الثلاثاء، أبريل 06، 2010

ديمقراطية عمر البشير ومحن خاله الطيب مصطفى؟


(1)



ديمقراطية البشير



لعلكم تذكرون قبل فترة حينما صرح احد قيادى المؤتمر الوطنى قائلا:



"اذا تحالفت ضدنا الأحزاب المعارضه فسوف نعلن الجهاد".



ومعلوم ان لجوء السياسيين للدين فى كثير من الأحيان يدل على احساس (بالزنقه) ولدينا نماذج عديده لما نقول فى العالم العربى، وهتلر نفسه لما شعر بالزنفه ما كان عندو خيار غير أن يلجأ للدين أو ينتحر.



فى ابى حراز:



وقبل أن يتحدث البشير كعادته خلال هذه الأيام قرأ له احد منسوى المؤتمر الوطنى (البيعه) على نصرة الشريعه والشورى، وسوف نستعرض موضوع (الشورى) والفرق بينها وبين (الديمقراطيه) ضمن الجزء المخصص (لمحن الطيب مصطفى) فى هذا المقال.



وقبل البيعه وقف احدهم وقال:



"أى خواجه يمس شعره من رأس البشير بنقطع ليهو يدو"!



طيب لماذا هذه الفرحه العامره بجريشن والترحيب بارائه التى تنادى بعدم تأجيل الأنتخابات، ومن يرهن قراره للأجنبى؟



وما هى المشكله فى تأجيل الأنتخابات اذا كان البشير واثق من الناخب السودانى؟



فى الحقيقه البشير متضائق من هذه المساحه وهذا الهامش من الحريه المفروض عليه والذى فتح نار جهنم على الأنقاذ وكشف الكثير من الحقائق التى ما كان يعلمها الشعب السودانى من قبل.



المهم فى الأمر فى ابى حراز قال البشير:



هو غير مسوؤل عن البيعه عنها امام البرلمان أو الحكومه، مما يعنى أن البيعه أهم من اى قرار يصدره البرلمان أو تقرره الحكومه باجماع أو أغلبيه أو خلاف ذلك من اليات!



يعنى لو قرر البرلمان فى يوم عزل البشير لأى سبب بصورة قانونيه ودستوريه فمن حقه أن يرفض ذلك وأن يقول لهم بأنه حاصل على بيعه من أهل ابو حراز، ولذلك لا يهمه قرار البرلمان فى شئ.



انها ديمقراطيه .. ونعم الديمقراطيه التى تخلط ما بين (الدين والسياسه).



وقال البشير:



الكرسى ابتلاء وامتحان !



يعنى البشير بعد 20 سنه أدرك بأنه الكرسى امتحان ، بعد عشرين سنه لو طالب دخل مرحلة الأساس كان اتخرج دكتور!



وقال:



كل يوم كانوا بفتكروا الأنقاذ سوف تمشى وسوف تذهب، وهو يعنى المعارضين.



نعم بقت الأنقاذ ولم تذهب لأنها لم تتعامل مع المواطنين مثل باقى الأنظمه التى سبقتها بالسلوك والأخلاق السودانيه المعروفه.



حيث لجأت الأنقاذ للقتل والتعذيب والترهيب والتشريد مستخدمه سيف الصالح العام، وعن هذا الطريق بقت معظم الأنظمه الفاشيه لفترات طويله ولمئات السنين، لكنة فى نهاية الأمر انتصر الحق على الباطل ، فدولة الباطل تدوم ساعه ودولة الحق تبقى حتى قيام الساعه.



(2)



محن الطيب مصطفى



لعل الطيب مصطفى متابع كيف أن المبعوث الأمريكى جرايشن يحتفى به فى دولة الشريعه والمشروع الحضارى من قبل فرعه الرئيسى المؤتمر الوطنى، وكيف اصبح حديثه عن نزاهة الأنتخابات التى لم يتعرف عليها الا من خلال المايويين الشموليين فى المفوضيه، مرجعا ولم يتبق للمؤتمر الوطنى غير أن يكرم (غريشن) ويكلف من يقومون بذلك الدور لكى يحفزوا المطربين للمشاركه فى حفل كبير لتكريمه، يغيروا فيه كلمات الأغانى التى كانت تقول ( الأمريكان ليكم تسلحنا بكتاب الله وقول الرسول)!



