه بل ترفض دخول اى حزب للمنافسه على اساس دينى حتى لو كان هذا الأمر مطبق فى دول الغرب كما ظل السيد الصادق يضرب مثلا بملكة بريطانيا وعلاقتها بالكنيسه بل فى الحقيقه أستغرب لدوله متقدمه مثل المانيا تسمح بقيام حزب تحت مسمى (الحزب الديمقراطى المسيحى) !!
فالفكر ليس قاصرا على دوله متقدمه أو متخلفه ، ولذلك فنحن فى السودان وبناء على ظروفنا الخاصه وتركيبتا الثقافيه نطالب بدولة المواطنه المدنيه التى لا تأخذ الناس بالشبهات وتركز جل اهتمامها على رصد حركاتهم وسكناتهم وفى ذات الوقت نريدها دوله تحافظ على القيم الفاضله والأداب العامه فى الخرطوم أو جوبا من خلال قانون (انسانى) يتفق عليه الناس جميعا دون أن يسمي قانونا دينيا حتى لا يشعر المواطن المسيحى أو اللا - دينى بأنه مواطن من الدرجه الثانيه فى بلده، وكاذب من يعتبر المواطن غير المسلم مواطن كامل الأهليه ومتساو فى الحقوق والواجبات مع باقى المواطنين فى دوله أسلاميه أو تطبق التشريعات الأسلاميه.



للأسف الكبت والقمع الأعلامى والهيمنه عليه يمنع المفكرين ويحد من توضيح وجهات نظرهم ولماذا يرفضون الدوله الدينيه فى زمن يتجه فيه الأعلام نحو الحريه المطلقه التى لا تقيد الا باخلاق المهنه والضمير اليقظ والمصلحه العليا للوطن دون استغلال من السلطه لتلك الضوابط.



مرة أخرى .. هاهو حفيد المهدى ومن قبله ابن عمه مبارك اللذان ينتميان لأسره أسست أول دوله دينيه اسلاميه سنيه عنيفه وجهاديه و(متطرفه) نوعا ما فى السودان وتشبه حال الأنقاذ فى اول ايامها كثيرا خاصة عصر الخليفه عبدالله الذى قتل العديد من المتصوفه شنقا وصبرا وتعذيبا .. ها هما يطالبان صراحة من أجل وحدة السودان بدوله مدنيه، بل مبادرة السيد الصادق تمثل رؤيه جيده وتعتبرخطوة فى الأتجاه الصحيح، اذا وافق عليها المؤتمر الوطنى تكون افضل ما قدمه السيد الصادق لوطنه طيلة فترة حياته السياسيه المشوبه بالكثير من التردد وعدم الحسم، ولا يطلب منه بعدها غير أن يعتزل الحياة السياسيه ويصبح مرشدا وأن ينصح معه السيد محمد عثمان الميرغنى على ترك الساحه للشباب فى الحزبين لا يهم اذا جاءوا من داخل الأسره أو من خارجها طالما ارتضت ذلك القواعد بحريه وديمقراطيه ودون وصايه.



ودون شك فأن عمر البشير الضابط ليس أكثر فهما للأسلام من السيد الصادق  المهدى ولا هو أكثرغيرة عليه، والوطن يمر باحرج منعطف فى تاريخه هذا وقت مناسب تتكرر فيه مقولة جد نبينا محمد (ص) التى قال فيها لأبرهة " للبيت رب يحميه اما انا فلى ابلى".

والرجل اختلفنا أو اتفقنا معه أعنى (الصادق المهدى) مشهود له بالكثير من الجوانب الطيبه وينال احتراما من العديد من دول العالم.



بصريح العباره نقول الوحده فى هذا الزمن القليل المتبقى لن تحققها نداءات البشير ولا أمنيات سلفاكير ولا تنمية على عثمان محمد طه المتأخره ولا شوارع أسفلت أو ملايين الدولارات التى سوف يلهف نصفها غيلان المؤتمر الوطنى الجاهزين لمثل هذه المشاريع لا لحماية الدين!