وهل الطيب مصطفى لا زال ينفش ريشه و يفترى على المعارضه ويصفها بالعماله وارتهان قرارها للأمريكان والغرب، اما بدأ يشعر بقليل من الحياء وأدرك بأن رجالات الأمريكان فى الحقيقه هم بنى جلدته فى المؤتمر الوطنى ولم تكذب المسوؤله الأمريكيه من قبل حينما قالت بان (زولهم) فى السودان هو صلاح قوش!



والبشير الذى اصبح هو المرشح للرئاسة وهو المفوضيه وهو القانون يصرخ فى كل يوم بالأ تأجيل ولا الغاء للأنتخابات لأنه يعلم تماما بأنها زورت من قبل أن يبدأ تسجيل الناخبين واذا كانت انتخاباته هذه فى عين العالم كله نزيهه وديمقراطيه فهى عندنا نحن أهل السودان غير نزيهه ولن نعترف بها وسوف تظل مزوره ومفبركه وهذا واضح من سيطرته على الأعلام القومى وبصورة لم تحدث من قبل فى أكثر بلدان العالم دكتانورية وشموليه.



والطيب مصطفى بالأمس تحدث عن ديمقراطية الأسلامويين وهذا المره لا نقول انه لا يستحى ولكن نعذره ونعتبره لا يعرف حقيقة الفكر الذى يدافع عنه ليل نهار ولعله لا يهمه فيه غير جانب الجهاد والقتل والصلب و الرجم.



ونقول له مثلما اضاع العرب قضية فلسطين بايديهم حينما جعلوا (اليهود) وهؤلاء اهل (دين) وبينهم من يرفضون قيام دولة اسرائيل كطرف فى النزاع ازاء (فلسطين) أو العرب وهذا وطن وقوميه.



وبهذا التعريف منحوا الأسرايئليين حق ان يسمحوا لأى يهودى ولد اليوم فى بولندا أن يهاجر لأسرائيل ولم يسمحوا للفلسطينن المولودين قبل 48 أن يعودوا لأرضهم.



بنفس هذا الفهم يضع (الطيب مصطفى) الذى كان مديرا لأخطر جهازى اعلامى فى السودان (الأسلام) وهو دين محل مقارنه بازاء فكر سياسى هو الليبراليه أو العلمانيه ويبدا فى توضيح مضطرب لديمقراطية ذلك الأسلام.



والمنطق وقدسية الدين تجعل الحادب عليه يربأ بأن يضعه محل مقارنه مع فكر انسانى قابل للصواب مثلما هو قابل للخطأ كله أو جزء منه.



والدين أى دين باعتباره تشريع الهى لا يمكن ان يكون فيه خطأ وأنما لضرورة التطور فى الكون وفى النفس البشريه يصلح بعضه لزمان ما ويقضى حاجات الناس فى ذلك الزمان، ويحتفظ لأهل المستقبل بما يقضى كذلك حوائجهم.



ولهذا قال رب العزه :



"وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ".



وقال العارفون ما جاء الينا من الله (حسن) و(أحسن) حيث لا يمكن ان يجئ منه (سئ) تنزه عن ذلك.



وكما قلت ان اقحام الدين فى مقارنه مع الأفكار الأنسانيه ظلم للدين نفسه وجبروت وتعدى على حقوق الآخرين الذين يعيشون مع المتطرفين الدينيين فى دوله واحده فالمفروض ان يكون التنافس بين الناس بحسب ما يطرحونه من برامج وافكار وحلول اما الدين فهو عمل فردى مهما كان مظهره جماعى فى بعض العبادات وقال رب العزه فى محكم تنزيله: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً).



وقال: "لقد أحصاهم وعدهم عداً ، وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً".



والطيب مصطفى لأن فهمه قاصرعن (الشورى) فهو يظنها (ديمقرطيه)، مع أن كلمة الديمقراطيه عند بعض الأسلامويين رجس من عمل الشيطان لذلك لا يعترفون بها ولا يهمهم تعريفها الذى يقول: هى حكم الشعب للشعب بواسطة الشعب.



بينما (الشورى) تعنى أن يشاور الحاكم او المسوؤل جماعة من الناس ومن بين تلك الجماعه أهل الحل والعقد، وبعد أن يشاورهم ويستمع اليهم من حقه الا يعمل بمشورتهم وأن يتخذ قراره متوكلا على الله.