الوحده تتحقق برضاء وقناعة انسان الجنوب وشعوره بأنه يعيش حرا كريما يتساوى مع باقى اخوانه فى الشمال، وذلك لن يحدث الا باعلان شجاع يحدد علاقه الدين بالدوله ويفصلها عنه تماما، والا اذا أعيد تعريف هوية السودان على انها (سودانيه) خالصه اولا .. وأفريقيه ثانيا  .. وعربيه ثالثا، اى انه وطن متعدد الثقافات والأديان وفى هذا التعدد قوته ومنعته.



وأن يحفظ للجنوب النصيب الأكبر فى حقه من البترول والا يرهق كاهله بديون جزء كبير منها استغل فى شراء الأسلحه الفتاكه فى مختلف الأزمنه خاصة خلال فترة الأنقاذ التى ارتفعت فيها صيحات الجهاد وكبرت فيها القرده ولم يخضع المال العام للرقابه الكامله بسبب تقييد حرية الصحافه، ومن عجب أن الترخيص الذى يمنح للصحفيين لممارسة العمل الصحفى اسمه (قيد) رغم ذلك يتلهف عليه الكثيرون ويفرحون حينما يحصلون عليه ويقيمون الحفلات، مع أن الصحفى قيده الأساسى ونجاحه  وتميزه يتوقف على رؤية من يقرؤون له.
ولو أمعن الأنقاذيون النظر لأدركوا أن دولا عديده غربيه وعربيه وأفريقيه تتمنى انفصال السودان وترى فى ذلك الأنفصال مصلحة لها.
ولا يمكن أن يحقق السودان وحدته الا بقرار تاريخى كلما تم اعلانه مبكرا كلما كانت الفرصه اكبر لتحقيق الوحده.



وقبل ذلك لابد أن يترك المؤتمر الوطنى خلال هذه الفتره الهنجهية والنفخه الكذابه، والمظهريه والحشود الجماهيريه المستجلبه التى تشبه فقاعات الصابون، وان يفك احتكاره للأعلام وأن يشرك السودانيين بالرأى بعد أن همشهم وابعدهم سياسيا من خلال انتخابات مفبركه ومزوره ولا يحتاج اثبات ذلك الى دليل، فأهل السودان كافة يعلمون كيف أن بطاقة المؤتمر الوطنى فرضت على من يستحقون التصويت فى كافة المرافق.

هناك 7 تعليقات:

  1. إنتا زول ما عندك موضوع ومن الناس البتجعجع ساكت نوعيتك الماعندها شغلة غير اليوم كلو تكون قاعدة تكتب و تناضل من وراء الكي بورد فقط فالتذهب إلى الجحيم

    ردحذف
  2. مقال رائع، افكارك هي افكار الغالبية السودانية... انا سعيد بوجود كتاب و مفكرين سودانيين بقولوا الحقيقة!

    ردحذف
  3. شكرا يا على اختلف الرأى لا يفسد للود قضيه.
    وأن شاء الله اتفاقك مع المؤتمر الوطنى ما يكون اتفاق مصلحه ويسلم البلد ويمنع الأنفصال ويحمى البشير من اوكامبو

    ردحذف
  4. غير معروف
    أشكرك يا اخى على تعليقك والسودان زاخر بمن يقولون الحق لو وجدوا الفرصه

    ردحذف
  5. شكرا على المقال الجميل و الموزون. و ان شاء الله نقدر نحقق دولة تحترم الجميع، سواء انفصل الجنوب او بقى ضمن راية السودان

    ردحذف
  6. هل أي شخص لاياتي بما في هواك هوا متفق مع المؤتمر الوطني؟؟؟ دي مشكلة لو فهمك كدا

    ردحذف
  7. يا على انته اسه زعلان مالك . يا خي انته ما مؤتمر وطني ولا اي حاجه خلاص ارتحت بس روق المنقا عشان الضغط

    ردحذف