يقول رب العزه : " وشاورهم فى الأمر فاذا عزمت فتوكل".



فهل يجوز هذا العمل فى عالم اليوم، فاذا كان هذا الأمر جائز وومكن فى زمن الرسول الذى قال عنه رب العزه: "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ.



فهل يجوزهذا فى عالم اليوم وهل يمكن تطبيقه عمليا لا نظريا ، وهل هناك رجل من أهل هذا العصر المادى الذى يتطاول فيه الحفاة العراة على البنيان مهما بلغ شاؤه من الكمال بحيث تأتمنه الأمه على وضع مثل هذا الذى يعطيه صلاحيات مطلقه وبلا حدود بكمالاته ونقائصه وايجابيته وسلبياته وتجعله يتخذ القرارات المصيريه منفردا حتى لو كانت شفرات الاسلحه الذريه الفتاكه التى يمكن ان تدمر الكون كله؟



قلناها فى أكثر من مرة اننا نريد حاكما متدينا اى كان دينه يخشى فينا الله ويعدل بين الناس، لا دولة دينيه .. وقلنا نحن لا نمانع من تشريع قوانين يتفق عليها الناس تحفظ القيم والأخلاق فى المجتمع وتساوى بين المسلم والمسيحى لا ان تفرض كتشريعات دينيه تجعل اصحاب الديانات الأخرى يشعرون بالدونيه والأنتقاص لحقوقهم كمواطنين حينما توصف القوانين التى تنظم حياة المجتمع بأنها مأخؤذه من دين خلاف دينهم واذا لم يشعروا بذلك فهم اما منافقون أو خائفون وراضون بالدونيه ومعاملتهم كمواطنين الدرجه الثانيه.



وقلنا من اساليب الخداع والألتفاف على الحق أن يقال بأن الدين الفلانى يعتنقه غالبية اهل بلد ما لذلك يجب ان تحكمهم تشريعاته فالأديان لا تؤخذ بالأغلبيه وربما معتنق لدين ما وهو لوحده فى بلد من البلدان والحق معه لا مع الأغلبيه، والمسلم اذا عاش فى بلد غالبية اهله على دين آخر فهو غير مطالب بأن يتخلى عن تعاليم دينه وعن عباداته، بالطبع لا أعنى النقاب أو الحجاب، فالدين اكبر واعمق من ان يختزل فى زى ورب العزه لم يقل بأنه مع المحجبه أو المنقبه أكد ذلك الحديث التبوى الذى يقول:



(ما وسعني أرضي ولا سمائي، ووسعني قلب عبدي المؤمن).



وأخيرا :-



* عجبت لهذا الداعيه الذى يريد أن يهدم الكعبه بدعوى منع الأختلاط ولم يعجبه عملا لم يمنعه صاحب الرساله الذى جاء بها من السماء للأرض، وهو لا يدرى ان مجرد التفكير فى هذا العمل يعتبر قمة سوء الأدب مع رسولنا الكريم، فرب العزه قال فى حقه : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تسليما).



* يعنى لا يؤمن من يشعر بحرج فى نفسه لأمر يرضاه رسول الله.



* نقول للطيب مصطفى نحن نحب ديننا ونعيشه قدر طاقتنا لكننا نرفض فى القرن الواحد والعشرين ان نهيمن على الآخرين الذين يعيشون معنا فى وطن واحد وكون واحد وأن نجعلهم يشعرون بالدونيه أو أن ينافقوننا لأنهم يشعرون بالضعف.

هناك تعليقان (2):

  1. ايمن بترايوس الحاج
    وادي السيليكون ولاية لوس انجيلوس
    الصراحة في الطيبو عمر البشير هووجهان لعملةواحدة لاغيراي انه من المعروف وراء كلحرامي صغيرحرامي كبر

    و هو اللذي يرسل النزعات العنصرية و الى اخره و لا يحاكم امااللذييتفوه بالصدق يحاكم
    الكيزانفي السودان مأسة

    ردحذف
  2. أشكرك أخى أيمن وعاش سوداننا واحدا موحدا سالما مسالما كل واحد عندو دين وكل واحد عندو رأى.
    تاج السر

    ردحذف